على مستوى الأفراد، والمنظمات، والدول، حين يتجه البحث عن أعذار خارجية تبرر عدم النجاح، فالمرجح أن الوضع لن يتغير ولن يتطور، الأعذار خارج أسوار الأفراد والمنظمات والدول كثيرة أبرزها نظرية المؤامرة، حالة عدم النجاح تؤدي بصاحبها إلى ممارسة الإسقاط وهو وسيلة دفاعية خادعة، ممارس الإسقاط يتسم بصفة النرجسية وعدم الاعتراف بالأخطاء، ولهذا يتمادى في هذا السلوك فيلقي بأسباب الفشل على الآخرين، ومن أنواع الإسقاط ما يعبر عنه المثل المعروف (كل إناء بما فيه ينضح)، إذ يرمي الشخص صفاته السيئة ويلصقها بالآخرين. وعلى مستوى الدول يحدث أن تقوم دولة متخلفة برمي تهمة التخلف على دولة أخرى، ومن سمات الدول المتخلفة –المشهورة بالشعارات- الدفاع عن تخلفها باستخدام كلمة واحدة سهلة الاستخدام (مؤامرة)، ومن صفات تجار الشعارات عدم الاعتراف بنجاح الدول الأخرى، والتشكيك، ونشر الشائعات والعمل الدؤوب لتشويه النجاح لأنه يكشف أساليب المخادعين للشعوب. نجاح الأفراد والمنظمات والدول لا يتحقق بالشعارات والخطابات الحماسية، هو نتاج عمل منظم وجهود وفكر وخطط واستثمار في القدرات البشرية واستثمار للموارد الطبيعية. نرجسية بعض الدول هي إدمان للفشل نتيجة التعلق بوهم التفوق وبالتالي تستمر الأخطاء نتيجة فكر خاطئ فيستمر الفشل ويستمر الدفاع عن الفشل بسلاح منتهي الصلاحية هو نظرية المؤامرة. الأفراد والمنظمات والدول الذين يحققون النجاح والتميز في مجالات مختلفة لا يحتاجون إلى شعارات وخطابات، إنجازاتهم تتحدث عنهم، أحوالهم علم وعمل وواقعهم جودة حياة، ومستقبلهم رؤية واضحة، عمل يخضع للتقييم والتزام بالتطوير المستمر، وإذا حدثت أخطاء –وهو أمر وارد لكل من يعمل- يتم الاعتراف بها بهدف حلها. تجار الشعارات والخطابات والأعذار يفتخرون بأنهم بلا أخطاء، قد يكون ذلك صحيحاً لأنهم لا يعملون! ورغم حالة الفشل الثابتة فإن أبطال هذا الفشل لا تتحقق متعتهم إلا بالتحول إلى أعداء للنجاح والناجحين، ومن أهم الأسلحة المستخدمة في محاربة النجاح: رفع الصوت، وإطلاق أكاذيب وعبارات غير منطقية، وبث الإشاعات وتوزيع الاتهامات لتحقيق إثارة تحاول إبعاد أنظار الرأي العام عن فشلهم. يحدث هذا على مستوى الأفراد والمنظمات والدول في مجالات مختلفة.