سمعت كغيري ما أذيع من برامج وفعاليات للمهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس عشر لهذا العام 1421ه 2001ه وقبل خمس سنوات أضيف لهذه الفعاليات فقرة جديدة جديرة بالتوقف والتأمل وهي اختيار شخصية ادبية لها دور مؤثر وفعّال في المجتمع ليحتفى به وليكرم في حفل الافتتاح من راعي المهرجان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله أو من سمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني المشرف الاول على هذا العمل الثقافي الكبير ثم تنظم ندوة ثقافية يشارك فيها مجموعة من الادباء والمفكرين ويحضرها المختصون والمتابعون لمناشط المهرجان الثقافية المنبرية ليتناولوا مآثر هذا الرجل وانتاجه الابداعي والفكري من جميع جوانبه. وسبق ان كرم مجموعة من الرواد الأوائل بدءا بعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله تبعه الأساتذة محمد أحمد العقيلي وحسين عرب ومحمد حسن فقي ويحيى المعلمي وهذا العام أعلن اسم الرائد عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان كشخصية لهذا العام 1421ه تقديراً للدور الكبير الذي اداه سواء في مجال التعليم والتربية أو الصحافة والتأليف والرحلات وأخيراً اعتكافه سنوات طويلة لجمع الامثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية وشرحها لتصل إلى ما يقارب من 10,000 عشرة آلاف مثل وطبعها بعشرة مجلدات ومثلها جمع وتحقيق وصياغة الأساطير الشعبية ونشرها بخمسة مجلدات أخرى إلى جانب اعمال ومؤلفات أخرى سواء دراسية أو قصص للاطفال وغيرها. ليس غريبا ان يتم اختيار هذا الرمز لهذه المناسبة فهو غني عن التعريف فقد بدأ منذ تخرجه من المعهد السعودي بمكة المكرمة عام 1351ه أي منذ اكثر من سبعين عاما وهو يكافح ويناضل بلا كلل او ملل، لا يختلف اثنان في احقية هذا الرجل لمثل هذا التكريم بل يستحق اكثر من هذا مثل جائزة الدولة التقديرية للادب وجائزة الملك فيصل العالمية إلى جانب الجوائز الادبية العربية الاخرى مثل جائزة سلطان العويس وعبدالعزيز البابطين وغيرها. فالذي يلقي نظرة سريعة على مسيرة وعطاء وانتاج هذا الرجل لا يستكثر عليه مثل هذه اللفتة الحانية والتقديرية من المسؤولين عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح معلما، بل مناسبة سنوية يترقبها الجميع ولها سمعة طيبة ومكانة كبيرة بين المناسبات الثقافية الكبرى في الوطن العربي، ففي ايام (الجنادرية) حيث فعاليات المهرجان الثقافية تتحول الرياض إلى مناسبة عرس كبير يضم الجميع من ابناء الوطن وضيوفه العرب وغيرهم ويختلط الجميع ببعضهم بفرح لا يقل عن افراح العيد ولقاء الاحبة. أقول ان اختيار (أبي سهيل) كشخصية ادبية مرموقة لم يأت من فراغ فاختياره جاء في الوقت المناسب، بل وضع في مكانه الصحيح فلو أراد أي واحد ان يتتبع خطوات ومآثر هذا الرجل طوال حياته التي تقترب من القرن أطال الله في عمره وأبقاه لوجدها حافلة بكل ابداع. ويهمنا من هذه المسيرة بعد تخرجه من المعهد العلمي السعودي بمكة لما قبل السبعين عاما، حيث بدأ التدريس كمعلم في المرحلة الابتدائية ثم مدرس تحضير البعثات منذ عام 1353ه إلى عام 1359ه حيث ألف المقررات المدرسية منفرداً أو مشاركا لعمر عبدالجبار مثل: 1 مقرر الفقه للسنة الثانية التحضيرية عام 1356ه من تأليف الجهيمان . 2 مقرر التوحيد للسنة الثانية التحضيرية عام 1357ه وكتب على غلافه (طبع على نفقة المؤلف) بسعي الاستاذ عمر عبدالجبار صاحب مكتبة المعارف بمكة الطبعة الثانية مطبعة مصطفى محمد بمصر 1357ه 1938م من تأليف الجهيمان . 3 دروس التهذيب، لتلاميذ المدارس الابتدائية بالمملكة العربية السعودية تأليف عمر عبدالجبار وعبدالكريم الجهيمان, الجزء الثاني مقرر السنة الثانية الابتدائية، حقوق الطبع محفوظة تقرر تدريسه بالمدارس بموجب القرار رقم (1) تاريخ 15/1/1357ه وطبع على نفقة مكتبة المعارف بمكة باب الزيارة, الطبعة الثانية، المطبعة العربية بمكة. 4 دروس التهذيب للسنة الرابعة من سني التعليم الاولى، تأليف عمر عبدالجبار وعبدالكريم الجهيمان، طبع على نفقة مكتبة المعارف العربية بمكة المكرمة لصاحبها عمر عبدالجبار ط1 مطبعة مصطفى محمد بمصر 1357ه 1938م قرر مجلس المعارف صلاحية تدريسه وموافقته للمنهج الحديث. 5 ملخص التاريخ الاسلامي 10 أجزاء تأليف مشترك بين الجهيمان والعبدالجبار. 6 دروس التهذيب 10 أجزاء. 7 المحفوظات 10 أجزاء وغيرها الى جانب بعض المؤلفين مثل: عبدالغني جمال مالكي الذي ألف المختار في السيرة ومحمد علي شالواله مؤلف النحو المدرسي وكذا عبدالله الساسي وعبدالرحمن باحنشل مؤلفا تقويم البلدان. كما أنه ألف عام 1357ه رسالة تشتمل على حوار بين صاحب لحية وحليقها تحت عناون (مناورة بين ذي لحية ومحلوقها) وكان وقتها يدافع عن اللحية ويهاجم حالقها وكما يصف لحيته التي يفتخر بها وقتها كجناح الغراب من شدة سوادها، أما بعد ان تقدم به العمر بدأ يقلل من شعراتها فلم يبق منها إلى القليل جداً في الوقت الحاضر وبعد ان بقي في حقل التعليم قرابة ثمانية عشر عاما تركه لينتقل الى بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) أو السلطة الرابعة كما يقال عنها، بالصدفة، إذ كان في زيارة سياحية للمنطقة الشرقية في طريقه لبقية مناطق الخليج العربي، حل وقتها ضيفا على صديقه بالدمام الاستاذ عبدالله الملحوق سفيرنا في إيطاليا قبل تقاعده منذ سنوات, وكان مع آخرين قد أسسوا أول مطابع بالمنطقة تسمى (مطابع الخط للطبع والنشر) فعرض عليه إدارتها وبمجرد موافقته وبداية استلامه العمل إلا واتفقوا على الابراق إلى الامير سعود ولي العهد آنذاك طالبين اصدار جريدة بالمنطقة الشرقية. وجاءت الموافقة من سموه باصدار هذه الجريدة باسم (أخبار الظهران) وهكذا صدر العدد الاول منها في 1/5/1374ه تحت اسم (الظهران) جريدة أسبوعية عربية جامعة تصدر مؤقتا مرتين في الشهر، تصدرها شركة الخط للطبع والنشر والترجمة في الدمام. رئيس التحرير عبدالله بن عبدالرحمن الملحوق، مدير التحرير عبدالكريم الجهيمان. وكانت تطبع في بيروت لتواضع امكانيات مطابع الخط, والتي تحسن بعد ذلك مستواها فأصبحت من العدد (الثالث عشر) الصادر يوم الخميس 15/12/1374ه تطبع بالدمام بمطابع الخط المذكورة, كما أنه قد تغير اسمها من العدد (السابع) الصادر يوم السبت 15 رمضان 1374ه إلى (أخبار الظهران) بدلا من (الظهران), انتقل صديقه الملحوق إلى بيروت للعمل بالسفارة السعودية هناك وتسلم الجهيمان المسؤولية لحمل مشعل الانارة والعلم ومحو الجهل والتخلف طوال سني (74 75 1376ه) حتى لحقت بها رفيقاتها صحيفة (الفجر الجديد) ومجلة (الإشعاع) ثم مجلة وصحيفة (الخليج العربي) بعد ذلك. فإذا كان العلامة الاستاذ حمد الجاسر يرحمه الله يعد رائدا للصحافة والطباعة في المنطقة الوسطى فالاستاذ عبدالكريم الجهيمان يعد بحق رائدها في المنطقة الشرقية من المملكة بلا منازع. انتهت علاقة الاستاذ عبدالكريم الجهيمان بجريدة (أخبار الظهران) من العدد (44) الصادر يوم الاثنين 29 رمضان 1376ه الموافق 29 ابريل 1957م بسبب مقال نشر يطالب بتعليم البنات