عاد يومُ التأسيس بعبقه وبهجته وتفاصيله الثرية، عاد لنحتفي مجددًا بإرثنا الفاخر، ونعبِّرَ عن ارتباطنا الوثيق بجذورنا. فالوطن في حالة بهاءٍ بمخزونه القديم، والشوارع والأماكن والقلوب وشعب طويق جميعهم في حُلَّةٍ واحدة من الحب والسموِّ والاعتزاز، يعانقون هُويتهم بعلو، ويحكون عن انتمائهم لهذه الأرض الطيبة. نحن نعودُ إلى البدايات لنعرف أيّ وطنٍ نعيشُ فيه، نعودُ لذلك المجد لنحاربَ كل تلك الفئات الضالة التي تحاول النيل من ماضينا وحاضرنا، فرغم كل هذا التحديث الزمني إلا أننا شعبٌ نزهو بماضينا الذي يحمل بين طياته أجدادنا بكل ممتلكاتهم الثمينة والتي بقيت دلالاتٍ عميقة حتى هذا اليوم، فمن خيولهم الأصيلة وصقورهم البارعة وحتى نخيلهم بثمارها وسعفها وجريدها، من أسواقهم وحكاياتها وحتى رايتهم العظيمة والتي امتدت حتى اليوم حاملةً كلمة التوحيد. ثلاثة قرونٍ مضت ونمت وأزهرت، فما نحن عليه الآن هو امتدادٌ لتاريخٍ عريق، وما نعيشه من أحداثٍ آمنة هو استكمالٌ للحكاية، فالإمام محمد بن سعود -طيب الله ثراه- وضع أسسه القوية في إدخال الأمن والأمان بين الناس وسد احتياجاتهم، وفي توثيق الأواصر المجتمعية والاهتمام بالتعليم وتنظيم الموارد لهذا الوطن العظيم. كان الرباط بينه وبين الناس وثيقًا، وكانت أبوابه مفتوحة للجميع، حيث إنه حرص على توحيد الناس قبل الجغرافيا، وضع قيَمه في أرضٍ خصبة فأنجب أعوامًا مثمرة. وها نحن اليوم نضاهي دول العالم نماءً وحضارةً وعلمًا وفنًا وتاريخًا، ها نحن نتجاوز الجميع بقادتنا النبلاء وبانتمائنا الكبير. دام هذا الوطن العظيم بحكامه وتفاصيله وشعبه وتاريخه العميق.