نظمت هيئة المتاحف لقاءً مفتوحاً افتراضياً بعنوان «إعادة إحياء التاريخ والتراث.. تحويل المباني التراثية إلى متاحف»، بهدف استعراض التجارب المحلية والإقليمية في تأهيل وترميم المباني التاريخية وإعادة توظيفها؛ لتصبح متاحف أو مراكز ثقافية. وأدار الحوار الرئيس التنفيذي لمركز بوتقة للبحوث والدراسات العمرانية فهد اللويحان، وشارك فيه كلّ من المهندسة المعمارية سلوى سمرقندي، والمختص في العمارة التقليدية الدكتور سامي عنقاوي، والمستشار في الهيئة الملكية للعُلا والمختص بالترميم التراثي المهندس فؤاد حسنين، والمهندس محمد المفتي. وسلّط المتحدّثون الضوء على طرق إبراز المباني التراثية وإعادة توظيفها، واستعرضوا التحديات والمعايير التي يجب المحافظة عليها عند ترميم المباني التراثية، كما عرّفوا بأبرز التجارب المحلية والعالمية في هذا المجال. كما تناول المشاركون ما يميّز عملية ترميم المباني التاريخية عن ترميم المباني العادية، حيث أوضح المهندس حسنين والدكتور عنقاوي أنّ عملية ترميم المباني التراثية عملية متسلسلة ومتكاملة تبدأ بالتوثيق التاريخي لمعرفة تاريخ المبنى ومدى ارتباطه بمحيطه. وأوضحت المهندسة سمرقندي أنه في حال عدم العثور على وثائق وأرشيف مكتوب، يلجأ المعماريون إلى التوثيق التاريخي الشفهي الذي يؤخذ من الناس التي تربطها علاقة مع المبنى أو المنطقة المحيطة به. وتحدّث المشاركون عن أبرز التحديات التي تواجه المعماريين في عملية ترميم وإعادة تأهيل المباني التاريخية، مشدّدين على أهمية إعادة بناء أو تكوين المبنى التاريخي وفق الاستخدام المطلوب على شرط عدم المساس بأصالة المبنى، إضافةً إلى استعراض تجربة وزارة الثقافة في ترميم مبنى «بيت المنوفي» وهو مبنى تاريخي في منطقة جدة التاريخية (البلد)، وفي إعادة توظيفه ليصبح «متحف مركز طارق عبدالحكيم»، الذي افتتحته الوزارة في ديسمبر 2023 تكريماً لإرث الموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم واحتفاءً بالتراث الموسيقي للمملكة، وكذلك الجهود الدولية الحثيثة تُبذل لتوحيد ترميم التراث العمراني في بعض معاييره. وأجمع المشاركون على أنّ ترميم وتأهيل المباني التراثية لتحويلها لمتاحف ومراكز ثقافية عملية تسهم في الحفاظ على التراث مع إعطائه قيمة ثقافية معاصرة. يأتي هذا اللقاء ضمن اللقاءات الشهرية التي تنظمها هيئة المتاحف لمناقشة واقع القطاع، وتوفير رؤى قيمة لتطويره.