تضل الأوقات، ما بعد صلاة الفجر إلى الضحى، وعقب صلاة العصر إلى قبل العشاء، مواعيد الملتقى اليومي لآلاف المعتمرين وهم يستقلون عشرات الحافلات يومياً وسيارات الأجرة من مقار مساكنهم بمكةالمكرمة إلى ساحات جبل عرفات ومسجد نمرة، لعيش ذكريات أداء مناسك الحج لمن عاش التجربة وفئة أخرى لم يكتب لها أداء الفريضة تعيش على الأمنيات والآمال المعلقة، المحفوفة بالدعوات. فمع إشراقة شمس كل يوم تستقبل عرفات حافلات المعتمرين في جولات سياحية وتتحول إلى ملتقى يومي لقوافل المعتمرين من كل الجنسيات. جولات المعتمرين تحولت إلى منصات إعلامية مباشرة وهي تنقل المشاهدات لمعالم عرفات مثل مسجد نمرة ومحطات قطار المشاعر ومخيمات الحجيج. عابدة «معتمرة آسيوية» بدت لنا وهي تحي لأسرتها المرافقة تفاصيل رحلة أداءها فريضة الحج قبل 35 عاماً وهي في حالة دهشة من المتغيرات الحضارية التي طرأت على المشهد العام في المشاعر. من ملابس المعتمرين الذين يصرون على زيارة معالم المشاعر المقدسة تكتشف جنسياتهم، فمن دول الجمهوريات الروسية المسلمة إلى دول جنوب وجنوب شرق آسيا وتركيا والخليج يتركز أكثر الزائرون من المعتمرين للمشاعر المقدسة. شركات العمرة الخارجية، تستغل الزيارات بتخصيص مرشد سياحي من نفس جنسيات المعتمرين، للتعريف بتاريخ وهوية الأمكنة التاريخية. الأجواء الباردة ساهمت بجلاء في رفع أعداد حافلات الجولات السياحية للمعتمرين فضلا عن جمال سفوح جبال المشاعر وفضاءاتها بالخضرة على إثر الأمطار التي هطلت على المشاعر المقدسة. مشاهدات المعتمرين لمعالم عرفات