أربع ميداليات فقط، نصيب الرياضة السعودية في دورات الألعاب الأولمبية، وهو رقم غير مرضٍ في ظل الدعم الحكومي الكبير الذي يحظى به القطاع الرياضي، كما أنه لم يسبق لأي رياضي سعودي أن حصد ميدالية ذهبية منذ أن تأسست اللجنة الأولمبية السعودية عام 1964، فالميداليات الأربع التي تحققت فضية وبرونزية بواقع "ميداليتين"، بدأها هادي صوعان بفضية في أولمبياد سيدني 2000، وفي نفس الدورة حقق خالد العيد برونزية الفروسية، وفي أولمبياد لندن 2012 حقق منتخب الفروسية برونزية، ونال طارق حامدي فضية الكاراتيه في أولمبياد طوكيو 2020. وعلى الرغم من ظهور أكثر من مشروع يهدف إلى صناعة أبطال أولمبيين إلا أن الواقع في كل مرة كان مختلفا، والحال لم يتغير، نذهب للأولمبياد ونعود بمشاركات متواضعة، وأقل مما تستحق المملكة، مع وعود بالتصحيح في النسخة التالية، حتى فقدنا الثقة في مشاريع رياضتنا ووعود بعض مسؤوليها! اليوم الوضع مختلف، فالمسؤولون يعملون على خطط طويلة وقصيرة الأجل، مثل أكاديمية مهد التي ستنجب لنا أبطالا أولمبيين لكن ليس قبل عشرة أعوام، كون اللاعب الموهوب سيبدأ من عمر الستة أعوام، ويحتاج إلى ما لا يقل عن عشرة أعوام حتى تكتشف موهبته وتطور من الخبراء والمتخصصين ويدفع به في المنافسات. ولا يمكن إغفال النتائج المتوقعة لدورة الألعاب الأولمبية السعودية التي بدأت الأسبوع الماضي، بمشاركة أكثر من ستة آلاف رياضي، وبجوائز مغرية جدًا ومحفزة للمشاركين، اذ تبلغ مكافأة الميدالية الذهبية مليون ريال، مقابل 300 ألف للفضية، و100 ألف للبرونزية، إذ ينتظر أن يكتشف القائمين على رياضتنا وألعابها المختلفة مواهب من شأنها تشريف المملكة في المحافل الخارجية المقبلة. وتعتبر الدورة التي تقام هذه الأيام في الرياض فرصة لجميع الرياضيين، للمشاركة وأبراز مواهبهم، والمنافسة على الميداليات والجوائز المالية الضخمة، وآمل ألا يكتفي الفائزون بما تحقق لهم، وأن يثابروا من أجل إكمال مشوارهم نحو الإنجازات، خصوصا وأن القادم في رياضتنا أجمل، على الصعيدين المحلي والخارجي، أما من يمتلك موهبة في أي لعبة، فرسالتي له بأن فرصة ذهبية أمامه، في ظل الاهتمام الكبير بالألعاب المختلفة، فالرياضة في السعودية لم تعد كرة قدم فقط، بل إن أبطال بقية الألعاب أصبحوا محل اهتمام لا يقل عن لاعبي الكرة، والجوائز المالية المغرية أكبر دليل. وبمناسبة الحديث عن دورة الألعاب الأولمبية السعودية، لا أستطيع أن أخفي إعجابي بالتنظيم المذهل الذي شاهدته على أرض الواقع والإمكانيات الضخمة، ولا يختلف كثيرًا عن بطولات عالمية حضرتها، بشهادة المسؤولين الدوليين الذين تواجدوا في الدورة، مما يعني قدرتنا في المستقبل على استضافة أحداث عالمية، خصوصًا وأنها البداية، وبلا شك ستخضع التجربة الحالية للتقييم من أجل التحسين والتطوير بشكل أكبر في المنافسات المقبلة، وواثق من قدرتنا على إبهار العالم، لأن المملكة تملك جميع الإمكانيات والطاقات البشرية.