بدأنا نلاحظ في الفترات الأخيرة انشطارا لا أخلاقيا في تعريف مصطلح «الأسرة» في معاجم بعض الثقافات الأجنبية، وتعريف المصطلح وإن كان أمرا تجريديا إلا أنه يرتبط بالثقافة، وفي ثقافتنا ليس هناك إلا تعريفان للأسرة؛ يرتبط أحدهما بالأسرة الممتدة والمُكونة من سلسة الأجداد والأبناء والأحفاد، والآخر بالأسرة النووية والتي تتكون من رجل وامرأة -ذكر وأنثى- يرتبطان بعقد زواج، وما قد يدخل في دائرة هذه العلاقة لاحقا من أبناء بالولادة أو التبني. عدا التعريفات الاستعارية مثل أسرة التحرير ونحوها. وبما أن الأسرة هي اللبنة الأولى المكونة للبناء الاجتماعي، وهي في الوقت نفسه التي تبعث الروح في بناء المجتمع الثقافي من خلال تبنيها لثقافته وأفكاره وقيمه فإن الاهتمام بالأسرة يعني الاهتمام بكل مفاصل الحياة ومسارات الوجود وعناصر البقاء والتطور، وهذا يجعلنا نشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه أي رافد تشريعي أو تثقيفي أو تنفيذي يرتبط بالأسرة، فالتفاعل الإيجابي ينعكس على نشر الثقافة وترسيخ المسار وتطوره. وبالعودة إلى عنوان مقالنا، فإننا نقف أمام حقيقة أن «الأسرة أسلوب حياة» وهو الشعار الذي يمكن من خلاله أن نفهم دور «منتدى الأسرة» الكبير والمهم وقد وصل في هذا العام إلى نسخته السابعة، وأن نربط هذا برؤية أشمل عرف بها «مجلس شؤون الأسرة «نفسه» نختص بالأسرة ونسعى لتعميق تماسكها والحفاظ على هويتها وقيمها وتحسين مستوى الحياة فيها بمختلف جوانبها، وبالتالي تعزيز دور الأسرة في عملية التنمية من خلال تطوير تفاعلها مع المؤسسات المجتمعية ذات الصلة بشؤون الأسرة». فنحن ندور في فلك الأسرة، وننشغل بكل ما يمس طبيعتها، وما يدعم تماسكها، وما يضمن لها حياة صحية جسديا ونفسيا، والمتأمل في مدى الإتقان الذي تميزت به أنشطة منتدى الأسرة من ورش وندوات وخدمات استشارية على أرقى وأعلى المستويات المهنية في الإعداد والتنفيذ يشعر بالكثير من الفخر، ويتطلع إلى أن تُنقل صور هذه الواجهات المشرفة إلى أقصى مدى لتكون نموذج ضمن نماذج رائدة استطاعت أن تستوعب رؤية المملكة 2030 وأن تتابع تطوير مستواها ومنتجها، وأن يكون شعار «الأسرة أسلوب حياة» صوت شجي وصورة ناصعة الثقافة تصل إلى أبعد مدى، وتشعل جذوة إنسان هذا الوطن للتفاعل مع ما يُقدم للأسرة على طول أيام السنة وليس فقط في دائرة أيام محددة ترتبط بأيام المنتدى، فالأسرة هي الإنسان، والإنسان هو هدف التنمية الأول. منتدى الأسرة فعل ثقافي علمي، وفعالية اجتماعية تجمع المختصين ببعضهم، وتصلهم بكافة شرائح المجتمع الراغبين في الحصول على استشارة أو تطوير مهارة في إطار من التنظيم المتقن من خلال فرق عمل احترافية وأداء مؤسسي منظم وإدارة استطاعت أن تحقق النجاح وتستديم الجودة، وتحتاج منا أن نضع منجزها أمام مرآة الصحافة والإعلام، وجريدة الرياض أحد أهم المنابر التي تبادر دائما لتحقيق التكامل وإبراز المنجز الوطني من خلال كتابها وتواصلهم واطلاعهم وتفاعلهم ومن خلال تغطياتها ومتابعاتها.