اعتاد مزارعو النخيل في مثل هذه الأيام من كل عام تلقيح أو تأبير النخيل بعد “الفلق” وهو خروج العذوق من أكمامها “الكافور” وذلك بنزع “ الكافور” عن العذق ووضع شماريخ اللقاح التي تؤخذ من “الفحال” وهو ذكر النخل وما يتبعها من عملية الجرد أو التقليم أو التنظيف ، ويفضل التبكير به وإن تأخر بعض الأيام فلا بأس لكن في أيام “الحميم” وهي الأيام الأخيرة من الفلق يجب عدم التأخير أو التبكير. ووصف أحد المهتمين بزراعة النخيل علي بن عايض الشهراني عملية اللقاح بأنها تتم بوضع شماريخ الفحال داخل العذق ورؤوسها إلى أعلى والبعض الآخر إلى الأسفل ليصل اللقاح إلى كل العذق ، وبعد ذلك يتم ربطها بالخوص ، وأثناء عملية التلقيح يفضل قص شماريخ العذق إذا كانت طويلة ما يعادل قبضة اليد كما يفضل خلع أو قص بعض العذوق إذا كانت كثيرة للتخفيف عن النخلة ولضمان جودة الثمرة وكبرها خاصة الصيفي منها وليست “المبكرة”، وبعد هذه العملية يلتزم بالاقتصاد في المياه “الري” وخاصة في فصل الشتاء حتى اكتمال الثمر واستدارته في العذق،مؤكداً أنه لا يفضل التلقيح أثناء نزول المطر مباشرة ولا أثناء هبوب العواصف والرياح. وأفاد أن مرحلة تقليم سعف النخلة وإبعاد الشوك “ التبريش “ بالتقليم والتنظيف مع عملية التلقيح تكون مرة واحدة لطلوع النخلة حيث بعضها تكون طويلة ولا يو جد بها كرانيف وهو رؤوس السعف التي تم تقليمها والبعض تنظف ،ويقلم السعف والقيام بالتلقيح والتأكد من ان الكافور انفتح ، ثم القيام بالطلوع إلى النخلة وقص الكافور ووضع اللقاح وربط العذق من اعلاه. وشرح أن ملاك النخيل يعمدون هذه الأيام الى متابعة نخيلهم من أجل عملية التلقيح وهو أخذ الكم الذي يحمل اللقاح من النخلة الذكر ووضعه على عذق النخلة الأنثى وضربه فوقها حتى يتساقط على عذق النخلة من اللقاح مادة تسمى بالبودرة ومن ثم يأخذ بعضاً من اللقاح ويقوم بإدخاله وسط قناء النخلة أو عذقها ويربطه ويتركه وبعد مضي أسبوعين أو أكثر تقريبا يقوم عذق النخلة بفك نفسه وتنتهي عملية التلقيح عند هذا الحد وينتظر مالك النخل إلى ما يقارب الستة شهور أو أكثر من أجل التعرف على النخل الذي قبل عملية التلقيح حيث إن هناك بعضا من النخيل لا تقبل التلقيح من أول مرة ولكن بعد ستة شهور لا يستطيع مالك النخل تلقيح من لم يقبل عملية التلقيح من نخيله لكون مرحلة التلقيح انقضت. وأبان أن عملية التلقيح تحتاج إلى رجل متمرس يجيد عملية التلقيح بشكل جيد يضمن من خلاله الحصول على بلح النخل في مرحلة أخرى قادمة تسمى مرحلة الطلع مؤكداً اهتمام ملاك النخيل والمهتمين به بتلقيح نخيلهم في هذه الأيام وعدم تأخير وقت التلقيح لضمان استجابة النخلة في هذا الوقت لعملية التلقيح بشرط أن يقوم المزارع بالتأكد من سلامة النخلة من الأمراض وتلقيحها بشكل جيد مع المحافظة على عدم سحب قناها أو عذقها حتى لا يتعرض القناء أو العذق للكسر وبذلك يفقد استجابة نخلته للتلقيح. وأضاف ان المزارعين يتفقدون النخيل للتأكد من تلقيحها وبعدها القيام بالتعكيس وهو التقليل من العذوق وتخفيف حمل النخيل وهو من الطرق المهمة لما لها من تأثيرات مباشرة على كمية المحصول ونوعية الثمار وكبر حجمها، إذ يهدف الى التخفيف والموازنة بين حمل النخلة وقوتها الإنتاجية مبيناً أن التخفيف له عدة طرق منها التخفيف الكلي من حمل النخلة بحيث يكتفى بعشرة عذوق فقط والباقي يقص والطريقة الثانية قص ثلث العذق وهي الطريقة المنتشرة بين المزارعين وهي الأسلم والثالثة القص من وسط العذق ، والهدف من جميع الطرق السابقة أعطاء نمواً كبيراً للتمر في الشمراخ نتيجة تهويته وتعرضه لكمية أكبر من الشمس بعكس النخل الذي تكون فيه كمية العذوق كبيرة، حيث تزدحم حبات التمر بجانب بعضها البعض مما لا يترك مجالاً للنمو وقدرة أكبر للحصول على غذاء أكبر. وأبرز أن المزارعين اعتادوا على نسج أهازيجهم الخاصة وترديدها أثناء الزراعة والعمل في المزارع حيث يرددون أهازيج مختلفة في وقت الحرث والحصاد وتصريف جريد النخل وتقليم شجره وقطع ثماره وأثناء سقاية المزارع لتنسيهم التعب ، فهي مسلية لهم في تأدية هذا العمل كما أنها تسهم في معرفة أصوات بعضهم من أعلى النخيل في المزارع المتقاربة من بعضها البعض لافتاً أنه مما يرددونه أثناء التلقيح قولهم “ لا اله الا الله يالله عليك توكلنا اللهم منا اللقاح وعليك الصلاح أصلحها يا والينا وواليها “ و“ افلحي الله يسويك منا اللقاح ومن الله الثبات “. وأوضح أن الأهازيج تختلف من مكان لآخر ، ويختلف المزارعون في اداء الاشعار والأهازيج فقبل البدء بالتلقيح يقول “ ذي بطيط وذي بطيط والكنف مليان لقاح “ ويصدر صوتاً عند البدء في تلقيح النخيل وبعد الطلوع على النخلة وعند وضعه على جريد النخلة يقول المزارع “ لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم عليك توكلنا أصلحها يا والينا وواليها “، وبعدها يقوم بعملية التبريش وهى تنظيف سعف النخيل من الشوك ثم يقوم بقطع الكافور ووضع اللقاح والقيام بربطة حتي لا يقع اللقاح وينثر عليه بعض البودرة من اللقاح لتتم بعد ذلك عملية التلقيح.