في السنوات الأخيرة، ظهرت ظاهرة جديدة في سوق العمل؛ وهي حضور دورات وندوات التدريبية بعضها لا تملك تأثير ملموس والهدف من ذلك هو الحصول على شهادات وتعبئة السيرة الذاتية. هذه الظاهرة، على الرغم من نواياها الحسنة، قد أدت إلى تشتيت السير الذاتية وإعطاء انطباع غير جيد لمسؤولي التوظيف عن المتقدمين للوظائف. السيرة الذاتية هي الطريق للحصول على مقابلة شخصية، ولكنها ليست الطريق المباشر للحصول على الوظيفة. لذلك، من المهم أن تكون السيرة الذاتية مختصرة بحيث بتمكن مسؤول التوظيف من استعراضها بنظرة سريعة وتكون وموجهة بشكل واضح إلى الوظيفة المتاحة أو التوجه المهني للمتقدم. فمسؤولو التوظيف لا يسألون عادةً عن عدد الدورات والشهادات التي حصل عليها المتقدم، بل يركزون على الخبرات العملية والمهارات التي تدعم السيرة الذاتية. في الواقع، الشهادات المهنية الاحترافية هي التي تستحق الاستثمار والدفع المالي للحصول عليها، لأنها تضيف قيمةً حقيقية إلى السيرة الذاتية. أما الدورات والندوات الأخرى، فقد تكون مطلوبة من قبل بعض جهات العمل « التي غالباً ما تكون شريكة في هذه المشكلة « كشرط للترقية أو التقييم السنوي، دون الالتفات إلى جودة هذه الدورات وارتباطها بعمل الموظف. في النهاية، من المهم أن تكون السيرة الذاتية موجهة وهادفة، تركز على الخبرات والمهارات المطلوبة في سوق العمل، وليس على مجرد الشهادات والدورات التدريبية التي قد تشتت انتباه مسؤولي التوظيف. * مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية