عاش الفنان سعد العبيد (1945 - 2020) بيننا، ليس كفنان فحسب، بل كروح مبدعة متجذرة في أعماق الفن التشكيلي. يصعب على من عرفه أن ينساه، فالعبيد من تلك الشخصيات التي لا تموت في الذاكرة، بل تخلد بأعمالها وإرثها الإبداعي الذي يتجاوز حدود الزمن. كان العبيد مرآة للفن الصافي؛ طاقة مشعة بالإيجابية، يرسم ويشكل ويُلوّن، وينسج من خياله عوالم مليئة بالجمال. لم يكن فقط فنانًا، بل مُعلّمًا وحاضنًا للمواهب الناشئة، يفتح أبواب بيته ومشاعره لكل من طرقها، ليساهم في بناء جيل جديد من الفنانين. منذ تأسيسه لصالة «الملتقى للفنون التشكيلية» عام 2008 في حي الملك فهد، جعل العبيد من بيته معرضًا دائمًا، يحتضن مئات الأعمال التي امتدت عبر مسيرته الطويلة. ليس غريبًا أن يصفه الفنان محمد السليم، رفيق دربه، بأنه «الفنان الصادق في وفائه، الذي جعل من الفن التشكيلي جسرًا نحو الطموحات والأحلام، ورسولًا للحب والجمال في كل ما يقدمه». كان العبيد جسراً بين الفن والمجتمع، يساهم في دفع الحركة الفنية المعاصرة في المملكة إلى الأمام دون تكلف أو ادعاء. ومن هذا المنطلق، يأتي دورنا في تخليد سيرة سعد العبيد، الفنان الذي أقام تسعة معارض شخصية في مختلف مدن المملكة. لا بد من إعادة إحياء إرثه الفني قبل أن تتلاشى أعماله أو تُنسى مآثره، ومن الضروري أن يقوم المؤرخون والنقاد بالكتابة عن مسيرته، ليبقى فنه شاهدًا على مرحلة مهمة من تطور الحركة التشكيلية السعودية. حسين الحربي