تحاول ورقة ستقدمها جامعة نجران ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الذي ينطلق اليوم رسم منهجية علمية لتدريس مادة عن التراث العمراني وترميمه، وذلك كبادرة نادرة على مستوى الجامعات السعودية. وذكر معد الورقة عضو هيئة التدريس بجامعة نجران الدكتور محمد حمدي محمود أن الورقة تقترح خطة دراسية تعطي الطالب دراسة أكاديمية وتطبيقا عمليا مكثفا بحيث يستطيع بعد تخرجه إتقان أبرز متطلبات المهندس المحترف في مجال ترميم الآثار والحفاظ عليها، ومنها أن يتقن الحصر والتسجيل والتوثيق والتصنيف وحماية عناصر التراث من المخاطر والتأهيل والإحياء لعناصر التراث العمراني وإعادة توظيف هذه العناصر وتطبيق تقنيات وأساليب الصيانة والترميم واستخدام مواد وأساليب البناء المناسبة للأثر العمراني وإطلاع الطالب على أحدث التجارب الواقعية (المحلية والعالمية) المتعلقة بالتعامل مع التراث العمراني. وأضاف الدكتور حمدي: الأهم هنا هو أننا نهدف من خلال هذه الخطة الدراسية أن يقوم الطالب بالتطبيق الواقعي على مشروع ترميم لمبنى معماري تاريخي قبل أن يجاز في المادة العلمية. ويؤكد الدكتور حمدي أن الجامعة حرصت على أن تكون ورقة عملية يمكن تطبيق محتوياتها على أرض الواقع. وقال: يخلص هذا البحث إلى إيضاح دور الجامعة وإمكانية مساهماتها في دعم التراث العمراني بشكل غير مباشر من خلال نشر معرفة وثقافة التعامل مع التراث العمراني كبعد حضاري ذي أهمية بالغة، وذلك عن طريق تأهيل كوادر من المهندسين ذوي الكفاءات للتعامل مع التراث العمراني بما يتناسب مع أهميته. بالإضافة إلى إرساء أسس المعرفة الأكاديمية المرتبطة بالجوانب العديدة للتراث المعماري وربطها بالواقع. وختم: يوصي البحث بأهمية التركيز على التعامل مع التراث العمراني من خلال مناهج علمية لوضع إستراتيجيات وخطط وأولويات لتحقيق أفضل السبل الفعالة والمستدامة لحماية العناصر التراثية، وتأهيلها وإحيائها معماريا وعمرانيا، وتنميتها ثقافيا واقتصاديا، وكذلك إدارة مواقعها- كل ذلك من خلال ووفقا للمعايير والمواثيق المحلية والإقليمية والدولية.