تعيش مكاتب تأمين الحافلات وشركات النقل الخاصة بالأفراد وملاك الحافلات الصغيرة حالة انتعاش واضحة، تتزامن هذه الأيام مع هبوب نفحات موسم الحج القادم، حيث يرتفع الطلب من قبل الحجاج لزيارة المواقع التاريخية والمعالم الحضارية بمكةالمكرمة. ويشير فهد مصطفى عرقسوس مدير شركة متخصصة في الإرشاد السياحي، أن موسم الحج واحد من أهم المواسم لشركات الإرشاد السياحي حيث يرتفع الطلب لزيارة الحجاج لمواقع مكةالمكرمة التاريخية مثل جبل النور وغار ثور ومسجد نمرة بعرفات ومسجد الخيف بمنى، إضافة إلى مشاهدة منشأة الجمرات ومعرض عمارة الحرمين ومتحف مكةالمكرمة للآثار والتراث مبيناً أن أكثر من 800 حافلة محملة بالحجاج تخرج يومياً في جولات سياحية على المواقع التاريخية والمعالم الحضارية بمكةالمكرمة. وكشف عرقسوس أن سعر تأجير الحافلة في جولة سياحية لمدة ثلاث ساعات تبدأ من السابعة إلى العاشرة بأجرة تتراوح ما بين 850 إلى 950 ريالا فيما يتركز أغلب الطلب للقيام بجولات سياحية في الفترة الصباحية لطول الفترة ولرغبة كثير من الحجاج أداء صلوات العصر والمغرب والعشاء في الحرم المكي أثناء الفترة المسائية. وبين عرقسوس أن 90 % من الجولات السياحية التي تدار حالياً لا تعرف التخطيط والتنظيم السياحي كون أن المرافقين غير متخصصين في الإرشاد السياحي مطالباً الجهات المعنية سرعة تنظيم دخول المرشدين السياحيين السعوديين في دائرة العمل السياحي حيث أن هناك أكثر من 20 مرشداً سعودياً يحملون دورات متخصصة بانتظار مظلة يعملون تحتها. ووفقاً لتقارير أعدها متخصصون من هيئة السياحة والآثار فإن حجم العائدات المتوقعة من تنظيم الرحلات السياحية يفوق 200 مليون ريال سنوياً فيما سيتضاعف العائد في ظل اتجاه الحكومة إلى رفع أعداد الحجاج والمعتمرين والسماح بالعمل بالتأشيرات السياحية. ويرى متخصصون أن واقع المعالم التاريخية والحضارية بمكةالمكرمة بحاجة إلى مزيد من التنظيم من خلال تهيئة المواقع وتهيئتها ومواجهة تجاوزات المتخلفين المتمثلة في البيع العشوائي ونشر الحيوانات المزينة التي تستخدم للتصوير مثل الجمال والسيسي والبحث عن أساليب حضارية لبيع العصائر والمشروبات بدلاً من السيارات الجائلة وتوفير مزيد من المحلات المتخصصة مثل محلات بيع الهدايا المكية والسبح والبخور والتذكار والصور المكية القديمة وصور المعالم التاريخية والحضارية ومحلات بيع المأكولات الشعبية والآسيوية والأفريقية في قالب حضاري جديد.