كنت قد قدمت ورشة عمل تدريبية عن طريقة الكتابة الإعلامية، وانبث عنها محاضرة قدمتها عن الفرق بين الكتابة الإبداعية -ويقصد بها هنا- الكتابة الأدبية، شكراً كانت، أو قصة ورواية أو غير من الكتابات الإبداعية، التي أميل كثيرا بتسميتها الإنتاج الإبداعية، أو الكتابة الإبداعية مبتعداً عن التسمية القديمة لها، وهي: الكتابات الأدبية، لكون مفهوم الأدب كان في السابق يحمل معاني عدة، ذكرت بعضها في مقالي السابق، الأسبوع الماضي، بعنوان: «حكاية الثقافة وبنو أنف الناقة» الذي نشر الخميس الماضي في هذه الصفحة. وقد اهتممت بهذه الفروق بينهما، الكتابة الإعلامية، والكتابة الإبداعية، ويمكن أن أجملها هنا، خلال أسطر بسيطة، لأن الحديث حول تلك الفروق يطول. فالكتابة الإعلامية: تهدف إلى نقل المعلومات بشكل سريع وواضح للجمهور، وتستخدم لغة بسيطة ومباشرة وتركز على الحقائق والأرقام والأحداث الحديثة، أما الكتابة الأدبية فتستخدم لغة جميلة ومعقدة وتهتم بالتعبير عن الأفكار والمشاعر بطرق فنية ومبتكرة، وهي لغة مبطنة قابلة لتعدد التأويلات، وكلما كان النص الإبداعي أو الأدبي منفتحاً على تأويلات أكثر كلما كان أكثر إبداعاً، والعكس صحيح، كما أنها لا تسقط عندما تدخل في اللغة، أو الأسلوب المباشرة، وهو عكس تماماً أسلوب الكتابة الإعلامية. ومن الناحية الفنية، الأدب أو الإبداع يعتبر فناً، أداته الكلمة وهي تطلب في ذاتها لأنها جوهر التعبير ونبضه، بينما الإعلام مهنة وأداته الكلمة وهي وسيلة لنقل الخبر. وعلى سبيل المثال، الكتابة الصحفية لا تحتاج إلى عنصر التشويق والإثارة للقارئ من البداية، فالنهاية تكون في البداية بدلاً من المقدمة، ثم تأتي التفاصيل بعدها. أما الكتابة الأدبية فتتكون من مقدمة ثم المتن أو التفاصيل والسرد ويليها في النهاية الخاتمة. تلك أبرز الفروق التي أتمنى مستقبلاً أن أتوسع فيها لأقدمها في كتاب.