شهد العام المنصرم الكثير من المتغيرات الفنية في عالم الفنون البصرية والثقافة حيث تضمن إعلان رؤية المملكة 2030 للفنون والثقافة والنهضة الاقتصادية؛ التي أطلقها ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وحملت الرؤية آفاقاً كبيرة وهمة عالية وتطلعات مستقبلية، ستنعكس - بإذن الله- على مستقبل البلاد؛ كما تضمنت اعتزام المملكة افتتاح أكبر متحف إسلامي في العالم، ومضاعفة تسجيل المواقع الأثرية في السعودية في اليونيسكو، هنا نستعرض آراء الفنانين التشكيلين والمهتمين حول رؤيتهم تجاه مستقبل الفنون في صناعة التحول الوطني خلال هذا العام والأعوام المقبلة والذي استبشروا وتفاءلوا خيراً به وبمستقبلهم الفني.. صالح النقيدان: الفنان يحرص أن يكون نافعاً في مجتمعه بداية يقول الفنان صالح النقيدان عن رؤيته تجاه مستقبل الفنون في صناعة التحول الوطني؟: "الفنان مثله مثل أي مواطن يحرص على أن يكون مثالاً للعطاء ويحرص أن يكون مواكباً للتطور وعضواً نافعاً في مجتمعه" . وقفة صادقة ويضيف:"لا يخفى على الجميع ما تقوم به الدولة أعانها الله في لم الشمل والدفاع عن معتقداتنا وعن حدودنا وتبذل كل ما في وسعها من الجانب الآخر في راحة المواطن والموازنة بين الجهتين حفظ حق الشعب والدفاع عنه وهذا يتطلب وقفة صادقة من المواطن مع وطنه وبذل كل ما يستطيع من اجل قبلة المسلمين لا يسعني إلا أن أدعو الله من قلب صادق بأن يطيل في عمر خادم الحرمين الشريفين على طاعته وان يعينه ويسدد خطاه لتبقى المملكة رائدة الأمة الإسلامية". أحلام الحربي: مستقبل الفنون في تطور والمعارض بدأت تأخذ مجراها السليم تعزيز الحركة الثقافية أما الفنانة فوزية الخميس فتقول: "التشكيليون متفائلون برؤية المملكة الطموحة 2030 وقد لعبت وزارة الثقافة والمؤسسات الخاصة المهتمة بهذا الشأن في الأعوام الماضية دوراً كبيراً بهدف تعزيز الحركة الثقافية لدعم الطاقات الإبداعية وقد شهدت الدولة حراكاً ثقافياً متنوعاً تبلور من خلال إقامة المعارض التشكيلية ومهرجانات الفن التشكيلي التي كان آخرها شارع الفن المقام ضمن فعاليات مهرجان أبها". أم كلثوم العلوي: الفنون صنعت تحولاً في مجتمعنا وباقي المجتمعات وتضيف الخميس: "تأتي رؤية 2030 حاملة بشرى إنشاء المجمع الملكي للفنون هذا الخبر الذي أعاد للمبدعين والمهتمين في كل المجالات الثقة في أن ما يقدمون من فنون أصيلة سيكون لها النصيب من الاحتفاء والرعاية والاهتمام، أيضا النية في إنشاء متحف للفن الإسلامي في الرياض ولأهمية وجود الحرمين الشريفين وما يوجد من آثار إسلامية والتي تعد جسور تواصل مهمة تؤكد على مستقبل مشرق للفنون التشكيلية التي تستلهم من هذا الموروث العظيم وتعكس الهوية الإسلامية، وكما قال الفنان بول كيلي (إن هدف الفن ليس رسم الأشياء بل جعل غير المرئي مرئي). فوزية الخميس: الساحة شهدت حراكاً ثقافياً خلال إقامة المعارض التشكيلية والمهرجانات شغف الفنانين وتقول الفنانة أحلام الحربي: "إن مستقبل الفنون في تطور ونمو ملحوظ في السعودية وفي الخمس سنوات الماضية شهدت الفنون التشكيلية حركة فنية وتطوراً من حيث كمية شغف الفنانين لتعلمه والتحاقهم بكليات التصاميم والفنون في الجامعات، وأيضاً فتحت المعاهد لتدريب أكثر من عدة مجالات، وتمتلك المملكة فنوناً عدة من الدراما والمسرح والفلكور إلى جانب الفنون التشكيلة والأزياء وهناك تطور في الفن الرقمي سلك طريقاً قوياً بنظري في صناعة التحول مما فيه من تطور تقني يسهل الوصول له وسهولة التنوع فيه بعدة تقنيات والآن أصبحت المعارض بشكل مكثف وأصبح لها جمهورها الكثيف وتنوع الفنانين بحيث تعرض اللوحات بالشوارع وفي الساحات العامة عندما كانت تقتصر قديماً فقط داخل حدود المعرض". أهميتها في حياتنا أما الفنانة أم كلثوم العلوي، فتتحدث قائلة:"حقيقة إن الفنون صنعت تحولاً كبيراً وملموساً في مجتمعناً وفي باقي المجتمعات، بحيث أدرك الإنسان أهميتها في حياته، وأنها ليست مجرد شيء هامشي يستطيع أن يستغني عنها متى يشاء ويلجأ إليها متى يشاء. علاقة الإنسان بالفنون هي علاقة أزلية وليست مستحدثة، فإذا كانت الفنون موجودة في