مع أول ليلة من ليالي شهر الصوم تحركت ثمانية أنشطة تجارية لتعيش الموسم الأول لها في أم القرى، ففي شهر رمضان، يبدأ تزايد تدفق المعتمرين من خارج المملكة ومن المحافظات والمدن طيلة ثلاثين يوماً، وتمثل في مجملها موسم حقيقي لتوفير مصروفات الإيجارات، والتشغيل، والصيانة، ورواتب العاملين، ثم جني الأرباح. وجاء قطاع المطاعم وشركات الإعاشة والتغذية كقطاع مهم، سجلت مبيعاته ارتفاعا تدريجيا بشكل واضح، حيث كشفت "جولة الرياض" أول أيام رمضان عن إقبال كبير على المطاعم ذات العلامات التجارية وعلى مطاعم تقديم الشطائر والعصائر، فيما ضخت مخصصات التوزيع الخيري الشخصي والمنظم عبر إمارة منطقة مكةالمكرمة سيولة كبيرة على سوق المواد الغذائية والمخابز وشركات توريد العصائر. وشركات بيع المواد الغذائية هي الأخرى، بدت ل"الرياض" أمس، وكأنها تعيش موسم منتظر، حيث عشرات سيارات نقل البضائع تنقل البضائع لمطاعم وفنادق ومتاجر المنطقة المركزية ومنافذ البيع القريبة من مسكان المعتمرين خارج مركزية أم القرى. ومقابل ساحات الحرم المكي أربعة أسواق مغلقة، هي أسواق وقف الملك عبدالعزيز ويضم نحو 4000 محل تجاري، وأسواق مكة، ويتكون من ثلاث أدوار تجارية تحتضن (399 محلاً تجارياً و85 ركنا ًلأنشطة تجارية متنوعة، وأسواق جبل عمر وتضم أكثر من 300 محلاً لتجارة التجزئة إضافة إلى أسواق أبراج الصفوة. وشركات الاتصالات من القطاعات المهمة المتواجدة لاقتسام كعكة الموسم، حيث دفعت عدة شركات بمئات مندوبي بيع شرائح الاتصال والانترنت على الطرق التي يسلكها المعتمرون خاصة في أوقات الذروة من قبل صلاة العصر إلى الحادية عشرة ليلاً. وعلى خارطة استثمارات موسم العمرة في مكةالمكرمة دفعت شركات نقل المعتمرين بأكثر من 4000 حافلة لمواجهة حجم الطلب الكبير على النقل من قبل المصلين والمعتمرين في محطات النقل التي تشرف عليها النقابة العامة للسيارات حول المسجد الحرام، حيث ساهم الموسم في توفير مئات الفرص الموسمية للشباب، حيث يعملون في بيع تذاكر الإركاب وإدارة محطات النقل. في ذات الاتجاه دفعت حافلات مكة بأكثر من 400 حافلة وأكثر من 800 سائق، يتنقلون بين 438 محطة موزعة في أنحاء مكة المكرّمة عبر 12 مساراً لتلبية حجم الطلب الكبير على النقل في اتجاه المسجد الحرام والمراكز التجارية. وفي منحى آخر، سجلت منطقة العزيزية ومركزية المسجد الحرام المناطق الأكثر استفادة في إسكان المعتمرين لتوفر الخيارات الفندقية والتجارية والخدمات. وجاءت فنادق حي أجياد ضمن الأحياء الفندقية الأكثر طلباً كونها القريبة من الحرم المكي وسهولة الوصول لها مع تعدد الخيارات الفندقية من فنادق مصنفة إلى بنايات شقق مخدومة ولا أدل على تصوير حجم ارتفاع الطلب من تفريغ المنطقة خلال أوقات الذروة من المركبات، فيما سجلت أسعار الغرف لشخصين بين 1300 إلى 1400 ريال. في الأربعة الأيام الأولى في رمضان مع دفع رسوم تتراوح ما بين 200 إلى 250 للسرير الإضافي. محلات الحلاقة كانت حاضرة بقوة في سوق اقتسام كعكة شهر الصوم، حيث ارتفاع الطلب خلال أيام الشهر في الفترات المسائية والصباحية على الحلاقة لارتباطها بشعيرة العمرة، حيث تلتفت حول المركزية أكثر من 200 محل خلاقة تعيش على مواسم العمرة والحج. وأخيراً شهدت محلات تحويل العملات نشطاً واضحاً يتزامن مع حرص معتمري الخارج للفوز بعمرة رمضان مع أداء صلوات التراويح والتهجد الأمر الذي حرك السوق بشكل واضح، ووفقاً لمتعاملين فإن الطلب الأكثر على الريال السعودي يكون في مكةالمكرمة خلال شهر رمضان لارتفاع أعداد المعتمرين خلال أيام شهر الصوم. تزايد حركة العمرة في رمضان