أفادت وسائل إعلام أميركية أنّ الولايات المتّحدة قرّرت إعادة إدراج المتمرّدين الحوثيين على قائمتها للمنظمات الإرهابية بسبب شنّهم هجمات على سفن في البحر الأحمر. وبحسب هذه الوسائل الإعلامية فإنّ إدارة الرئيس جو بايدن اعلنت عن هذه الخطوة الأربعاء، غداة شنّ قواتها ضربة جديدة ضدّ المتمردين الحوثيين في اليمن. والثلاثاء، دمّرت القوات الأميركية أربعة صواريخ بالستية مضادّة للسفن كانت معدّة لإطلاقها من اليمن على سفن تجارية وحربية.وهذه ثالث ضربة تشنّها الولايات المتّحدة ضدّ الحوثيين. وشنّت القوات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية عدة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وأعلن المتمردون أن الضربات أدّت إلى مقتل خمسة من عناصرهم. وفجر السبت، استهدفت الولايات المتّحدة مجدّدا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة منذ 2014 لسيطرة الحوثيين. وقال الجيش الأميركي يومها إنّه ضرب "موقع رادار في اليمن". وردّاً على هذه الضربات أعلن الحوثيون أنّ المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافاً مشروعة" وواصلوا شنّ هجمات على سفن في البحر الأحمر. والثلاثاء، قالت سنتكوم إنّ الحوثيين أطلقوا صاروخاً بالستياً مضادّاً للسفن باتجاه طرق ملاحة دولية، مشيرة إلى تقارير تفيذ بأن سفينة شحن ترفع علم مالطا أصيبت بصاروخ لكنها لا تزال قادرة على الإبحار. وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الثلاثاء أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى "خفض التصعيد" في الشرق الأوسط رغم ضرباتها على الحوثيين في اليمن. وأوضح ساليفان خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا "نسعى إلى وقف توسع النزاع وتوفير الظروف لخفض التصعيد". وأعلن الجيش الأميركي الثلاثاء مصادرة مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن سفينة في بحر العرب كانت موجهة إلى الحوثيين، في أول عملية من نوعها منذ بدأوا شن هجمات على سفن تجارية. ونفذت قوات النخبة في البحرية الأميركية ("نيفي سيلز") العملية في 11 كانون الثاني/يناير في المياه الدولية قرب سواحل الصومال، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان الثلاثاء. وتتضمن المضبوطات "مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز"، وفق بيان سنتكوم الذي كشف أن عنصرين من قوات النخبة أعلِن فقدان أثرهما في البحر، شاركا في هذه المهمة". وأثّر تصاعد التوتر في منطقة البحر الأحمر على حركة الملاحة، ودفع الكثير من شركات الشحن الكبرى الى تحويل مسارات سفنها نحو جنوب قارة إفريقيا. وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء، إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات. وقال آل ثاني أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية إن "الغاز الطبيعي المُسال... على غرار أي شحنات تجارية أخرى. سيتأثر بذلك". وأضاف أن "هناك طرقات بديلة، وتلك الطرقات البديلة ليست أكثر كفاءة، بل أقل كفاءة من الطريق الحالية"، معتبراً أنه لمعالجة انعدام الأمن المتزايد يجب معالجة "القضية المركزية" في غزة. ووصف الأزمة في البحر الأحمر بأنها "التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً". وكانت وكالة بلومبرغ ذكرت الاثنين أن خمس سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أوقفت أثناء توجهها نحو مضيق باب المندب الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن القرن الأفريقي، حيث نفذ الحوثيون عدداً متزايداً من الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها. أودى ذلك بشركات شحن كبرى عدة إلى تحويل مسار سفنها عن الطريق الرئيسية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، كان آخرها شركة النفط البريطانية العملاقة "شل" التي علّقت كل شحناتها عبر البحر الأحمر إلى أجل غير مسمى الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية الثلاثاء.