فأوقفت الجريدة وأوقف رئيس تحريرها مدة 21 يوما عاد بعدها للرياض حيث واصل حمل مشعل التنوير بكتاباته الجريئة والموجهة للطريق الصحيح للبناء لا للهدم فكان يكتب بجريدة اليمامة مع صديقه ورفيق دربه حمد الجاسر تحت عنوان (أين الطريق؟) وتحمل مسؤولية إدارتها عند سفره إلى الخارج، كما رحب وساند وكتب بجريدة (القصيم) عند صدور العدد الأول منها يوم الثلاثاء 1/6/1379ه تحت عنوان (مع الزمن) في الصفحة الأولى (والمعتدل والمايل) في الصفحة الأخيرة. إلى جانب مقالات أخرى، ونجده ايضا يشارك في الاشراف على ادارتها بعض الوقت مع إدارته لتحريرها. كما نجد ان الاستاذ عبدالله بن خميس يكتب له خطابا بتاريخ 21/2/1380ه يطلب منه اجازة مواد مجلة الجزيرة التي كان يصدرها شهريا ويقول له (أخي الكريم الأستاذ عبدالكريم الجهيمان الموقر ها هي بعض بضاعة هذا الشهر تصلك آمل تشذيبها وتهذيبها ونشر الصالح منها والتعليق عليه كعادة أخي وأود ان أنبه على شيئين أولهما: العتاب فيما لم ننشره وتحامل بعض القراء علينا لماذا لا ننشر لهم أود هنا بيان الحقيقة وواقع المجلة وأسلوبها وأنه لا ينشر كل شيء يرد إليها,, وثانيهما عدم إفساح المجال للعبارة المسرفة في إطراء الضعيف صاحب هذه المجلة فلنترك الاعمال وحدها هي التي تتكلم,, وتقبل تحياتي وتمنياتي. أخوك/ عبدالله بن خميس 21/2/1380ه ونجد أن الكلام عن أستاذنا عبدالكريم الجهيمان يطول والمجال المحدد لا يتسع لكل ما يطمح الكاتب إلى ذكره ولكنها فرصة ثمينة وفرصة غامرة لا بد من انتهازها لنذكر القليل لمن لا يعرفه وعن مبرر اختياره ليكرم من أغلى وأكبر منبر ثقافي في البلاد. وأختتم هذه المقالة العاجلة بأن أبا سهيل قد تفرغ سنوات للتأليف وفيما يلي بيان بمؤلفاته: أ قنابل (دخان ولهب) ومجموعة من المقالات التي تبحث في شؤوننا العامة,, ويقع في 214 صفحة, والتي سبق نشرها في (أخبار الظهران). 2 كتاب (أين الطريق) وهو مجموعة من المقالات التي تعالج كثيرا من شؤوننا على اختلاف مستوياتها ويقع في 336 صفحة, سبق نشرها في (اليمامة). 3 كتاب (آراء فرد من الشعب) وهو مجموعة من المقالات التي نشرت في الصحف,, عالج فيها المؤلف بعض شؤوننا العامة,, ويقع في 254 صفحة سبق نشرها في (القصيم). 4 كتاب (أساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية) ويقع في خمسة اجزاء, (مكتبة الطفل في الجزيرة العربية) وهي سلسلة من قصص الاطفال تحتوي على عشر قصص مصورة بالألوان ومشكولة. 5 (مكتبة أشبال العرب) وهي سلسلة من قصص الاطفال تحتوي على عشر قصص مشكولة ومصورة بالالوان. 6 كتاب (الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب) ويقع في عشرة اجزاء,, ويحتوي على ما ينوف على تسعة آلاف مثل. 7 كتاب (ذكريات باريس) وهو رحلة في بعض ممالك أوروبا ويقع في 189 صفحة قبل 52 عاما. 8 كتاب (دورة مع الشمس) وهو رحلة حول العالم بدأت من الغرب وانتهت إلى الشرق ويقع في 328 صفحة. 9 كتب (أحاديث وأحداث) وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي تخوض في مجالات شتى منها الخاصة,, ومنها العامة,, ويقع في 340 صفحة. 10 رسالة صغيرة باسم (محاورة طريفة بين ذي لحية ومحلوقها) ويقع في 24 صفحة ط1، 1357ه. 11 مذكرات وذكريات من حياتي يقع في 320 صفحة. 12 (رسائل لها تاريخ) من شخصيات في المجتمع الرسمي والشعبي ويقع في 340 صفحة. كما أنه عاد منذ سنة بالكتابة بجريدة الجزيرة تحت عنوان (أحداث وأحاديث) رغم عدم استمراريتها,, أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.