نحن في فترة ذهبية لا نحتاج معها إلى وقت طويل وصبر ممل كي نحقق الميداليات الأولمبية الاستعانة بالخبرات المحلية التي نجحت من قبل أولى خطوات التصحيح أن ينتهي أولمبياد باريس من دون أن يحقق السعوديون أي ميدالية، فهذا أمر محبط ومخيب للآمال (ونتمنى أن لا يحدث)، لأنه لا يوجد أي عذر أو تبرير ممكن أن يتقبله المشجع السعودي الذي يعيش نشوة الإنجازات على كافة الأصعدة، وكان يعول كثيراً على المشاركين في هذا الأولمبياد بأن يجلبوا لنا ميدالية واحدة ينكتب بها اسم المملكة في السجل الشرفي لأبطال هذا الأولمبياد. فالإنجاز الوطني له مفعول السحر في إسعاد الناس، وارتفاع العلم السعودي في ميادين المنافسات العالمية يجلب النشوة والفخر ليس للسعوديين فحسب، بل حتى لأغلب الشعوب العربية الذين يفرحون لأي منجز عربي. والسعوديون ارتفعت طموحاتهم كثيراً بفضل الله، ثم بفضل القيادة السعودية الرشيدة التي تعمل ليل نهار لرفع العلم الأخضر في كل الميادين عبر تحقيق الإنجازات. فمنذ 2018 والرياضة السعودية تعيش طفرة غير مسبوقة على صعيد الدعم المالي والمعنوي المباشر من حكومتنا الرشيدة، ومتابعة دائمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ذلل كثيراً من الصعاب وحقق للرياضة السعودية قفزات كبيرة في وقت وجيز، اختصر به مسافات طويلة، مثل تطبيق مشروع تخصيص الأندية، واعتماد انشاء الملاعب التي تم الاعلان عنها مؤخراً، وجلب البطولات العالمية لتستضيفها المملكة بشكل سنوي كرياضات السيارات والألعاب الإلكترونية والملاكمة وغيرها، كما أن هناك بطولات عالمية أخرى ستستضيفها المملكة العربية السعودية بإذن الله في السنوات القادمة، كالأولمبياد الآسيوي وكأس العالم وغيرها. وعندما تقدم القيادة الدعم السخي للرياضة السعودية، فهي تتطلع أن يحقق الرياضيون كثيراً من الإنجازات في المحافل العالمية، لذا من حق القيادة على النجوم المشاركين والمسؤولين عن الرياضة أن يعملوا جاهدين لتحقيق الميداليات في الأولمبياد، وتعمدت أن أقول الميداليات لأن أقل من تحقيق الميداليات لا يعتبر إنجازا أولمبيا. في عام 2000 وبقليل من الدعم المالي وإمكانيات محدودة جداً، حققت السعودية ميدالية فضية عبر اتحاد ألعاب القوى، وميدالية برونزية عبر اتحاد الفروسية، وعام 2012 حقق السعوديون ميدالية برونزية عبر اتحاد الفروسية، وفي أولمبياد 2020 حققنا ميدالية فضية عبد اتحاد الكاراتيه. وكانت كل ميدالية نحققها بمثابة المنجز والفخر الذي ينعش السعوديين ويسعدهم كثيراً، لأن تحقيق الميداليات هو حلم لكل دولة. نعود لأولمبياد باريس الصفري (حتى الآن) بالنسبة للسعوديين، ونقول إن الفشل في تحقيق أي ميدالية، ينبغي أن يناقش لوضع حلول، والحلول من وجهة نظري هي التركيز على ما نتميز به كسعوديين وأن لا نتشعب كثيراً، فالكويت في الأولمبياد السابق حققت الذهبية في الرماية، ونحن نستطيع أن نركز على لعبة أو اثنتين أو حتى ثلاث وتكون هي شغلنا الشاغل وهدفنا الدائم .. فنحن نتميز في الفروسية والألعاب القتالية مثل التايكوندو والكاراتيه، إضافة لقدرتنا على المنافسة في إحدى ألعاب القوى. فلماذا لا نركز على هذه الألعاب؟ ولماذا لا نستعين بالخبرات الإدارية السابقة التي حققت نجاحات كبيرة مثل الأمير نواف بن محمد والدكتور إبراهيم القناص، ونستعين أيضاً بنجوم لهم خبرة وباع طويل في الألعاب الأولمبية مثل مخلد العتيبي وهادي صوعان ورمزي الدهامي، كما أن الاستعانة بالخبرات الإدارية السابقة مثل الأستاذ أحمد العقيل بما لديه من فكر وواقعيه ستنعكس إيجاباً على مستقبلنا مع الميداليات الأولمبية. صدقوني أن الخبرات ستفيد ولن تضر، ولو راجعنا أسماء الإدارات في اللجان الأولمبية الناجحة مثل أمريكا وبريطانيا والصين واليابان وأستراليا لوجدناهم أشخاصا لديهم خبرات كبيرة في القطاع الرياضي والإداري وعمروا كثيرا في مناصبهم، فتراكم الخبرات واستمرارية العمل الاستراتيجي هي من ستجلب الميداليات الأولمبية للدول. أختم هذا المقال كما بدأته بأننا في فترة ذهبية لا نحتاج معها إلى وقت طويل وصبر ممل كي نحقق الميداليات الأولمبية، فالدعم المالي والمعنوي موجود والخبرات موجودة، والأعذار لم يعد لها أي مكان في قاموس السعوديين. دنيا أبوطالب الوفد الرسمي يتابع المشاركات السعودية حسين آل حزام الرامي تولو الفارس خالد المبطي د. مقبل بن جديع