من المعروف أن التراث الشعبي يرتبط بالماضي والحاضر المتحرك من أجل الوصول لمستقبل مشرق ويعمل الأدب الشعبي على تنمية الحس الوطني ويجسد الرغبة على الانعتاق من عصر العولمة المتسمة بحضارة المادة ويبشر بعصر الانبلاج الجديد من ربق التبعية والعمل على صنع الهوية والخروج من واقع مظلم متكلس لأن هذا الموروث الشعبي يحمل مضامين التجديد والتنوير لكل مثقف واعٍ يريد أن يكون قريباً من الاصالة والصدق عندما يستقي مادته من أصالة الأمة ويعبر بصدق عن حركة الواقع والالتقاء بشمولية مع جميع ثقافات الشعوب المختلفة والرغبة في اظهار جميع انماط القيم الإنسانية التي تشكل في مجملها منظومة متكاملة لحياة الأمم وطرق سلوكها وبذلك يصل من يطلع على الأدب الشعبي إلى ميدان امتلاك واقع الحياة معرفياً والاطلاع على معرفة تفكير الإنسان الحاضر والماضي وبذلك يقدر على رصد تحولات واقع الحياة لأن الادب الشعبي هو عنوان الاصالة فيه قوة المعنى والمضمون وعمق التجربة وهو ميدان لروضة غناء تفوح بعبق ورائحة الماضي المتواصل مع الحاضر فيه توظيف جيد لمفردات الذاكرة الإنسان لأنه يسير مع الاصالة واليها مشبع بالجودة والنضج نحن الآن في حاجة إليه لاننا نعيش الآن احلك فترات التسطيح والتهميش والتراجع المعرفي الاصيل مع عجز ملموس عن تشكيل مشروع ثقافي تنويري يعتمد اظهار الاصالة وابراز الهوية والخصوصية ضمن تجسيد شخصية البطل في القصة ونحن أمة غنية بتراثها من الفنون التي لا يمكن إغفالها ولدينا نماذج حية من التراث الذي يحمل السمات الحضارية لبلادنا ونختص به مثل أنواع العرضة في الوسط والجنوب والشرق والغرب من الوطن وكذلك فنون الرد والخطوة والمجسات والمجرور ويلي وحبوما والدانات والحدرى والسامري والكسرة والزهيري والمزمار والسمسمية والربابة والدحة والردح بالاضافة إلى فنون المعمار والزخرفة وصناعة الأواني والاخشاب كل فيه تكوينات فنية مع زخرفة الكتب والخط العربي وتجليد الكتب كذلك نجد القصص الشعبية والاسطورة والامثال الشعبية وجميع مفردات الحياة الشعبية وتطريز الملابس وتجد الادب الشعبي يمثل قدرة الإنسان الذي صنعه على تطبيق مفهوم الاكتفاء الذاتي ويحمل هذا الأدب الشعبي رموز حياة الإنسان لانه يرتبط بالأرض مثل البناء الذي تجلب ادواته من البيئة حيث يستطيع معلم البناء والنجارة استخدام المواد الخام وتطويعها لانجاز مهنته وفي ذلك براعة وجودة ورقي فني وتقني فما احوجنا إلى إعادة هذه المهن من جديد من خلال معاهد مختصة.