أعلنت جائزة الأمير "فهد بن سلطان" في تبوك استحقاق الأديب والباحث البروفيسور مسعد بن عيد العطوي لجائزة مسار التميز والابتكار عام 2024، تقديرا لحضوره الفكري والأدبي وإنتاجه الثقافي والبحثي على مستوى المنطقة، وتتويجاً لجهود امتدت أكثر من أربعة عقود كانت شاهدة على اهتمامه وإنتاجه وإسهاماته المميزة. بدأت حياة العطوي في براري تبوك، حيث كانت الصحراء مستقره الأول والشاهدة على بوادر نبوغه حيث كانت مجالس الكبار ليلاً معين أٌنسه ومناهل علمه وأخباره التي شكلت اهتماماته وذائقته، والتي لفتت أنظار والده ببراعته في سن مبكرة، حينها قرر الأب أن ينتقل به إلى القرى القريبة للدراسة فكان نعم الطالب المقدر من أساتذته والقدوة لزملائه في طلب العلم والمعرفة، واصل تعليمه الجامعي حتى حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1393ه أما حياته العلمية فقد بدأ معلماً في المعهد العلمي بتبوك ومن ثم عضو تدريس في كلية اللغة العربية بالقصيم، وكما عين أستاذ مشارك ومن ثم أستاذاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وظل يعمل بها حتى تقاعده، وفي ذلك الوقت كان عضواً لمجلس الشورى عدة دورات، كما ترأس إدارة نادي تبوك الأدبي من سنة 1426ه وحتى عام 1432ه، إضافة لعضويته لعدد من اللجان وأستاذيته للدراسات العليا بجامعة تبوك، ولعل من أهم المكتسبات الثقافية التي أوجدها العطوي بمنطقة تبوك هو إنشاؤه في عام 1398ه أول صالون أدبي، وما زال هذا الصالون عامراً بالفعاليات والأمسيات الأدبية والمعرفية المتنوعة بموضوعاتها واهتماماتها. وهو إلى ذلك باحث ومؤلف ضليع أثرى تنوع نتاجه الأدبي والبحثي المكتبات بأكثر من ثلاثون كتاباً وبحثاً منها ما كان يعني بتاريخ تبوك أبرزها (تبوك المعاصرة والآثار حولها)، ومنها ما كان في الأدب والشعر والفلسفة والفكر إضافة إلى مشاركته الكثير من الدراسات والبحوث المنشورة في المجلات المحكمة وعدد كبير من المقالات في الصحف والمجلات والدوريات الأكاديمية المتخصصة، كما أن بعض مؤلفاته حظيت بالترجمة، إضافة إلى إشرافه ومناقشته ما يقارب خمسين رسالة للماجستير والدكتوراه. ومن نتاج أسفاره وتنقلاته وقراءته ودراسته نشأت مكتبته العامرة إحدى أشهر المكتبات الخاصة بتبوك المتضمنة أكثر من 15 الف مؤلفاً، وكان العطوي قد أعلن قبل أيام من عقد هذه الجائزة بإهداء جامعة تبوك مكتبته الخاصة في بادرة ثقافية سخية ثمنها وباركها الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، وقدرتها جامعة تبوك تقديراً كبيراً فيما نظر لها المجتمع كمبادرة عظيمة تستحق التعميم والشكر.