قالت الحكومة الروسية إن مهمة وزارة الدفاع هي اتخاذ إجراءات حمائية بعد الهجوم الجديد بطائرات درون على موسكو. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف القول أمس الثلاثاء "الخطر موجود، وواضح، يجب اتخاذ إجراءات". وكانت طائرة درون قد اصطدمت بنفس البرج الزجاحي في منطقة ناطحات السحاب في مدينة موسكو، مثلما حدث يوم الأحد. وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين إن زجاج واجهة البرج تحطم فوق مساحة تقدر ب150 متراً مربعاً. ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات. وأضاف بيسكوف أن مسؤولية وزارة الدفاع هي ضمان حماية موسكو. ووصف الاثنين الهجوم "بالعمل اليائس" من جانب أوكرانيا لأنها غير قادرة على إحراز نجاحات عسكرية في هجومها المضاد. وأعلنت روسيا أمس أنها أحبطت هجمات أوكرانية جديدة شنت بواسطة مسيّرات في موسكو والبحر الأسود لكنها أقرت أن إحداها أصابت مبنى تجارياً في حي أعمال في وسط موسكو سبق أن استهدف خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام إن محاولة هجوم ليلي أوكراني بواسطة "آليات طائرة من دون طيار على منشآت في موسكو ومنطقتها أحبطت". وأضافت أن مسيّرة "حُيّدت بواسطة وسائل الحرب الإلكترونية وفقدت السيطرة وتحطمت" في حي موسكو سيتي للأعمال. أضاف "لا تتوافر معلومات عن سقوط ضحايا"، مشيرا إلى أن أجهزة الطوارئ موجودة في موقع الهجوم. وذكرت روسيا الأحد أنها أسقطت طائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت العاصمة في هجوم أدى إلى تضرر برجين تجاريين في حي موسكو سيتي وسط العاصمة الروسية. وفي وقت لاحق أكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه صد ليلا هجوما شنته ثلاث مسيّرات بحرية أوكرانية على سفن دورية تابعة لها في البحر الأسود، في خضم توتر متنام بين كييف وموسكو منذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب منتصف يوليو. وقالت وزارة الدفاع في بيان "خلال الليل، حاولت القوات المسلحة الأوكرانية من دون نجاح بواسطة ثلاث مسيّرات بحرية مهاجمة سفينتَي الدورية في أسطول البحر الأسود الروسي، سيرغي كوتوف وفاسيلي بيكوف". وأضافت الوزارة "دمرت مسيّرات العدو البحرية الثلاث" بنيران أطلقتها الزوارق الروسية، موضحة أن سفن الدورية هوجمت على بعد 340 كيلومترا جنوب غرب مرفأ سيفاستوبول، مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. والمسيّرات البحرية مراكب تعمل على سطح المياه من دون طاقم ويتم التحكم بها عن بعد. وتتهم موسكو بانتظام الجيش الأوكراني باستخدام هذه المسيّرات فضلا عن طائرات جوية من دون طيار، لمهاجمة أهداف في البحر الأسود. ويشكل البحر الأسود محور توتر متعاظم بين الدولتين منذ انسحبت روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية قبل أسبوعين. وحذرت موسكو وكييف تباعا السفن التي تبحر في البحر السود مشددة على أنها قد تُستهدف إذا توجهت إلى مرافئ "عدوة". "عملية لا مفر منها" كذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية في منطقتي اودينتسوفو وناروفومينسك في منطقة موسكو دمرت مسيرتين. وذكرت وكالة "تاس" نقلاً عن أجهزة الطوارئ، أن مطار فنوكوفو الدولي في موسكو أغلق لفترة وجيزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء جراء هجوم المسيّرات. وكان المطار أغلق لفترة قصيرة صباح الأحد بعد هجوم آخر بمسيّرات. ونادراً ما استُهدفت موسكو الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية منذ بدء النزاع في أوكرانيا، إلى أن وقعت هجمات عدة بطائرات مسيّرة هذا العام. ويعد هجوم الأحد الأحدث في سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة التي طاولت الكرملين ومدنا روسية متاخمة لأوكرانيا، وقد حملت روسيا كييف المسؤولية. ومن دون التعليق على هذا الهجوم إذ لا تعلن كييف عادة مسؤوليتها عن العمليات داخل روسيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن "الحرب" تصل "إلى أراضي روسيا في مراكزها ذات الدلالات الرمزية الكبيرة وقواعدها العسكرية". وأكد "إنها عملية لا مفر منها وطبيعية وعادلة تماما". ستة قتلى وكانت مدينة كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي في وسط أوكرانيا تعرضت صباح الاثنين لقصف صاروخي روسي. ودمر صاروخ جزءاً كاملاً من مبنى ما أسفر عن سقوط ستة قتلى بينهم طفلة في العاشرة ووالدتها، و75 جريحاً على ما أفاد مسؤول الإدارة العسكرية في المدينة أولكسندر فيلكول. وأكدت روسيا أنها تكثف قصفها لأوكرانيا. وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو في كلمة ألقاها بحضور مسؤولين عسكريين "كثافة الضربات على المنشآت العسكرية الأوكرانية التي تشمل تلك التي تدعم الأعمال الإرهابية ارتفعت بشكل مطرد" رداً على هجمات أخيرة استهدفت الأراضي الروسية. وفي المناطق التي تحتلها روسيا، أدى قصف أوكراني الاثنين إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرة في دونيتسك، معقل الانفصاليين المؤيدين للروس في شرق أوكرانيا، على ما أفادت السلطات الموالية لموسكو. وقتل شخص آخر في قصف أوكراني على غورليفكا قرب دونيتسك وثلاثة آخرون في ضربة على بلدة محتلة في منطقة زابوريجيا أسفرت أيضاً عن سقوط 15 جريحاً على ما أفادت السلطات.