«طريق الأخرجة من فيد إلى المدينة المنورة»

أبرز الباحث عبدالله بن محمد الشايع كتاباً بلدانياً مصوراً حقق فيه أحد الطرق المسلوكة القديمة بعنوان: «طريق الأخرجة من فيد إلى المدينة المنورة».
ويقع هذا العمل الصادر من «دارة الملك عبدالعزيز»، في 255 صفحة تحتوي على الموضوعات التالية: بداية الطريق، مسافة الميل عند المتقدمين والمتأخرين، الرحلة الاستقصائية الشاملة، الأخرجة، لحي جمل، غمرة مرزوق، إلى الغميرة، هضبة الكوكب، العنابة، من العنابة إلى حسي بطن الرمة، أسود العشاريات، البئر ذات الموضع الخصب، منزل الرقم، بريد خولة والرّباب، منزل السّعد، مع الطريق إلى منزل النُّخيل، النُّخيل، منزل الشقرة، من الشقرة إلى بئر السائب، في طريق العودة إلى الرياض.
وتناول الباحث 3 طرق للحجاج القادمين من العراق تسمى في مجموعها (طريق الأخرجة) الذي يتفرع من منزل «فيد» الواقعة في الشمال الغربي لمدينة حائل ويمتد إلى المدينة المنورة، وهو ما يسمى لدى بعض المؤلفين (طريق العناب).
وسجّل الباحث مشاهداته في رحلة علمية بدعم من «دارة الملك عبدالعزيز» عام 1430ه وقف فيها على ما تبقى من معالم هذا الطريق، ومن أشهرها: لحي الجمل، وغمرة مرزوق، وهضبة الكوكب، والعنابة وغيرها من منازل «فيد» ذاكراً أن مؤلف كتاب: «المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة»، قد وصف هذا الطريق وصفاً واضحاً، محدداً المسافات بين منازله بالأميال، ومع دقة وصف الطريق، إلا أن الباحث يجد صعوبة في أن يتعرف على تلك المنازل والموارد الموصوفة؛ وذلك يعود إلى ما لحق منازله من تغيير في أسمائها، ولكون بعض هذه الطرق قد هجر واستعيض عنها بطرق أخرى، لقلة موارد المياه فيها أو لأسباب أمنية. ويرى الباحث أن «الأخرجة»، إما أن تكون المورد الذي يرده الطريق الذي يلي «أبضة»، التي تبعد عن (فيد) نحو 45 كيلاً، وإما هي جبل حول قرية تدعى «الصفراء»، ويسمى حالياً «جبل المشاركة»، أو «جبل صفر المشاركة»، كما حقق مقدار الميل الوارد في كتب البلدان، لكي يتمكن بناء على ذلك من تحديد المسافات الفاصلة بين المعالم المذكورة في الكتب التاريخية ومقارنتها بالمواقع الباقية الآن.
يُذكر أن «عبدالله بن محمد الشايع» - رحمه الله - من الباحثين الميدانيين الذين يعتمدون على الخرائط الدقيقة وأجهزة تحديد المواقع الحديثة ونصوص الشعر القديم في تحديد المواضع القديمة المختلف فيها، وله عدد من المقالات المنشورة والكتب حول تحقيق الطرق القديمة في الجزيرة العربية، ومنها: «بين اليمامة وحجر اليمامة.. تحقيق طرقهما وأعلامهما المثيرة»، و «الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى البصرة»، و»الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى الكوفة.. بحث وتحقيق»، و «أعلام طريق اليمامة كشفت عن درب عجلان»، و «طرق الحج في الجاهلية والإسلام: عكاظ ومجنة وذو المجاز».