الزمن الماضي وانتقلت عبر الزمن بجميع صورها وتحولاتها وطرق التعبير عنها إلى الحاضر، فبالتأكيد ستنتقل معه إلى المستقبل. الوعي البشري أصبح لا يستوعب حياة خاليه منها فهي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، وبدونها الحياة تصبح ميتة بلا طعم وبلا لون وبلا رائحة. أما عن التحول الذي يشهده العالم بسببها فهو واضح ولا شك فيه". ماجد المفرح: الوطن زاخر بالفنون في كافة المجالات ازدهار الثقافة أما الفنان ماجد المفرح فيقول:" مما لاشك فيه أن الفنون لها الأثر الكبير على مستوى ثقافة الشعوب، وما تلعبه في تقدم وازدهار هذه الثقافة، ووطنا الغالي زاخر بالفنون في كافة المجالات، واهتمام الدولة تحديداً بالفن التشكيلي وفي تطويره واضح، حيث نرى الاهتمام الكبير في إنشاء المتحف الإسلامي والمضي قدماً في إتمام هذا الصرح فهي نقطة تحول تحسب للوطن في إبراز هذا الموروث الفني على مر السنين، وما حظي به من اهتمام على مر العصور سيجذب أنظار العالم، كيف لا وهي أرض الحرمين أرض الرسالة والحضارة". الطموحات والأفكار وعبر التشكيليون عن أهم الأفكار والمتطلبات التي يتمنونها أن تكون موجودة -بإذن الله- في – عامهم الجاري، حيث يقول الفنان صالح النقيدان: "أتطلع -أن شاء الله - لمستقبل باهر لفناني المملكة وهذا ما شاهدناه في المعارض الأخيرة، والتفاف الفنانين مع قائد مسيرتهم، فالكل ولله الحمد متفائل بنصر عظيم لامتنا الإسلامية والفنان جزء لا يتجزأ من هذا الوطن المعطاء، فهو من يملك مقومات التعبير الصادق من خلال إعماله الفنية التي تترجم ما يجول بخاطره، فأمنياتنا لعامنا الجديد أن تبدأ الدولة كما وعدتنا بتشييد المتحف الوطني الخاص بالفنون التشكيلية، فهذه خطوة مباركة وننتظرها بفارغ الصبر، لتخرج ما في جعبة الفنانين من موروث وثقافة فنية لنثبت أولاً لأنفسنا وللعالم إننا فنانين ونستحق هذه التسمية، وتكون أعمالنا مرجعاً وارث ثقافياً للجميع ويكون لنا ثقلنا الثقافي التشكيلي السعودي" . أحياء ثقافية أما الفنانة فوزية الخميس فتقول: "كل تشكيلي وتشكيلية يطمح أن تكون هناك احياء ثقافية ويمكن تطوير الفكرة بتعزيز المرافق السياحية بمنظور ثقافي يساهم في إبراز إبداعات المهتمين بهذا المجال، الاهتمام بالخط العربي وهو لغة القرآن الكريم ولأنه يعكس الهوية العربية وتخصيص مسابقات خاصة في هذا المجال، وإقامة المعارض التشكيلية، التي تكون بإشراف مباشر من جمعيات الثقافة والفنون ولا يسمح لأي جهة بأن تستغل الفن التشكيلي لتسويق اسمها من خلاله". خلف كُل لون حكاية وترى الفنانة أحلام الحربي: "أن المعارض الفنية بدأت تأخذ مجراها السليم وتُنشر للمجتمع يجب التوعية أيضا بماهية الفنون التشكيلية وان الفن واللوحات لا تعني الجمال دائماً فخلف كُل لون حكاية، وبما أنني خريجة فنون تشكيلية اذكر عند تجهيز معرضنا للتخرج كانت كل لوحة تنطق حكاية كل فنانة من زميلاتي، تحكي من خلال ضربات فرشاتها وبعثرت ألوانها لتسطر حكاية عن لوحتها في نهاية المطاف تبرز بالمعرض، إذا يجب تجهيز المعارض الفنية بشرح مبسط عن الفنون لتوعية المجتمع المطلع للفنون بعالم الفن ومدارسه فالفن لا يقتصر على رسم الوجوه فقط". مستقبل أفضل الفنانة أم كلثوم العلوي تعلق قائلة: "الأفكار كثيرة والمتطلبات جمة من أجل صناعة التطوير في مستقبل الفنون، لكن يبقى العمل من أجل هذا التغيير أهم بكثير من مناقشة الآراء وإيجاد الحلول والبحث عن الفرضيات. مشكلتنا إننا جميعا نعرف ماذا يجب علينا أن نفعل، ونعرف كذلك ما ينقصنا لأجل العيش في مستقبل أفضل، لكننا وللأسف الشديد نفتقر إلى الجانب العملي ونضيع وقتنا طويلاً في الثرثرة والكلام التي ليست من شأنها أن تغير ساكنا في هذا الوجود". تمثيل الوطن وأخيراً يتمنى الفنان ماجد المفرح مضاعفة الاهتمام في الفن التشكيلي وتذليل المصاعب في الإجراءات لاستخراج تصاريح المعارض ومؤازرة الفنانين ودعمهم داخلياً وخارجياً سواء من خلال إعطاء الدورات أو تمثيل الوطن في المحافل ذات القيمة العالية. لوحة «الكعبة قبلة المسلمين» للفنان الرائد عبدالحليم الرضوي - رحمه الله- صالح النقيدان ماجد المفرح