ثقافتنا وأصالة تراثنا وموروثنا وصل للعالمية، اليوم وفي وقتنا الحاضر المُشرق على مدار العام حراك ثقافي أدبي فني مسرحي اقتصادي سياحي من خلال فعاليات متنوعة، جمال تراثنا وموروثنا ولا أروع، كلما سافرت خارج أرض الوطن ورأيت تراث الآخرين ازددت يقينا بتميز تراثنا وأصالة وعراقة موروثنا وتراثنا؛ وخاصة في هذا العهد الزاهر استقطاب الكثير من المؤثرين من فنانيين وأدباء ومفكرين وغيرهم. وأننا لا نزال نعيش في عبق تاريخ أصيل، وتراث وموروث وفن فريد ومع تنوع الثقافات وأصالة التراث والموروث في السعودية أصبح مطلب للجميع، يتشاركون فيها، ذلك لأن ثقافة أي أمة تشكل سمات مواطنيها، فالثقافة أولاً وآخراً، تقوم على أساس أن الإنسان ليس ناقلاً للقيم الثقافية فحسب، بل هو صانعها ومبدعها، وبذلك يخلق منها قيما جديدة تتناسب مع متغيرات الواقع، ولنتذكر أن الإنسان يحقق المعرفة والإدراك الذاتي عبر المعاناة يعد جهل الإنسان بنفسه أشد أنواع الجهل خطورة، ونظراً لأن النفس البشرية لغز كبير، نحن بحاجة إلى أدوات جيدة تساعدنا على معرفة أحوالنا الخاصة، والوقوف عند إمكاناتنا الكامنة، وحقيقة المشكلات التي نعانيها، والمصاعب التي تواجهنا. ومن يعرف نفسه من خلال الوعي الذاتي، يعرف كيف يسيطر على نوازع الذات، وعلى بيئته وعلاقاته. يعرف الوعي الذاتي: بأنه ما يحصل في دماغ الفرد أثناء صحوه أو أحلامه، من خلال الشعور والإحساس به، ويطلق على المنطقة التي يحدث فيها الوعي ساحة الشعور أو سبورة الوعي، أو الذاكرة العاملة، أو النفس، أو الأنا الواعية، أو الذات المدركة. من الثابت معرفياً أنه لم تقم نهضة لأمة، إلا وكانت الثقافة في قلب مشروعها، كما لم تتخبط أمة في حالات الانتكاس والتقهقر، إلا وكانت مسألة الثقافة في قلب وجودها للخروج من مأزقها، واستعادة مكانتها وانطلاقها. إن الحياة الثقافية إذا ما نظرنا إليها في حقيقتها المتعددة الأوجه والأبعاد، فهي تشكل بعداً من أبعاد الحياة، حاضرة موضوعي واع في حياة كل منا كبشر، بحيث لا تعود الثقافة ميداناً معزولا، أو لا تقدر أن تكون تعبيراً عن اهتمامات مجردة حقيقية محسوسة، بل تغدو تطلعاً إيجابياً واعياً، يفتح بنفس الوقت آفاقاً غير محدودة لتظهر إمكانات كل فرد في تفعيل هذه الوظيفة الجديدة، والتجديدية للثقافة، لكونها عنصرا جوهريا في إحياء البلدان وإعمارها. ويبقى أهم ما تعنيه الثقافة، يتمثل في توكيد ذات الفرد في جميع الأدوار الاجتماعية، من خلال إيجاد علاقات جديدة بين الفرد والمجتمع، وإشراك الجميع في تقرير جميع الشؤون التي تهمهم، وتنفيذها أيضاً. إن بحث الأفراد في البلد الواحد على تحسين وعيهم لأنفسهم، من خلال تطوير قدراتهم باستمرار، وزيادة معلوماتهم العامة، وتجاوز الحدود التي يفرضها التخصص في حياة المجتمع الحديث، يبرز لنا غاية وأهمية الوعي الذاتي في توظيف المكتسبات المعرفية في مواقف الحياة متعددة الأغراض، ونحن البشر المتسقون في أرجائها بثقافاتنا مع اختلافنا في كثير من الثقافات حسب كل دولة، ويبقى الإنسان يبحث في هذه الجوانب ويقارن خاصة الرحالة متعددي السفريات.