أفاد أحدث تقرير أصدرته هيئة الأركان العامة في أوكرانيا، أن المقاتلين الأوكرانيين صدوا هجمات شنتها القوات الروسية، على طريق إمداد مهم لمدينة ليسيتشانسك، شرقي البلاد. وأضاف التقرير: أن المقاتلين الأوكرانيين أوقفوا هجمات المشاة على الطريق، بين فولوديميريفكا وبوكروفسك، بالقرب من باتشموت. وتركز القوات الروسية حاليا القصف الثقيل على مدينة ليسيتشانسك، التي تقع على نهر سيفيرودونيتسك، وهي مركز حضري مهم، تنازلت عنه القوات الأوكرانية مؤخرا، بعد أسابيع من القتال المكثف. وتستهدف القوات الروسية المدينة بالمدفعية والقصف الجوي، حيث إن الهدف الإستراتيجي المقبل لروسيا، هو السيطرة على إقليم دونباس. وتحاول القوات الروسية أيضا حصار المدينة من الجنوب، بحسب تقرير هيئة الأركان. وبالاتجاه أكثر نحو الجنوب، تحاول القوات الروسية استعادة مناطق في خيرسون، التي سيطرت عليها سابقا ثم خسرتها. وكانت روسيا قد احتلت المنطقة في بداية الحرب، ولكن المقاتلين الأوكرانيين استعادوا بعض الأجزاء منها. من جانبه قالت وكالة أنباء "يونيان" الأوكرانية، إنه تم تسجيل عدة هجمات في مناطق "خميلنتسكي" و"لفيف" و"ميكولايف" و"جيتومير" و"تشرنيهيف". كما تعرضت منطقة "دنيبروبيتروفسك" للقصف المتواصل بالمدفعية، وفقاً لتصريح عمدة المدينة، سيرهي سوخوملين، الذي أكد اطلاق روسيا لعدة صواريخ على منطقتي "جيتومير" و"تشرنيهيف". إلى ذلك اتّهمت "كييف" موسكو بأنها تريد جرّ "مينسك"، الحليف الدبلوماسي لروسيا، إلى الحرب في أوكرانيا، بعدما أعلنت أن صواريخ روسية أُطلقت من أراضي بيلاروس المجاورة، على بلدات أوكرانية. حيث أكدت القيادة العامة للاستخبارات الأوكرانية، التابعة لوزارة الدفاع، أن الضربات التي تمت أمس، مرتبطة بشكل مباشر بالمحاولات التي يبذلها الكرملين، لجرّ بيلاروس إلى الحرب في أوكرانيا، كطرف مشارك في النزاع. في المقابل، أعلنت روسيا أنها قتلت "ما يصل إلى 80" مقاتلًا بولنديًا، في قصف استهدف مناطق شرق أوكرانيا، حيث تستعرّ المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها: إنه تم قُتل 80 شخص من المرتزقة البولنديين، كما دُمرت 20 مركبة قتالية مصفّحة، وثمان قاذفات صواريخ، في ضربات عالية الدقة على مصنع زينك ميغاتيكس في كونستانتينوفكا" في منطقة دونيتسك. ومع دخول أكبر صراع بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهره الخامس، قال مسؤول أوكراني: إن الضربات الجوية وهجمات المدفعية الروسية، استهدفت مصنعا للكيميائيات، حوصر فيه مئات المدنيين. وذكرت أوكرانيا إن قواتها تلقت أوامر بالانسحاب من سيفيرودونيتسك، حيث لم يتبق شيء يذكر للدفاع عنه، بعد أسابيع من القتال العنيف، في أكبر خسارة لأوكرانيا منذ فقد مدينة ماريوبول الساحلية في مايو الماضي. وقد جاءت أنباء الانسحاب بعد أربعة أشهر من إرسال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عشرات الآلاف من الجنود، مما أدى إلى اندلاع صراع، أودى بحياة الآلاف، وشرد الملايين، وعطل الاقتصاد العالمي. أما مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولياك فقال: "48 صاروخ كروز أطلقت ليلاً في أنحاء أوكرانيا، ولا تزال روسيا ترهيب الناس وإثارة الذعر بينهم وتخويفهم". بدوره قال فيتالي كيسيليف، المسؤول بوزارة الداخلية في جمهورية لوجانسك الشعبية الانفصالية: إن الأمر سيستغرق نحو عشرة أيام أخرى، لتأمين السيطرة الكاملة على ليسيتشانسك. وكشف سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك: إن القوات الروسية هاجمت المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك، وحاولت أيضا دخول ليسيتشانسك وحصارها أمس السبت. ومن جانبه عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عن خشيته من أن تواجه أوكرانيا ضغوطا لقبول اتفاق سلام مع روسيا، وقال: إن عواقب نجاح بوتين في فعل ما يريده في أوكرانيا، ستكون خطيرة على الأمن الدولي، وستكون كارثة اقتصادية طويلة الأمد. كما أوضح حاكم منطقة "لفيف" غرب أوكرانيا، مكسيم كوزيتسكي، إن ستة صواريخ أُطلقت من البحر الأسود على قاعدة يافوريف، بالقرب من الحدود مع بولندا، أصابت أربعة منها الهدف، بينما دُمر اثنان. كما قال فيتالي بونيتشكو، حاكم منطقة جيتومير في شمال البلاد: انه تم إطلاق ما يقرب من 30 صاروخا على منشأة للبنية التحتية العسكرية، بالقرب من مدينة جيتومير، مضيفا أنه تم اعتراض وتدمير ما يقرب من عشرة صواريخ. انسحاب منظم أبلغ رئيس الأركان فاليري زالوجني نظيره الأميركي في مكالمة هاتفية، أن كييف بحاجة ماسة إلى تكافؤ في القوة النارية مع موسكو، من أجل استقرار الوضع في لوجانسك. وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني: إن الجنود الأوكرانيين انسحبوا أيضا من بلدتي هيرسك وزولوت، إلى الجنوب من سيفيرودونيتسك، في مواجهة هجوم القوات الروسية. أما وزير الخارجية الأوكراني، فقلل من أهمية الخسارة المحتملة لمزيد من الأراضي في دونباس. وقال الوزير دميترو كوليبا: "أراد بوتين احتلال دونباس بحلول التاسع من مايو، ونحن الآن في 24 يونيو وما زلنا نقاتل. والانسحاب من بعض الأراضي لا يعني خسارة الحرب على الإطلاق". وفي السياق ذاته، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا سحبت على الأرجح العديد من الجنرالات، من مناصب قيادية رئيسية في الصراع الأوكراني هذا الشهر. وفي علامة كبيرة على الدعم الغربي، وافق قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على ترشيح أوكرانيا رسميا، للانضمام إلى التكتل، وهو قرار قالت روسيا إنه يرقى إلى مستوى "استعباد" الاتحاد الأوروبي للدول المجاورة.