وبعد أن تجاوزنا مع المؤلف بئر السائب نواصل المضي في الطريق، حيث يقول صفحة 277: (ووادي العذيبة بين جبلين) إلى قوله: (عليه ناس من بني المطلب لهم بئر طيبة الماء ... الخ) فلعلها ما يُعرف الآن بآبار العريفي الواقعة في وادي العريفي. ثم يواصل المؤلف وصفه للطريق في كتابه - الطريق - صفحة 278: (ثم تمضي عن بئر السائب حتى تدفع في الأعوص)، ويقول في صفحة 279: (ومن بئر السائب إلى الأعوص 6 أميال وبها آبار وأبيات عن يسار الطريق). فالأعوص إذن هو وادٍ به آبار وقد سمِّي بهذا الاسم لأنّ رجلاً من بني أمية أراد أن يستخرج بئراً فاعتاصت عليه. وهذه الآبار تبعد عن بئر السائب 6 أميال أي ما يقارب 10 كيلومترات باتجاه المدينة النبوية وهذا الكلام ينطبق على بئر القزاز، حيث تقع على وادي العوينة (وادي الأعوص قديماً) وبعدها عن بئر السائب وكذلك وقوعها على سمت المتجه من بئر السايبية باتجاه المدينة النبوية، وتقع عند الإحداثي: N24 35 689 E039 47,902 ثم يقول المؤلف صفحة 278: (ثم تصير إلى وادٍ يقال له قناة) ووادي قناة لازال يحمل هذا الاسم إلى الآن ويسمّى بالشظاة وقيل إنه من أدنى المدينة يسمّى قناة ومن أعلى منها عند نار الحرة يسمّى بالشظاة، وهو أحد ثلاثة أودية كبيرة في المدينة (قناة، العقيق، بطحان)، وأصله يأتي من وج بالطائف، وهو يمر إذا حاذى المدينة من جنوب «أحد» ويتجه باتجاه الغرب، بميل إلى الشمال في أقرب جهاته إلى المدينة وهي الجهة الواقعة بين المدينة وقبر حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن شبة في كتابه تاريخ المدينة: (وادي قناة يأتي من وج الطائف)، وقال المدائني (قناة وادٍ يأتي من الطائف ويصب في الأرحضية وقرقرة الكدر، ثم يأتي بئر معاوية ثم يمر على طرف القدوم في أصل قبور شهداء أحد ثم ينتهي إلى مجتمع السيول بزغابة). وفي كتاب الطريق لوكيع صفحة 279: (وبين بئر المطلب ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة أميال، الميل السادس على حرة واقم مشرفة على المدينة)، وقد اختلف في البعد بين بئر مطلب والمدينة على قولين أحدهما ما ذكره المؤلف والآخر أنها تبعد 7 أميال وعلى كلا القولين فإنّ البنيان قد تجاوز هذا البعد بحيث لم تبق آبار قديمة يمكن أن ينطبق عليها ما أشار إليه المؤلف - رحمه الله -، وبئر المطلب تنسب إلى المطلب بن عبدالله بن حنطب المخزومي كما قال المجد وقد ذكرها الأسدي أيضاً في الطريق النجدي، كما في كتاب الوفاء للسمهودي. أما حرة واقم التي أشار إليها المصنف، فهي الآن تعرف بالحرة الشرقية وينطبق الكلام الذي أشرنا إليه على ما ذكره المؤلف في نفس الصفحة عن بئر سليمان والحرة التي يقال لها هيفاء، التي وصفت في موضع آخر من الكتاب صفحة 178 بأنها على أربعة أميال من المدينة، فهي بهذا الوصف وهذه المسافة تقع ضمن ما يعرف الآن بالحرة الشرقية. مراجعات واستدراكات: 1 - فيما يتعلق بالشبرية الحمراء والتي سبق أن اخترنا في الجزء الأول من السلسلة أن الغمرة هي الشبرية الصفراء، ولكن بالنظر إلى الأبعاد عن كل من جبل الكوكب الذي سنتحدث عن موضعه لاحقاً إن شاء الله، والبعد كذلك عن العنّابة وسمت الطريق، وكل ذلك يؤيد أنّ الشبرية الحمراء لا الصفراء هي الغمر أو الغمرة. 2 - الثيلماء وقد مررنا عليها في الجزء الثاني من السلسلة وقد حدد المؤلف رحمه الله الأبعاد بينها وبين العنّابة بثلاثة أميال وبينها وبين حسي (الزغيبية) 30 ميلاً، وكل هذا الكلام يؤيد أن قرية مرّان هي الثليماء، حيث ينطبق عليها الأبعاد التي حددها المؤلف ووقوعها على سمت طريقنا إلى حسي الرمّة وما يليه من المنازل باتجاه المدينة. 3 - الكوكب وهو جبل أشار إليه المؤلف صفحة 271 بقوله (ومن الغمر أيضاً إلى الكوكب تسعة أميال والكوكب هضبة حمراء عن يسار الطريق مسدة)، وهذا الكلام من حيث الأبعاد والسمت ينطبق على جبل الثلبوت حالياً، حيث ينطبق عليه البعد عن البلّازية (الغميرة) والبعد عن الشبرية الحمراء (الغمر أو الغمرة) ووقوعه على سمت الطريق إلى الثليماء (مرّان) وبركة العنّابة ويقع إحداثيه عند النقطة التالية: N26 24 915 E041 48 998 عبدالله بن عبدالرحمن الضراب