تشرفت بالمشاركة في الندوة التي أقيمت في الرياض مؤخرا، ندوة الإعلام والصحافة الرياضية الدولية التي افتتحها صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، والتي نظمتها مشكورة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، والأكاديمية الأولمبية السعودية بالتعاون مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، هذه الندوة والتي شارك فيها أكثر من 100 من الإعلاميين الزملاء، وشارك في حفلها الختامي الرئيس التنفيذي الأمين العام للجنة الأستاذ عبدالعزيز باعشن ومساعد وزير الرياضة لشؤون الإعلام الدكتور رجاء الله السلمي. الفكرة الأساسية من وراء عقد هذه الندوة هو العمل على بناء أطر رئيسة نسعى من خلالها إلى تمكين العمل الإعلامي السعودي الرياضي لمواكبة النهضة الرياضية الشاملة التي تشهدها المملكة، والتسلح بأحدث الوسائل العلمية والعملية المتطورة في مجال الإعلام الرياضي، لكي نتمكن من بث ونقل المسيرة والقصة المميزة والمبهرة للحركة الرياضية إلى العالم كله، لتكون معززا أساسيا ورئيسا للنهضة الشاملة والتطور الهائل الذي تشهده المملكة في كافة المجالات وجميع الميادين. وعلى الرغم من أننا في المملكة لدينا مساحة واسعة من الإعلام الرياضي المتخصص، إلا أنه وللأسف الشديد فإن هذه المساحة رغم اتساع المشاركة فيها، إلا أنها ما زالت محصورة في نطاق ضيق تتحكم به ميول و تعصبات رياضية وفرقعات إعلامية، تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين المحليين، وخدمة جهة أو نادٍ أو إدارة على مصلحة الرياضة السعودية الشاملة، وهذا الأمر بحساسيته وأهميته، كنا كثيرا ما قد نقرنا ناقوس الاهتمام به، وضرورة تصويب الوضع وتحسين وتطويره. العالم كله الآن بدون مبالغة ولا استثناء، يتابع ما يحدث في المملكة اليوم، خاصة بعد ما تم من عمليات استقطاب لكبار اللاعبين المشهورين في كرة القدم، وعليه فإن هذه المتابعة العالمية لهؤلاء الكوكبة من النجوم، لا بد أن يتم استغلالها لكي تصل الرؤية السعودية إلى كل بيت وكل مؤسسة وكل منظمة في العالم كله، لا بد من استغلال هذه الوضع القائم الذي هيئته ودعمته الدولة -حفظها الله-، لكي نقدم الصورة الحقيقية المشرقة المحبة للسلام والأمن والتعاون، إلى كل شعوب العالم. متأسفا مرة أخرى، فإن الإعلام الرياضي الداخلي ما زال مغلقا على نفسه، وما زال في صراعات داخلية، نفس اللغة ونفس الطرح ونفس الأسلوب، وكأننا نشاهد برنامجا رياضيا تم بثه قبل أربعين عاما، حتى مكررا أسفي أيضا، عند تناول بعض الإعلاميين لملف الدعم الحكومي، فإنه يقدم في بعض الأحيان على صورة تهمة أو محاباة لنادٍ على حساب آخر، وهذا ما جعل وزارة الرياضة بوجه أخص والاتحاد السعودي للإعلام الرياضي واللجنة الأولمبية البارالمبية، الكل يتحرك لكي يتم تصويب الوضع وتصحيح المسار. عودة على الندوة والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وعلى عدة جلسات، تحدث بها وأدارها كبار الأسماء المختصة في المجال الرياضي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية جياني ميرلو، البروفيسور في جامعة برشلونة والعضو المؤسس باللجنة العلمية الأولمبية الدولية ايميليو فيرنانديز، وكان واضحا جليا لنا من خلال هؤلاء المتحدثين أنهم جميعا متفقون على أهمية استغلال الواقع الرياضي لخدمة المسيرة الوطنية بشكل عام، وأن النجاح الإعلامي في الشأن المحلي أمر لا بد وأن يكون تحصيل حاصل، ولكن النجاح على المستوى العالم كله، يحتاج إلى وجود هيكلية تنظيمية واضحة الأسس والقواعد. نريد الوصول إلى مرحلة أن العالم المحب والمتابع للشأن الرياضي، يهتم بأخبار المملكة ونجومها وأحداثها، بانيا فكرته على أن المملكة العربية السعودية دولة مدنية نموذجية في التطور والازدهار وإدارة مواردها واستغلالها في الاتجاهات الإيجابية، وأن الحركة الرياضية مؤخرا إنما هي نتاج دراسات وخطط معدة مسبقا، لا نريد أن ينظر العالم لنا على أننا دولة غنية لديها قدرة مالية وفقط، وأن ما يحصل اليوم هو مجرد تجربة أو مغامرة، بل هو استثمار طويل الأجل، وهو ترويج سياحي اقتصادي تجاري، هو تأكيد على الواقع الأمني الرصين الذي تعيشه المملكة اليوم، والذي لن تتنازل عنه بتوفيق رب العالمين دائما وأبدا.