دمرت الولاياتالمتحدة أربع طائرات مسيرة وصاروخين بالستيين مضادين للسفن في مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون، حسبما أعلن الجيش الأميركي الجمعة، على خلفية تصعيد جديد مع هذه الحركة. وقالت القيادة العسكرية المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان على منصة إكس: إن القوات الأميركية «تمكنت من تدمير أربع طائرات من دون طيار وصاروخين بالستيين مضادين للسفن في مناطق اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون». وأضافت أن القوات الأميركية دمرت أيضاً طائرة من دون طيار «أطلقت من منطقة باليمن يسيطر عليها الحوثيون باتجاه مضيق باب المندب» بالإضافة إلى «زورق دورية» للحوثيين في البحر الأحمر. وأشارت سنتكوم إلى أن هذه المعدات العسكرية كانت تشكل «تهديداً وشيكاً» للولايات المتحدة والسفن التجارية في المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأميركية: إن الحوثيين أطلقوا أيضاً «أربعة صواريخ بالستية مضادة للسفن» في البحر الأحمر خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة. وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق عبر قناة المسيرة التلفزيونية التابعة لهم عن «عمليتين في البحر الأحمر استهدفتا سفينتين». كما ذكروا عبر القناة نفسها أن ضربات أميركية وبريطانية أصابت صنعاء والحديدة، وهما منطقتان يسيطر عليهما الحوثيون، غير أن ذلك لم يتم تأكيده من جانب الولاياتالمتحدة أو المملكة المتحدة. وكان الجيشان الأميركي والبريطاني قد أكدا الأسبوع الماضي أنهما ضربا 13 موقعاً للحوثيين لمنع وقوع هجمات مستقبلية. ورد الحوثيون متوعدين «بالرد على التصعيد بالتصعيد». من جهتها، أكّدت الأممالمتحدة الجمعة أن 11 من موظفيها «محتجزون» لدى الحوثيين في اليمن وطالبت بالإفراج «غير المشروط» عنهم، بعد احتجاز هذه المجموعة المدعومة من إيران عشرات العاملين في منظمات دولية. وأعلنت منظمة ميون لحقوق الإنسان أن الحوثيين قاموا الخميس ب»مداهمة منازل واختطاف موظفين في الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى عاملة» في أربع مناطق خاضعة لسيطرتهم. وأشارت إلى أن التوقيفات التي جرت في محافظاتصنعاء والحديدة وصعدة وعمران، طالت 10 موظفين لدى هيئات تابعة للأمم المتحدة، وثمانية عاملين مع منظمات غير حكومية محلية ودولية. وفي نيويورك، قال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لصحافيين: «يمكنني أن أؤكد لكم أن سلطات الحوثيين أوقفت 11 موظفاً محلياً يعملون في اليمن»، لافتاً إلى أن المنظمة طالبت الحوثيين ب»توضيحات». وأضاف: «نحن نستطلع كل القنوات الممكنة للتوصل إلى إفراج غير مشروط عن جميع هؤلاء الأشخاص في أسرع وقت». وبحسب قوله، فإن هؤلاء هم امرأتان وتسعة رجال، احتُجزوا خلال الأيام الثلاثة الماضية في محافظات حجة والحديدة وصعدة وصنعاء. ويواجه العاملون في المجال الإغاثي صعوبات جمّة في اليمن، حيث تسبّب النزاع المستمر منذ زهاء عشرة أعوام بين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة، والحكومة المعترف بها دولياً، بأزمة إنسانية تعدّ من الأكثر حدة في العالم. وأشارت منظمة ميون إلى أن جهاز الأمن التابع للحوثيين «نفّذ حملة مسلحة متزامنة... استهدفت موظفين يمنيين يعملون لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية»، موضحة أن عدداً من هؤلاء «تمت مداهمة منازلهم والتحقيق معهم داخلها ومصادرة جوالاتهم وحواسيبهم قبل اقتيادهم على متن مركبات عسكرية إلى جهة مجهولة». ودانت «بأشد العبارات هذا التصعيد الخطير الذي يشكل انتهاكاً لامتيازات وحصانات موظفي الأممالمتحدة الممنوحة لهم بموجب القانون الدولي»، وشجبت «ممارسات قمعية شاملة ابتزازية للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية».