في أواخر سبتمبر وقبل بدايات أكتوبر وتحديداً في الأول من الميزان من كل عام توازنت الأمور واعتدلت واستبشرت الجزيرة العربية الخير والسعادة وجمع الشتات ولملمة الأطراف توحيداً للمملكة العربية السعودية بعد أن جاء فارسها معلناً قيام دولة الحق والتوحيد، في هذه الأيام من كل عام وفي هذا التاريخ تهب في قلوبنا رياح الوفاء لوطن الخير والنماء، وتتشكل سحب الحب والعطاء لبلد الأمن والرخاء، وتنسج ليالي الخريف أجمل فصول العام اعتدالاً بهوائها الجميل في القلوب لتنمو معها أوراق حب هذا البلد الغالي على قلوبنا مستذكرين بذلك ملك هذه البلاد، ومؤسس دولتها، وجامع أطراف شتاتها، ومجدد دينها، وموحد صفها، وحامي حدودها، من اشتاقت له نجد ويمامتها، ودانت له الحجاز وسرواتها، وفاضت له شواطئ الغربية والشرقية حباً وإخلاصاً بأمواجها المتشوقة للسيادة والطمأنينة باحثة عن هدوء عواصف أمواجها المتلاطمة لتركن له على شاطئ الأمن والأمان والخير والرخاء، وعانقته حدودها الشمالية وجوفها الخصب وجنوبها الخلاب بنجرانها وجازانها وجمال عسيرها بفيض الكرم والجود، معلنة بذلك قيام دولة المجد وتوحيد الأركان، وجمع القلوب، لتبدأ مسيرة دولة بدأت بحكامها وقادتها ونهضت بأبنائها ورجالها وعلت وارتقت بسواعد شبابها وبناتها خلف قيادة حكيمة وسيادة عظيمة بدأت بمؤسسها وإمامها ومليكها عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله تعالى- وجزاه عنا خير الجزاء، مروراً بملوك هذه البلاد الذين لن تسعهم القلوب كتابة وحباً، ولن تدرك الأقلام حقهم، ولن تحويَ الكتب منجزاتهم وأفعالهم، فلن نستطيع شكرهم إلا دعاءً لهم بالرحمة والمغفرة وأن يجزيهم الله خير الجزاء لما قدموا لهذه البلاد ولمواطنيها من تضحيات وخدمات ونهضة وتنمية في كل المجالات الداخلية والخارجية، وعلى مختلف الأصعدة السياسية والعلاقات الدولية، داعين الله -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز امتداداً لملوك العز والكرامة الذين كانوا ومازالوا يقدمون الغالي والنفيس لخدمة الوطن والمواطن، نتذكر بالأمس القريب مليكنا وقائد نهضتنا عندما قدم صحة المواطن والمقيم وحتى مخالفي أنظمة الإقامة والعمل على كل شيء عند حلول الجائحة، نتذكر ما قامت به الدولة -حفظها الله- من إجلاء رعاياها أو مواطنيها من كل دول العالم وتسخير الطائرات في الجو لضمان عودتهم سالمين إلى أرض الوطن عندما اجتاحت كورونا العالم أجمع. يحيطنا الخير والنهضة ونعيش الأمن والأمان والتنمية ونتلمس مستقبل النماء والاطمئنان والسعادة. فله منا صادق الولاء والوفاء، نبادله الحب والعطاء معه في السلم والحرب وفي المنشط والمكره مليكنا وقائد نهضتنا حفظه الله وأدام عزه. ونسمو فخراً وسؤدداً ورفعةً بولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية والمستقبل الزاهر لوطن طموح، واقتصاد مزهر، ومجتمع حيوي، تعيش معه بلادنا انطلاقة حقيقية وحيوية وقفزة هائلة في شتى المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والتقنية والرياضية عملاً واقعاً ونتائج ملموسة ومؤشرات عالية لتعانق عنان السماء، وتقود العالم أجمع متطلعة إلى القمة والسيادة والريادة، فبلادنا ولله الحمد والمنة وبفضل منه تعالى تعيش اليوم نهضة كبيرة برؤية سديدة وقيادة حكيمة وشعب معطاء محب لوطنه قدم الغالي والنفيس في تقدم بلاده ونهضتها وفي الدفاع عنه وصد أعدائه والتضحية دون ترابه، وفي يوم الوطن الغالي لا يمكنني نسيان أولئك الرجال الذين قدموا أرواحهم فداءً لحدوده ودفاعاً عن مقدساته، وتعطرت دماءهم بتراب الوطن الغالي مسكاً وعنبراً وطيباً، سائلين القبول من الله لهم، لا يمكنني نسيان أولئك الشهداء الذين لبوا نداء الوطن والواجب وكانوا حصناً ودرعا لوطن آمن ضد أعداء الشر والضلال. حماك الله يا وطني، ورحم شهداءك، ونصرك على أعدائك. نحلم ونحقق ونصل وننهض حبها بداخلنا عميق، ونحن لها طويق، وبكل ضمائر اللغة العربية وكيف ما خاطبناك أنت بلادنا ونحن أبناؤك من ولدنا على أرضك، وترعرعنا تحت سمائك، ونهلنا من فضلك، وأكلنا من خيراتك، نعاهدك على أن نقدم لك الغالي والنفيس ونحفظ أمنك وأمانك ونحمي حدودك وأطرافك عشقاً لهوائك ومحبة لترابك وفداءً لمليكنا وأرضك ومقدساتك.