الدين هو المعاملة ولهذا حث الإسلام على أهمية التفاعل مع الآخرين بتوازن ومثالية وخُلق رفيع (وإنك لعلى خلق عظيم) وبذات الوقت المصداقية، ولاشك أن الحزم مطلب في هذا الجانب متى ما استدعى الأمر لذلك، والإنسان ليس كائن سهل التعامل معه كما يصوره لنا علماء النفس. وجوهر الإشكال يكمن في عدم معرفة الطريقة المثلى في التعايش مع الآخرين والذي يحتاج للدقة في التعايش إذا أدركنا أن كل شخصية تختلف عن الأخرى، حتى الأبناء يختلفون في سلوكياتهم وتقبلهم لما يسدى لهم رغم أن مرجعيتهم (أب وأم) واحدة، والأهم ألا تعطي الأمور أكبر من حجمها، ونعايش الحياة بهدوء واربأ بنفسك ولا تحمّلها ما لا تُطيق، تعايش مع نفسك، ويومك، وفرحك، وحزنك، لكن إِيَّاكَ وَالإِفْرَاطَ قد يصيبك في مقتل، وما يؤكده الآية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وهذا دلالة على أهمية عدم تحميل النفس مالا تطيق والزمن كفيل بعلاج كل الأمور المعقدة بعد توفيق الله والاتكال عليه وتعمل وفق قدراتك والمتبقي على الله، التعامل مع الأبناء والزوجات والموظفين وكل من لهم مسار في حياتنا يتعين أهمية معرفة النغمة التي تناسب كل طرف وهذه الآية تجسد كل المعاني (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا) بمعنى لا تكن فضا سبحانك الله ما أعظم كتابك جامع كل الجوانب الكونية، بدليل أن الغلطة حتى لو تعاملت بها مع الحيوان الأليف لنفر، وإذا كنا نحتاج إنتاجية في العمل لا بد وأن ننطلق من هذا المبدأ لأن الهدف خلق بيئة صحية بعيدا عن التعقيد والعنف ولا نغفل عن جانب تجسيد النظام إذا تطلب الأمر، وخلال تجربتي مع القيادة لسنوات خلت أدركت أن التعامل الراقي مع الموظف يجلب له الأجواء التي تمكنه من عشق العمل وتقديم منتج يفوق الوصف هذا مع شريحة من لديه رغبة في الإنتاجية والأهم سلخ عبارة رئيس ومرؤوس وتسيير الأمور في قالب واحد، والقائد الناجح من يخفي أسلحته ويتخاطب مع موظفينه وهو أعزل إلا إذا كان هناك حالات شاذة تحتاج لتعامل مختلف هنا يفترض ألا نخلط الأوراق ونتعايش مع كل موظف بحسب تكوينه وطريقة التفاعل مع ما يطُلب منه، وهنا لا نعفي القائد من مهمة تقويم الموظف وتطويره بالدورات المفيدة علاوة على تغيير المواقع التي يعمل فيها حتى يتوازن في المكان المناسب الذي يعطيه الفرصة للإنتاج ويخدم بيئة العمل، لأن الموظف أهم جزء في عوامل نجاح أي منظومة (وزارة، شركة، مؤسسة) وخلافها، وإذا أردنا أن نلبسهم صفات الموظف المثالي، ويعملون على أداء العديد من الأعمال دون رتابة، إذا القائد هو الأساس في وضع مسلك النجاح لأي تنظيم، عموماً القيادة المثالية إحدى أفضل الطرق التي تضمن الوصول للنتائج المرجوة، حيث وجد أن الموظفين يثقون بكل مطالب الرئيس أو المسؤول الواضح البعيد عن التناقضات لأن من يعمل بأسلوب متباين يفقد احترامه وهذا ينعكس على بيئة العمل والإنتاجية. خاتمة القول ليس بالضرورة أن يكون جميع الموظفين راضين عن القائد غير أن الثناء من الأغلبية يكفي لتحقيق المعادلة الصعبة، والانطباع الذي يتركه من يدير عجلة العمل في العلن أمام الآخرين مُهما بقدر أهمية تصرفاته في الخفاء ليجذب الآخرين ويُعجبهم ويُرضيهم، وهو الذي يُشكّل صورته التي يرى نفسه فيها في منظور الآخرين. رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية رئيس مجلس الأعمال السعودي التونسي