شعر الطبيعة هو صوت الزمان في أذن المكان كما قال الصاحب بن عباد. وحديثنا اليوم شعريا وجغرافيا عن واحد من أكبر الأودية في الجزيرة العربية وهو وادي تربه الكبير هذه أهميته أما ميزته فإنه يجمع بين تضاريس متباينة وأجواء مختلفة، حيث ينحدر من أعالي جبال السروات وأمطارها الموسمية، وينتهي في رمال نجد المشمسة، وفي أحيان كثيرة يفاجأ أهل القراء القاطنون على ضفافه بالسيل بغتة دون مطر ولا رعد ولا برق ويكون المطر قد سقط على أعالي جبال بيده في السراة قبل يوم أو يومين. وفي هذا الوادي تكثر الأشجار والنباتات الخضراء والغابات والعيون القريبة من بعض وكأنه نهر متقطع كما قال عنه الأستاذ/ حمد الجاسر -رحمه الله-. وينتظم على عقد هذا الوادي أكثر من (100) قرية وبلدة ومركز وأكبرها على الإطلاق (مدينة تربه) بكثافة سكانها وعمرانها وأحداثها التاريخية التي اخترقت القرون ولا يزال يتردد صداها حتى اليوم. وأول جسر بني على هذا الوادي كان في مدينة تربه وينطقه العوام بالاسم التركي على طريقة أهل مصر (كبري) ولا أدري لماذا لا ينطقونه بالفصيح (جسر) على طريقة أهل العراق. وهذا الوادي تتكون منابعه الأولى من أودية كثيرة سرعان ما تتحد في وادي واحد كبير هو (وادي تربه) منبت النخلة ومرتع الناقة كما يقال عنه في الأمثال الشعبية. قال الشيخ مقعد بن حاسر بن محي -رحمه الله- مانزلنا على مفرق ثمانين وادي غير حاسين دقلات القوي والضعيف وقال الشيخ محمد بن غنام -رحمه الله- انا وطيرا فالصبيخا ولايف في وادي فيه النخل والحلالي البل وميال العذوق الردايف هاذيك فيد موفقين العيالي وقال الفارس بخيت العطاوي لاغرهد القمري ونو الحيا طاح واضعوننا واضعونهم جت تبارا مقايضهم في وادي غردقه فاح ومقياضنا مران عد العشارا وقال الشاعر صنيدح الهمرق العتيبي -رحمه الله- يابكرتي سجي ترى العصر ممساك واد تربه ديرة ظهور السواني لاجا حضن يابنت ريمان يمناك لدي عيونك في وسوم العواني قال زايد بن زعكان -رحمه الله- وادي تربه لاصرت في لاهب القيض حسوه قراح ومثمرات غروسه عذقه يلوح وطلعه اكبر من البيض وليا استواء مالت على الأرض روسه وقال مناحي بن دواس -رحمه الله- جينا مع العبله بعد رعي الاقفار منابت القفعا مرب الوضاحي مرباعنا من خدة النير ويسار ومقياضنا واد تربه والبطاحي وقال سفر الخيال -رحمه الله- وادي تربه فالليل لجة نجوره تقعدك لو انك على الخد نايم اخذت به عقب رمضان الفطوره ونهضت مثل اللي من النوم قايم ومن الشعراء المعاصرين قال الشاعر المعروف المعني البقمي -رحمه الله- يبو محمد كان جيتو هو البال تكفى سلامي للحبيب ترده واد تربه لحبيب العين مدهال لو كان جدي مايقارب لجده ولاني من أبناء تربه وهذا الوادي قلت واد تربه تاريخ من صفحة المجد بارض الجزيره قطعة من بلادي قبل الحجاز وفي طرف عالية نجد مدينة تنعم على جال وادي فيها النخل حلو الثمر نادره وجد من كثرته تحسب خضاره سوادي عندي علاها اكبر من الحب والوجد ومن عشق مي وياسمين وهنادي نخيل وادي تربه