انتهت المشاركة السعودية في اولمبياد لندن .. والحصيلة برونزية لمنتخب الفروسية في قفز الحواجز .. وهي ميدالية جماعية .. وهربت برونزية الفردي من الحمدان بصورة غريبة جدا .. لنقل إنه سوء طالع لا أكثر .. والمحصلة أن المشاركة لفروسية الأخضر لم تكن من باب تأدية الواجب .. فهي مشاركة مشرفة .. أبلى فيها الفرسان بلاء حسنا .. لاسيما أن الكاميرات سلطت عليهم من كل حدب وصوب .. فكونوا سفراء الوطن في هذه التظاهرة العالمية الكبيرة ..!! ما عدا ذلك كانت المشاركة لبقية الألعاب شرفية .. ولم ترق لتلبية الطموحات والتطلعات.. حتى وان كانت هناك محاولات شبه يائسة من المشاركين في أم الألعاب مثل محمد شاوين الذي تأهل للدور نصف النهائي في منافسات 1500م في ألعاب القوى..!! دعونا قبل أن نسل سيف النقد من غمده .. ونبعثر الكلمات والجمل في أسطرنا محملة اللجنة الأولمبية والاتحادات فشل المشاركة .. أن نعترف قبل كل شيء أن ثقافة المجتمع ككل لا تهيئ لتفريخ أبطال أولمبيين .. فالخلل واضح من الرأس حتى القاع .. فليس من المعقول أن نحمل اتحادا مثل رفع الأثقال لا تبلغ ميزانيته (800) ألف ريال في السنة فشل المشاركة في الأولمبياد .. وقس على ذلك باقي الألعاب ..!! من يريد أن يناقش الإخفاق في الأولمبياد محليا وخليجيا وعربيا .. عليه أن يتناول هذين الجانبين .. ويطالب البنوك والشركات الكبرى التي تتكسب من أوطانها دون أن تدفع شيئا بالتحرك العاجل لتبني مثل هذه الأفكار, وإلا سيكون الوضع على ما هو عليه في كل الأولمبياد القادمة ..!! أنا هنا لا أدافع .. ولكن أسأل فقط .. أين دور البنوك والقطاع الخاص في الاهتمام بالمواهب التي يرجى منها تحقيق الميداليات في المحافل الدولية الكبرى ؟! ولماذا ينجح الأبطال السعوديون في أم الألعاب في تحقيق الميداليات المتنوعة في بطولات العالم للناشئين وحتى الشباب .. ويختفون في منافسات الكبار ؟! بصراحة .. البون شاسع بين تربية الدول الغربية أو حتى الأفريقية والآسيوية للبطل الأولمبي .. وبين تربيتنا واهتمامنا في العالم العربي .. ومن يرد على كلامي بالتونسي الملولي في السباحة والجزائري مخلوفي في ألعاب القوى .. فالأول مقيم في أمريكا .. والثاني في فرنسا .. لذلك برزا وتفوقا لأنهما وجدا بيئة حاضنة للتألق .. بعكس البيئة العربية الطاردة للموهبة ليس فقط في الرياضة بل في مختلف المجالات ..!! النبوغ الخليجي أو العربي في الأولمبياد استثناء وليس قاعدة .. لسببين مهمين من وجهة نظري الأول هو أن الجامعات والمعاهد العلمية لدينا آخر همها الاهتمام بالموهبة الرياضية .. بل أن البعض منها يرى أن الرياضة مضيعة للوقت .. على العكس تماما فإن الجامعات الغربية والأمريكية هي من تكتشف الموهبة .. وتهيأ لها البيئة للنجاح والتفوق من أجل أن تتفاخر بحصول أبنائها "الطلاب" على الميداليات الأولمبية .. أما السبب الثاني فهو دعم القطاع الخاص الذي يعتبر "صفرا" في عالمنا العربي .. والعكس صحيح في أمريكا وأوروبا وحتى دول شرق آسيا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية .. حيث تساهم الشركات الكبرى في تبني الأبطال .. ودعمهم سنويا بأموال طائلة لمجرد أن أحدهم يحمل شعار الشركة ..!! من يريد أن يناقش الإخفاق في الأولمبياد محليا وخليجيا وعربيا .. عليه أن يتناول هذين الجانبين .. ويطالب البنوك والشركات الكبرى التي تتكسب من أوطانها دون أن تدفع شيئا بالتحرك العاجل لتبني مثل هذه الأفكار, وإلا سيكون الوضع على ما هو عليه في كل الأولمبياد القادمة ..!! المال .. هو الصناعة الحقيقية للأبطال الأولمبيين .. نعم هناك مجال للتخطيط تماما كالذي ذكرته عن طريق الجامعات والمعاهد العلمية والقطاعات العسكرية .. ولكن الأندية والاتحادات دورها تنظيمي فقط في الألعاب الفردية .. !! أتمنى أن يكون النضج حاضرا .. ونحن نتناول المشاركة في أولمبياد لندن .. أما أن نطالب اتحادا لا تعدو ميزانيته مليون ريال في السنة بإنجازات أولمبية .. فهذا هراء وبجاحة وأمية في معرفة الأولمبياد ..!!