خرجت المشاركة السعودية الأخيرة في أولمبياد باريس بنتائج مخيبة للآمال والتوقعات وحالة من عدم الرضا في الشارع الرياضي السعودي على خلفية تلك المشاركة المتواضعة والتي لا ترتقي لمستوى التطلعات والطموحات والآمال المعقودة في ظل التطور الذي تشهده الرياضة السعودية منذ سنوات. ولن ألوم المنتقدين لهذا الحضور غير اللائق بالرياضة السعودية التي شهدت تحولاً كبيراً في ظل الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة بهذا القطاع والاهتمام بها من جميع النواحي المالية والفنية وضخت ميزانية بالمليارات حتى تكون رياضة الوطن منافسة في جميع المسابقات والألعاب التي تشارك فيها بما فيها الأولمبياد. شخصياً توقعت أن يكون الحضور السعودي على مستوى الألعاب الفردية والجماعية متميزاً خاصة وأننا منذ أكثر من ثلاث سنوات بدا الاهتمام ينصب تجاه الألعاب المختلفة، بل وتم إقامة دورة الألعاب السعودية بهدف صناعة أبطال أولمبيين يستطيعون المنافسة على الذهب عند مشاركتهم في الأولمبياد العالمية أو حتى الآسيوية. كنت متفائلاً إلى حد كبير بأن نشاهد أبطالاً أولمبيين خاصة بعد أن توج العداء السعودي يوسف المسرحي بلقب ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو أو ما حققه بطل الكاراتيه طارق حامدي بحصوله على برونزية الألعاب الآسيوية، ورغم أننا دائماً نطالب بالذهب ولكن لا ضير ألا نكون مبتعدين عن منصات التتويج فهي المكان اللائق بأبطالنا ورياضتنا التي تشهد دعماً لا محدوداً في الصعد كافة. الفشل ليس نهاية المطاف، ولكنه درس مهم للتعلم والاستفادة منه للمستقبل، تحليل السلبيات ومعالجتها والاهتمام بالإيجابيات وصقلها مع ثقتي -تماماً- في قدرة السيد المسؤول على تداركها خاصة وأنه لا عذر للإخفاق في ظل السخاء في الدعم والاهتمام اللامحدود في تطور القطاع الرياضي بأكمله. سبق وأن رفعت سقف الطموحات مع انطلاقة دورة الألعاب السعودية ومشاركة آلاف اللاعبين الذين كنا ننتظر أن يخرج من بينهم أبطال أولمبيون، ولكن يبدو أن ذلك لم يحن بعد والعبرة بمثل هذا النوع من المشاركات بالكيف وليس بالكم ولا ضير بأن نستفيد من تجربة من سبقونا في هذا المجال ونسخ التجارب الناجحة. ولن أتجاوز دور الأندية السلبي في التعاون مع الاتحادات الرياضية لتحقيق النجاح المأمول لهذا المشروع، فأنديتنا رغم كل الدعم المقدم من وزارة الرياضة ضمن استراتيجية الدعم التي توصي بالاهتمام بالألعاب المختلقة مازال جل تركيزها تجاه لعبة كرة القدم فقط، ولهذا أعتقد أن أولى خطوات التصحيح هي إخراج تلك الألعاب من جلباب الأندية وإنشاء مركز أولمبي متخصص يساهم في تصدير أبطال منتظرين. حتى الدور الإعلامي في التعاطي مع هذا النوع من المشاركات يجب أن يكون فاعلاً ومؤثراً، فليس من المنطق مع كل إخفاق تخرج أصوات منتقدة وكأنها تبحث عن الإخفاق لزيادة حدة النقد، فالإخفاق وارد وإن تكرر، والصوت الإعلامي لا بد أن يعمل على إيجاد الحلول المناسبة، فهدفنا الأول أن تنافس رياضة الوطن على الذهب. مؤمن بإمكانية مشاهدة أبطال أولمبيين في المستقبل، ولكن لا بد من وضع قاعدة بناء صلبة لاستقطاب المواهب ممن لديهم الشغف والعزيمة والإصرار، ولطالما أن هناك بطولة أولمبية سعودية فلنركز على الكيف وليس الكم مع إعادة النظر في المكافأة المليونية.