كثف الاحتلال استهدافه للنازحين في قطاع غزة، مع تقليصه بشكل كبير لما يسميها "المساحة الآمنة" التي يجبر الفلسطينيين للنزوح إليها. واستشهد وأصيب عدد من النازحين الفلسطينيين جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق وسط قطاع غزة، كما تعرضت منازل في مدينة غزة لهجمات بالمسيّرات الإسرائيلية. وفي ساعات متأخرة من الليلة الماضية، استشهد 10 أشخاص وأصيب آخرون معظمهم أطفال بجروح خطيرة في قصف إسرائيلي لمستودع في منطقة الزوايدة وسط القطاع، ونقل الشهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى. ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه، في عموم مناطق قطاع غزة، مع دخول الحرب يومها ال 317 على التوالي، منفذًا المزيد من المجازر بحق الأهالي، ومكررًا لعمليات التهجير القسري من منطقة إلى أخرى، وتشديد كارثة الظروف المعيشية والصحية. فجراَ، أسفر قصف الاحتلال لمدينتي غزة في الشمال وخان يونس في الجنوب، عن سقوط المزيد من الشهداء والجرحى في غارة استهدفت منزلاً سكنيًا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، كما أصيب آخرون بجروح في قصف الاحتلال لمنزل قرب المستشفى الأوروبي شرق مدينة خان يونس. المدنيون بين مسارات التفاوض ووحشية العدوان إلى ذلك شنت طائرات الاحتلال الحربية غارة على شارع صلاح الدين، و3 غارات طالت محيط المدخل الجنوبي لبلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، فيما نسف جنود الاحتلال مبان سكنية بحي تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة. سياسيًا، وعلى صعيد "مفاوضات وقف حرب غزة"، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، جهاد طه، إن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد الاتفاق، وهو يستفيد من سياسة الولاياتالمتحدة الأميركية في شراء الوقت وإحداث أجواء إعلامية من الإيجابية الكاذبة، وأخذه المفاوضات ذريعة للاستمرار في مجازره المروعة والتي فاقت حرب الإبادة الجماعية". وأوضح، في تصريح صحفي له، أن "ما أُبلغت به قيادة الحركة، حول نتائج اجتماعات الدوحة لوقف إطلاق النار لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/الماضي". 640 ألف طفل بحاجة للقاح شلل الأطفال طالبت الأممالمتحدة، بهدنة لسبعة أيام في قطاع غزة، لتلقيح 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن "وكالات الأممالمتحدة تريد تقديم لقاح شلل الأطفال الفموي النوع 2 للأطفال تحت سن العاشرة في وقت لاحق هذا الشهر". وأضافت أنه "وفي غياب الهدن الإنسانية، لن يكون من الممكن تنفيذ الحملة". وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في يوليو الماضي، أن "هناك احتمالا كبيرا لخطر تفشي فيروس شلل الأطفال في أنحاء قطاع غزة، وما حوله بسبب الوضع الصحي المزري وكذلك تدهور نظام الصرف الصحي في القطاع الفلسطيني المنكوب جراء الحرب الإسرائيلية على غزة". وقال رئيس فريق الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية أياديل ساباربيكوف، إنه تم رصد فيروس شلل الأطفال من عينات مياه الصرف الصحي في غزة. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الليلة الماضية، أنه جرى تشخيص إصابة طفل يبلغ عشرة أشهر بشلل الأطفال في قطاع غزة الذي تقول الأممالمتحدة إنه كان خاليا من هذا المرض منذ 25 عاما. وأوضحت الوزارة في بيان وصل" الرياض" نسخة منه، ان وزارة الصحة سجلت أول إصابة بفيروس شلل الأطفال في المحافظاتالجنوبية، وذلك في مدينة دير البلح لطفل يبلغ عشرة شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال". وأضافت "اشتبه الأطباء بوجود أعراض مطابقة لمرض شلل الأطفال، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان، تم تأكيد الإصابة بسلالة فيروس شلل الأطفال المشتقة من اللقاح". وأشارت إلى أن "الحكومة الفلسطينية تسخر كل إمكاناتها لحماية شعبنا واطفالنا"، مؤكّدة أن "طواقمها في المحافظاتالجنوبية والشمالية، وبالتعاون مع كافة المؤسسات الدولية ووكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، قد عملت خلال الأسابيع الماضية على وضع خطة شاملة متكاملة لتنفيذ حملة تطعيم موسعة ضد شلل الأطفال في قطاع غزة". إرهاب المستوطنين مشهد يومي في الضفة وشددت الوزارة على أن "استمرار العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة قد نجم عنه كارثة صحية، بشهادة المنظمات الدولية، كما أن نقص احتياجات النظافة الأساسية، وعدم توافر خدمات الصرف الصحي، وتراكم النفايات في الشوارع وحول أماكن إيواء النازحين، وعدم توافر مياه الشرب الآمنة، قد خلقت بيئة مواتية لتفشي وانتقال العديد من الأوبئة". وجدّدت الوزارة "مناشداتها المجتمع الدولي والمنظمات الصحية الدولية سرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي فورا على قطاع غزة". ووجّهت "نداءً عاجلا لكافة المنظمات والهيئات الدولية بضرورة العمل الفوري لإعادة بناء أنظمة مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي والتخلص من النفايات الطبية والصلبة، والعمل على إدخال الوقود لضخ المياه العذبة النقية، والسماح غير المشروط لدخول الإمدادات الطبية والأدوية والمواد الخاصة التي تستعمل للنظافة الشخصية". في السياق ذاته قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الفلسطينيين في غزة "عالقون في كابوس لا ينتهي من الموت والدمار على نطاق لا يصدق". وأضافت الوكالة في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "الخوف انتشر مرة أخرى بين الأسر الفلسطينية في قطاع غزة، عقب أوامر للجيش الإسرائيلي بإخلاء بعض من المناطق في خان يونس والمواصي". وأوضحت أن "أوامر الإخلاء شملت مناطق زعمت إسرائيل أنها منطقة إنسانية في غزة". الجيش يعلن إنهاء عملياته أفادت هيئة البث الإسرائيلية الليلة الماضية، نقلا عن مسؤولين أمنيين أن عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة انتهت "بشكل عام"، والمؤسسة الأمنية أبلغت القيادة السياسية أن الوقت حان لصفقة تبادل. وأضافت الهيئة: "يمكن لإسرائيل دخول غزة مرة أخرى عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة". وتابعت "كان 11" أن الجيش الإسرائيلي أخبر صناع القرار أن لواء رفح التابع لحركة "حماس" قد تم تحييده وأنه غير موجود تقريبا. يأتي هذا عقب جولة مفاوضات أجريت في العاصمة القطريةالدوحة يومي الخميس والجمعة، دون الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وأصدرت قطر ومصر والولاياتالمتحدة، بيانا بشأن قمة الدوحة الرامية إلى سد فجوات المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى. وأشار البيان إلى أن "الطريق أصبح الآن ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية". أم تبكي ابنتها التي قُتلت خلال غارة على خان يونس (رويترز) مسن يشاهد قبور الشهداء في دير البلح ( أ ف ب)