تحركت بجلاء، الأسواق المرتبطة بالإرشاد السياحي، بمكةالمكرمة، حيث موسم العمرة الداخلية والخارجية، الذي يتنامى بشكل لافت، بالتزامن مع التدفق الأسبوعي لمعتمري دول العالم، لأداء مناسك العمرة، ومع دخول طقس أم القرى للاعتدال. وكشفت جولة (الرياض)، عن توافد مئات الحافلات، التي تحمل المعتمرين من دول جنوب وجنوب شرق آسيا، في جولات سياحية، للوقوف على سفوح جبل ثور على الطريق الدائري الثالث لاستحضار قصة هجرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم. وقدر متعاملون عدد الحافلات التي تخرج يوميا هذه الأيام في الفترتين الصباحية والمسائية، بأكثر من 500 حافلة بعدد يفوق 20 ألف معتمر يوميا، وتزيد في إجازة نهاية الأسبوع، وهي في عدة اتجاهات داخل مكةالمكرمة، وتحديداً، إلى المعالم الحضارية والتاريخية ومراكز التسوق الشعبية والحديثة وأسواق الجملة بمحافظتي جدة والطائف. وأوضح سعيد قدوري (متعامل) أن شركات حافلات العمرة تشهد إقبالا كبيرا هذه الأيام من قبل شركات العمرة الخارجية للقيام بجولات سياحية صباحية ومسائية من مقر سكن المعتمرين ومن المنطقة المركزية إلى عرفات بما فيها مسجد نمرة وجبل عرفات ومحطات قطار الحرمين الشريفين، ثم إلى مزدلفة، حيث مسجد المشعر الحرام ثم إلى منى بسعر يتراوح ما 30 إلى 40 ريالا، فيما تحدد الأسعار ساعات التنقل ومحطات التوقف في كل رحلة. وأبلغ (الرياض) مصطفى حسين "سائق حافلة" أن الفترة الصباحية تجد إقبالا واضحا من قبل المعتمرين للقيام بجولات سياحية، لاعتدال الطقس، ولحرصهم لأداء صلوات العصر والمغرب والعشاء في المسجد الحرام. وثمة أنشطة تجارية مرتبطة بالإرشاد السياحي هي بيع سجاد الصلاة والهدايا التذكارية، والسبح، والعطور، والمشروبات والشطائر. في ذات الاتجاه تحركت المحلات التجارية في الأسواق الملحقة بالمواقع التاريخية، مثل مسجد الحديبية في ضاحية الشميسي غرب مكةالمكرمة، ومحلات مسجد التنعيم، إضافة إلى المحلات التجارية في مركز حراء الثقافي بمكة بحي جبل النور. ويشير علي الشريف "صاحب متحف" أن موسم العمرة يظل من أهم القنوات التي تحرك المتاحف، والمعارض والمراكز التاريخية، خاصة في ظل سرعة تناقل المعلومات والحرص كثير من المعتمرين على استثمار تواجده بمكةالمكرمة وقربه من جدة والطائف. من جانبه قال رئيس جمعية الإعلام السياحي خالد آل دغيم "تشير التقارير إلى الأثر الاقتصادي المتنامي سواء المباشر أو غير المباشر للمعتمرين والزوار وخصوصا في ظل تدفق الأعداد المليونية حسب التصريحات مؤخرا وهذي فرصة لتقديم خدمات مختلفة وراقية وتأمين رغبات المعتمرين، والزوار، من الأكل أو توفير سكن أو تسوق أو المستلزمات المختلفة، وهذا التدفق يشكل مردودا اقتصاديا وعوامل جذب أكثر فائدة"، وأضاف "وأصبح ضمن أجندات العمل السياحي التي تتبناه الجهات الحكومية مع شركائها في القطاع الخاص وكل من له علاقة بذلك إلى جانب أصحاب رؤوس الأموال التي أتيحت لهم الفرصة للاستثمار في جوانب خدمة المعتمرين في مكة وزوار المدينةالمنورة، حيث أصبحت خدمة الزائر والمعتمر أعمالا تكتنفها الخبرة وأصبح مخططا له، وتعزز ثقافة الخدمات لدى المجتمع الذي اتجه لشمولية العمل السياحي سواء في منطقة مكةوالمدينة أو غيرها وبدأ يتفاعل للاستفادة ومن المتوقع أن ينتج عن هذه التدفقات البشرية مبالغ مليونية وتتنوع المصروفات بين نفقات للإيواء بنسبة 27 %، وللتسوق بنسبة متوقعة 29 %، أما المأكولات والشرب 19 %، يليها 16 % للترفيه، ونحو 9 % للنقل والانتقال. جولات متواصلة من قبل المعتمرين