أطلقت روسيا وابلا من الصواريخ على كييف ومدنا أوكرانية أخرى أمس الاثنين في هجوم نادر خلال ساعات النهار، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصا في مناطق مختلفة بالبلاد وإصابة مستشفى رئيس للأطفال. وذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية أطلقت أكثر من 40 صاروخا استهدفت مدنا مختلفة وألحقت أضرارا ببنى تحتية ومبان تجارية وسكنية في أنحاء البلاد.وأفادت سلطات كييف بمقتل سبعة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 25 في الهجوم الروسي على العاصمة. وقال أولكسندر فيلكول رئيس بلدية كريفي ريه إن عشرة أشخاص لاقوا حتفهم وأُصيب 31 آخرون. وقال حاكم منطقة دونيستك الإقليمية إن ثلاثة أشخاص آخرين قُتلوا في بوكروفسك شرق البلاد عندما استهدفت الصواريخ منشأة صناعية. وقال زيلينسكي عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي "كل الخدمات تبذل ما في وسعها لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح... وينبغي للعالم أجمع أن يسعى بعزيمة شديدة لوضع حد نهائي للهجمات الروسية". ونفت روسيا مرارا استهداف المدنيين.وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن الهجوم على العاصمة كان من أعنف الهجمات منذ بداية الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وأضاف أن الهجوم ألحق أضرارا بالمستشفى الرئيس للأطفال في المدينة مع تحطيم النوافذ والجدران الخارجية للمبنى. وخرج الآباء بأطفالهم إلى الشارع في حالة صدمة وبكاء شديد.وقالت سفيتلاكا كرافشينكو (33 عاما) بعد أن خرجت هي وزوجها فيكتور من مكان إيواء "سمعنا انفجارا ثم انهال علينا الحطام". ولم يصب طفلهما البالغ من العمر شهرين بأذى لكن الأم أصيبت بجروح فيما دُفنت سيارة الوالدين بالكامل تحت أنقاض مبنى مدمر في الجانب المقابل للمستشفى الرئيس بالساحة ذاتها.وتابعت قائلة "كان الأمر مخيفا. لم أستطع التنفس. وحاولت تغطية (طفلي) بقطعة قماش كي يتسنى له التنفس".وقالت السلطات المحلية والإقليمية إن منشآت صناعية وبنى تحتية ومبان سكنية وتجارية تضررت في كييف وكريفي ريه ودنيبرو وبوكروفسك وكراماتورسك وغيرها من المدن. إلى ذلك ذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي الاثنين أنه أحبط محاولة أوكرانية لتدبير خطف قاذفة قنابل روسية استراتيجية من طراز تي.يو-22إم3 والتحليق بها إلى أوكرانيا.وقال الجهاز على موقعه الإلكتروني "سعت المخابرات الأوكرانية إلى تجنيد طيار عسكري روسي، مقابل مكافأة مالية ومنحه الجنسية الإيطالية، لإقناعه بالتحليق والهبوط بحاملة صواريخ في أوكرانيا". ولم تتمكن رويترز من التحقق من التفاصيل بشكل مستقل. ولم يرد جهاز الأمن الأوكراني حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق. وأضاف جهاز الأمن الاتحادي الروسي في البيان أن موسكو تلقت معلومات خلال العملية ساعدت قواتها في توجيه ضربة لمطار أوزيرن العسكري في شمال غرب أوكرانيا.ولم يتضح حتى الآن توقيت العملية أو الضربة التي قالت روسيا إنها وجهتها لمطار أوزيرن الواقع في جيتومير الأوكرانية. وشهدت منطقة جيتومير إصدار تحذيرات من غارات جوية في الساعات الأولى من صباح الاثنين. وذكرت تقارير غير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها تيليجرام الذي كثيرا ما يستخدمه المسؤولون والجيش في كلا البلدين لنشر المعلومات، أن انفجارات وقعت في جيتومير. من جهة أخرى دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين كييف وموسكو في ظل الهجوم الروسي لأوكرانيا، وذلك خلال اجتماع في بكين مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.ويقوم أوربان بهذه الزيارة غير المعلنة مسبقًا بعد زيارة لموسكو الجمعة أثارت جدلًا وبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا. وأثار أوربان الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر، استياء شركائه الأوروبيين الذين يقدمون دعما ثابتا لكييف وقطعوا الجسور مع روسيا منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير 2022. وأوربان هو الوحيد بين قادة الاتحاد الأوروبي الذي بقي قريبا من الكرملين. وخلال استقباله المسؤول المجري، دعا شي جينبينغ إلى "تهيئة الظروف" لإجراء "حوار مباشر" بين أوكرانياوروسيا، بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي. وقال شي "فقط عندما تُظهر القوى العظمى طاقة إيجابية بدلًا من الطاقة السلبية، سيشهد هذا الصراع ظهور بصيص أمل في وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن". وأكّد أن الصين والمجر "تتقاسمان" الأفكار نفسها في الجوهر. وثمة توافق بين بكين وبودابست في الملف الأوكراني، إذ يدعو البلدان إلى تسوية سلمية للنزاع مع الحفاظ على علاقاتهما المقربة مع الكرملين. وتقدّم بكين نفسها على أنها طرف محايد في الحرب وتقول إنها لا ترسل مساعدات فتاكة إلى أي من الجانبين، على عكس الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى. ومع ذلك، قدمت بكين شريان حياة مهمًا للاقتصاد الروسي المعزول، مع ازدهار التجارة بين البلدين منذ بدء النزاع. وسبق أن أجرى أوربان وشي محادثات خاصة في مايو خلال زيارة دولة للرئيس الصيني إلى المجر. القصف الروسي استهدفت مدنا مختلفة وألحقت أضرارًا ببنى تحتية ومبان تجارية وسكنية