لم يعد مهرجان فلفل شقراء حدثاً عابرٍاً على أجندة الفعاليات، بل أخذ أبعادًا أكبر ؛ ترسخت معها مكانة محافظة شقراء لتكون "عاصمة الفلفل" بفضل نوعية المنتج والقدرة على تسويقه والاتجاه نحو تحويله إلى صناعة تحويليه من شأنه الرفع من تنافسية المحافظة وبما يعكس مستقبل هذه الصناعة في المملكة . وتمثل رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، فعاليات "مهرجان فلفل شقراء الرابع"، أهمية هذا المهرجان والحراك النوعي الذي يقدمه ، وعن ذلك يقول الدكتور عبد الله المترك عضو اللجنة الإعلامية، المتحدث الرسمي للمهرجان، إن رعاية سمو أمير منطقة الرياض لفعاليات المهرجان تعكس حرص الدولة -حفظها الله- على دعم القطاع الزراعي، وتشجيع المزارعين على الاهتمام بالمنتج المحلي النوعي إنتاجاً وتصنيعاً وتسويقاً، منوهاً بجهود محافظ شقراء، أ. عادل بن عبد الله البواردي رئيس اللجنة الإشرافية للمهرجان في حث الداعمين والمساهمين نحو المسؤولية المجتمعية، وتوأمة الجهود وتوحيدها بين القطاعات الحكومية والخدمية، لإنجاح هذا المهرجان. ومن جانبه أوضح عضو اللجنة المنظمة للمهرجان أ. أحمد بن محمد الصميت أن النسخة الرابعة من "مهرجان فلفل شقراء" تشهد هذا العام إقبالًا كبيراً من مزارعي الفلفل، لتسويق منتجاتهم، مما يسهم في إنجاح هذه الفعالية الترفيهية، والسياحية، والاقتصادية، والمجتمعية الكبرى، التي ينتظرها سكان المحافظة والمنطقة في هذا الموعد من كل عام، مشيراً إلى أن من أبرز أسباب نجاح المهرجان تضافر الجهود بين القطاعات الحكومية بالمحافظة، ممثلة في مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في محافظة شقراء برئاسة م. محمد عبدالله أباحسين، وبلدية شقراء ممثلة في رئيسها م. فهد الرميح، وكذلك التعاون الكبير بين كافة الجهات المعنية والقطاعات؛ لإخراج المهرجان بالشكل اللائق والذي يتناسب مع مكانة المحافظة. ويمثل مهرجان فلفل شقراء إحدى الفعاليات المهمة التي يمتزج فيها الجانب الزراعي والصناعي بالسياحي، كون المهرجان يجتذب سنوياً أعداداً من المهتمين بالصناعات التحويلية، وكذلك من زوار المنطقة الذين يجدون في فعاليات المهرجان متنفساً سياحياً بما يصاحبه من فعاليات وورش عمل وندوات مختلفة، كما يستمتع الزائرون من خلاله بتجربة النكهات المتنوعة، والمذاق اللاذع. ويأتي تنظيم المهرجان سنويًا ضمن دعم وزارة البيئة والزراعة والمياه للتعريف بمنتج الفلفل، ودعمًا للمزارعين لتسويق منتجاتهم، حيث تشهد زراعة الفلفل بمحافظة شقراء اهتمامًا بالغًا من المحافظة، كونها تمثل أكثر من 78% من إنتاج المملكة من الفلفل. من جانبه، يرى أ.محمد بن عبد العزيز الفايز (صاحب مزرعة) مشاركة في المهرجان انه فرصة أمام المزارعين لعرض منتجاتهم، بما يساهم في تعزيز هذه الصناعة، كون الفلفل من المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية العالية على مستوى العالم، مشيداً بجهود وزارة الزراعة والمياه ودورهم بالتعاون مع الجهات الأخرى في إنجاح المهرجان، وتشجيع المزارعين، ومثمناً دور م . محمد أبا حسين مدير مكتب الوزارة بمحافظة شقراء في تسهيل وتيسير مشاركة أصحاب المزارع بالمهرجان . كذلك يشير الشيخ هاشم الشايع (صاحب مزرعة) إلى أن المهرجان نجح في التسويق لمحافظة شقراء المشهورة بإنتاج الفلفل الحار، الذي يُعرف أيضًا باسم "حبحر شقراء"، باعتبارها من المحافظات التي تنتج أجود أنواع الفلفل المفضّل في الأسواق السعودية والخليجية، إذ يتميز بطعمه اللذيذ وحرارته اللاذعة؛ مما يجعله الأكثر طلبًا لدى المستهلكين، كما أنه من المحاصيل الواعدة التي يتم إنتاجها بكميات متفاوتة في محافظة شقراء.والمراكز التابعة لها ويوضح الشايع أن المهرجان لا يروج فقط لمنتج الفلفل الرئيس، وإنما للمنتجات التحويلية القائمة عليه أيضاً، حيث يستخدم في إنتاج الوجبات الخفيفة الحراقة المختلفة، وتتعدد أنواعه لتشمل: الدقوس، والمجروش، والمطحون، إضافة إلى منتجات حلويات، منها: بسبوسة الفلفل، وبرتزل، وكب كيك بالفلفل، ومشروب ماهيتو بالفلفل الحار. يُذكر أن النسخ السابقة من المهرجان أسهمت في تسويقه جيداً، وجعلت منه واحداً من المهرجانات الاقتصادية السياحية المميزة، حيث شهدت في بعض السنوات حضور نخبة من نجوم الفن والرياضة ، كما كان من بين المهرجانات التي نجحت في تحدي أزمة كورونا، حيث عُقد عام 2021م، وحرصت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان حينها بالتعاون مع المحافظة وبلدية شقراء والجهات الرسمية على توفير جميع الإمكانيات والآليات اللازمة لنجاحه، وتجهيزه بأحدث التقنيات والسبل، وكذلك تطبيق الاحترازات، وفق الاشتراطات الصحية المنظمة للوقاية من كورونا حينذاك.