حجب الثقة للإطاحة بحكومة نتنياهو.. الاثنين المقبل مئات الآلاف يعيشون في الشارع يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم ال 104 على التوالي، حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتواصل طائراته ومدفعيته دك المباني والمربعات السكنية فوق رؤوس ساكنيها في كافة أنحاء القطاع، وارتكاب المزيد من المجازر الوحشية بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال. وشنت قوات الاحتلال،فجر الخميس، سلسلة غارت في مناطق متفرقة من قطاع غزة، واستمر وصول أعداد من الشهداء والمصابين إلى المستشفيات. وذكر سكان محليون أن طيران الاحتلال شن غارات جوية شرقي محافظة خانيونس، تزامنا مع اشتباكات ضارية تتخللها انفجارات بين المقاومة وقوات الاحتلال وسط مدينة خانيونس. وارتكب الاحتلال مجزرة جديدة مروعة عندما قصفت طائراته الحربية منزلًا يعود لعائلة "الزاملي" بالقرب من منطقة مسجد البحابصة شرق رفح، موقعة 19 شهيدا، بينهم نساء وأطفال، وعددا من الإصابات وصلت إلى مستشفى النجار. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت، 16 مجزرة جديدة ضد العائلات في قطاع غزة، خلال 24 ساعة، أسفرت عن ارتقاء 163 شهيدًا و350 إصابة.وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان العسكري "الإسرائيلي" المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، قد ارتفعت إلى 24 ألفًا و448 شهيدًا، بالإضافة ل 61 ألفًا و504 جرحى بإصابات متفاوتة بينها خطيرة وخطيرة جدًا. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تعطيل شبكات الاتصال والانترنت لليوم ال 7 على التوالي عن قطاع غزة، ما يفاقم معاناة المواطنين، ويعرقل عمل طواقم الإسعاف ويؤخر وصولها للمناطق المستهدفة. الوضع في مستشفيات شمال غزة مرعب أكد منسق فريق الطوارئ الطبي بمنظمة الصحة العالمية شون كيسي أن الوضع في مستشفيات غزة، وخاصة في الشمال، مرعب للغاية، مسلطا الضوء على التدهور السريع للنظام الصحي وتزايد الاحتياجات الإنسانية وانخفاض مستوى وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال. وأوضح شون كيسي في تصريح صحفي بنيويورك أمس بعد عوته من قطاع غزة أن كل حركة في جميع أنحاء القطاع تتطلب التنسيق وتنطوي على مخاطر وتحديات لوجستية، مضيفا أننا حاولنا كل يوم التغلب على تلك التحديات كي نتمكن من توفير مستوى معين من الرعاية لآلاف المصابين - بين 50 إلى 60 ألف شخص أو أكثر - ممن لا يزالون ينتظرون الرعاية الصحية في ظل نظام صحي منهار وأعداد هائلة من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن الذين كانوا يأتون إلى المستشفيات كل يوم بحثا عن العلاج. وتطرق شون كيسي للعديد من التحديات التي تعيق الوصول إلى المتأثرين من النزاع، مثل القيود المفروضة على الوصول الإنساني وتحركات عمال الإغاثة والعراقيل الأمنية، مشيرا إلى أن قوافل الإغاثة تواجه تحديات يومية في سبيل إيصال الوقود والإمدادات الحيوية إلى هذه المستشفيات حتى تتمكن من الاستمرار في توفير مستوى معين من الرعاية للأشخاص الذين يعانون بشكل كبير للغاية. شهادات ناجين وأظهرت لقطات بالفيديو لمصورين مزيدا من الدمار ووثقت شهادات ناجين في منطقة الزوايدة في وسط قطاع غزة، بعد قصف عنيف ليل الثلاثاء-الأربعاء قرب مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تحتدم المعارك منذ أسابيع. وقال محمد الحايك النازح من مدينة غزة بينما كان يشير إلى أبنية مدمرة من حوله في مخيم الزوايدة "الدمار مخيف... ليس دمارا إنما هو خراب. هم أتوا ليخربوا، غزة. كانت من أجمل المدن، كان الناس من كل مكان يريدون زيارتها، خرّبوها، ما عاد بها حياة". وقال شهود إن الغارات الليلية أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجأوا إلى مستشفى ناصر. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة أدى إلى مقتل 81 شخصا على الأقل. وقالت تحرير شومان التي كانت تبكي بمرارة على إحدى قريباتها التي قتلت في غارة "كنا نائمين وصحونا على صوت الصواريخ. كل المكان أصبح مليئا بالغبار. صرنا نحاول أن نحدّق من حولنا. لم يعد أحد يرى الآخر". وقالت أم محمد أبو عودة "قال لنا اليهود توجهوا إلى الجنوب. توجه الناس إلى الجنوب، لكن لا يوجد مكان آمن في غزة، لا في الجنوب ولا في الشمال ولا في الوسط. دمّرونا. نحنا نازحون من بيت حانون، لكن لا مكان آمنا في غزة. كل الأماكن مهددة وكل الأماكن خطرة. إلى أين نذهب؟". وفي مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، وقف فلسطينيون أمام أكفان لفّ بها أحباؤهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في الليل. ولم يتمكن حسن جبريل فرنجي، أحد سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، من التعرف على منزله عندما عاد ليتفّقده ووجده مدمراً. وقال لوكالة فرانس برس "أتمنى أن يوقفوا الحرب لأن الوضع مدمِّر. ضاع شبابنا وحياتنا كلها ضاعت". وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب إلى 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. ظروف قاسية وحذّرت الأممالمتحدة من الوضع "الكارثي" ومن خطر الجوع الذي يتهدّد القطاع، حيث بات 85 بالمئة من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية ويواجهون ظروفا مأسوية، خصوصا في أيام المطر والبرد. وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأربعاء في القدس بعد عودته من زيارته الرابعة للقطاع منذ اندلاع الحرب، إنّ كثيرا من السكان باتوا عاجزين على استطلاع "المستقبل في قطاع غزة". وأضاف "لدينا مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون الآن في الشارع، يعيشون في خيام بلاستيكية موقتة وينامون أرضا". ودخل انقطاع الاتصالات في قطاع غزة يومه السادس الأربعاء، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء الحرب، حسب ما أفاد موقع "نتبلوكس" الذي يرصد شبكات الاتصالات في العالم. وتعطّلت خدمات الإنترنت في قطاع غزة مرارا منذ بدء الحرب. وألقت شركة الاتصالات والإنترنت الفلسطينية "بالتل" باللوم في انقطاع الاتصالات على"القصف العنيف" الذي تنفذه إسرائيل. أدوية مقابل المساعدات أعلنت قطر أنّ أدوية ومساعدات أدخِلت إلى القطاع تنفيذا لاتّفاق تمّ بوساطة منها ومن فرنسا ينصّ على إدخال أدوية للرهائن ومساعدات لسكان القطاع. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في منشور على منصة إكس إنّه "تمّ خلال الساعات الماضية دخول الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، تنفيذا للاتفاق الذي تمّ الإعلان عنه يوم أمس لفائدة المدنيين في القطاع، بمن فيهم المحتجزون". ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "بلحظة انفراج مستحقة لعائلات الرهائن والبنى التحتية الصحية في غزة". وقالت الخارجية القطرية إن طائرتين محملتين مساعدات وصلتا الأربعاء إلى مطار العريش. وتبعد مدينة العريش المصرية نحو 45 كيلومترا عن معبر رفح.وبحسب تقرير نشره في الآونة الأخيرة تجمّع عائلات الرهائن في إسرائيل، فإن ثلث الرهائن على الأقل يعانون أمراضا مزمنة وهم بحاجة لعلاج. مقترحات روسية لحل الأزمة قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس الخميس إنه سيلقي كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل حول مقترحات بشأن "جهود جماعية" لحل أزمة الشرق الأوسط. وذكر أن الحل يتعين أن يشمل محادثات مباشرة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وأن يقود لإقامة دولة فلسطينية. واضاف ان روسيا حريصة على أن تعيش إسرائيل والإسرائيليون في أمان ،و نحتاج لبداية جديدة تتمثل في إقامة دولة فلسطينية. سحب الثقة من حكومة نتنياهو أعلن حزب العمل اليساري الإسرائيلي، أنه سيقدم ل"الكنيست" (برلمان الاحتلال) مقترحا لسحب الثقة من حكومة بنيامين نتنياهو، لعجزها عن استعادة الأسرى بقطاع غزة. وقال في بيان نشره على حسابه الرسمي بمنصة "إكس": "يوم الاثنين المقبل، سيقدم حزب العمل اقتراحًا بحجب الثقة للإطاحة بالحكومة". وأضاف: "مضى 104 أيام على احتجاز أبنائنا وبناتنا لدى حماس.. 104 أيام ودولة إسرائيل ممزقة بين إسرائيل وغزة، والحكومة لا تهتم على الإطلاق"، وفق البيان. وتابع البيان: "ليس لديهم (الأسرى في غزة) وقت، وليس لدينا وقت، وليس هناك ثقة في الحكومة التي لا تفعل كل شيء لإعادتهم". واعتبر أنه "لا ثقة بحكومة لا تضع عودة المحتجزين في سلم أولوياتها، حكومة تهتم بمصالحها الفاسدة وليس بمن يضحون بحياتهم من أجلها". وختم الحزب بيانه بالقول: "هذه حكومة لا يمكن الوثوق بها، ويجب الإطاحة بها". ولدى حزب العمل 4 مقاعد بالكنيست، من أصل 120، وتترأسه ميراف ميخائيلي، وزيرة المواصلات السابقة (يوليو/تموز 2021- ديسمبر/كانون الأول 2022). وفي وقت سابق، أعلن حزب "هناك مستقبل" (24 مقعدا بالكنيست) برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد أنه تقدم باقتراح لحجب الثقة عن الحكومة اعتراضا على الميزانية التي أقرتها الحكومة الخميس.