نفّذت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة سلسلة ضربات جديدة ضدّ أهداف للحوثيّين في اليمن، وفق ما جاء في بيان مشترك، بعد أسابيع من الهجمات التي يشنّها المتمرّدون على سفن في البحر الأحمر. وجاء في البيان المشترك أنّ "الضربات الضروريّة والمتناسبة استهدفت على وجه التحديد 18 هدفاً للحوثيّين في ثمانية مواقع في اليمن... شملت الأهداف منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوّية مسيّرة هجوميّة أحاديّة الاتّجاه، وأنظمة دفاع جوّي، ورادارات، ومروحيّة". وحمل البيان توقيع عدد من الدول التي قدّمت دعماً غير محدّد للسلسلة الجديدة من الضربات، وهي الثانية هذا الشهر والرابعة منذ أن بدأ المتمرّدون هجماتهم على سفن في البحر الأحمر. وأضاف البيان أنّ "أكثر من 45 هجوماً للحوثيّين على سفن تجاريّة وعسكريّة منذ منتصف نوفمبر تشكّل تهديداً للاقتصاد العالمي وكذلك الأمن والاستقرار الإقليميّان وتتطلّب رداً دوليّاً". وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بوقوع غارات على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى منها حجة وتعز. وسمع صحافيو وكالة فرانس برس في صنعاء دوي انفجارات قوية. من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان منفصل: إن "الولاياتالمتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات، حسب الحاجة، للدفاع عن الأرواح وعن التدفّق الحرّ للتجارة في أحد أهمّ الممرّات المائيّة في العالم". وأضاف أوستن "سنستمرّ في التوضيح للحوثيّين أنّهم سيتحمّلون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونيّة التي تضرّ باقتصادات الشرق الأوسط، وتسبّب أضراراً بيئيّة، وتعطّل إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى اليمن ودول أخرى". لكنّ المتحدّث العسكري باسم الحوثيّين يحيى سريع قال في بيان على وسائل التواصل: "سنواجه التصعيد الأميركي البريطاني بمزيد من العمليّات النوعيّة في البحرين الأحمر والعربي دفاعاً عن بلدنا وشعبنا وأمّتنا". وفي لندن، أوضحت وزارة الدفاع أنّ أربع طائرات قاذفة مقاتلة من طراز تايفون من سلاح الجوّ الملكي، إضافة إلى طائرتَي تزويد بالوقود، شاركت في الغارات. تأتي عمليّة السبت بعدما تعرّضت سفن تجاريّة عدّة هذا الأسبوع للهجوم، بينها السفينة روبيمار المحمّلة أسمدة والتي اضطرّ طاقمها إلى إخلائها بعدما أصيبت الأحد وبدأ الماء يتسرّب إلى بدنها. وإضافة إلى العمليّات المشتركة مع بريطانيا، نفّذت الولاياتالمتحدة ضربات أحاديّة ضدّ مواقع للحوثيّين في اليمن، بدعوى الدفاع عن النفس، ودمّرت مسيّرات جوّية وبحريّة في البحر الأحمر. وفي وقت سابق السبت، أعلنت القيادة العسكريّة المركزيّة الأميركيّة (سنتكوم) أنّ سفينة تابعة لها أسقطت صاروخاً بالستيّاً مضادّاً للسفن "تمّ إطلاقه نحو خليج عدن من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيّين في اليمن". ولم تستبعد "سنتكوم" في بيان أن الصاروخ "كان يستهدف السفينة إم في تورم ذور وهي ناقلة كيميائيّات نفط أميركيّة وترفع العلم الأميركي". كما أعلنت "سنتكوم" أنّ القوّات الأميركيّة أسقطت الجمعة أيضاً ثلاث طائرات مسيّرة هجوميّة قرب سفن تجاريّة في البحر الأحمر ودمّرت سبعة صواريخ كروز مضادّة للسفن على الأرض. من جهتها، قالت وكالة الأمن البحري "يو كيه إم تي أو" التي تُديرها البحريّة البريطانيّة: إنّ سفينة موجودة في خليج عدن على بُعد 70 ميلاً بحرياً (130 كيلومتراً) إلى شرق ميناء جيبوتي قد أبلغت ليل السبت الأحد عن وقوع "انفجار بالقرب منها" لم يتسبّب في إصابات أو أضرار. وأشار المصدر نفسه إلى أنّ "السفينة تتّجه إلى ميناء توقّفها التالي". ويقول الحوثيّون: إنّهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً للفلسطينيّين في غزّة التي دمّرتها الحرب بين إسرائيل وحماس. وإثر الضربات الأميركيّة والبريطانيّة الأولى، أعلن الحوثيّون أنّ مصالح البلدين صارت هي أيضاً أهدافًا مشروعة. وقال يحيى سريع السبت: "مستمرّون في تنفيذ واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "عمليّاتنا لن تتوقّف إلا بتوقّف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة".