قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش "حيد" 26 مسلحا كرديا في شمال سوريا خلال الليل، ردا على هجوم صاروخي على قاعدة تركية، وذلك في تصعيد للتوتر بعد نحو أسبوع من هجوم بقنبلة في أنقرة. وقالت أنقرة: إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته وحدات حماية الشعب الكردية السورية على القاعدة التركية، أدى لمقتل شرطي تركي وإصابة سبعة ضباط وجنود في منطقة دابق بشمال غرب سورية مساء أمس الخميس. وأضافت الوزارة أن تركيا شنت ضربات جوية بشكل منفصل ودمرت 30 هدفا للمسلحين الأكراد، في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ. إسقاط مسيرة تركية في الحسكة إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن الولاياتالمتحدة أسقطت أمس الخميس طائرة تركية مسيرة مسلحة، كانت تحلق بالقرب من قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، هو أمر يسلط الضوء على تصاعد التوتر بين الجانبين. وقال متحدث باسم البنتاجون، إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية في الحسكة بشمال شرق سوريا، وإن طائرة مسيرة اقتربت من مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأمريكية وبالتالي اعتبرت تشكل تهديدا وأسقطتها طائرة من طراز إف-16. من جانبه مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن الطائرة المسيرة لا تتبع الجيش التركي. لكن مصدرا أمنيا قال: إن جهاز المخابرات الوطنية التركي نفذ ضربات في سورية ضد أهداف للمسلحين الأكراد. وقالت أنقرة أمس الخميس إن تنفيذ عملية برية في سوريا هو أحد الخيارات التي يمكن أن تدرسها، ونفذت تركيا عدة عمليات توغل بري من قبل في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب. استهداف محطة للغاز وفي سياق ذاته استأنفت تركيا ظهر الجمعة قصفها بالمسيرات مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، في شمال شرق سورية مستهدفة أبرز محطات الغاز، وفق مسؤولين. ومنذ صباح الخميس، نفذت الطائرات المسيرة التركية عشرات الضربات ضد مواقع عسكرية، ومرافق بنية تحتية تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، بينهم ستة عناصر من قوى الأمن الكردية. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي، منذ صباح الخميس، أحصينا أكثر من 50 ضربة جوية"، مشيراً إلى أنه "القصف التركي بدأ الجمعة باستهداف محطة السويدية للغاز" القريبة من الحدود التركية. وأوضح الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في الحسكة أكرم سليمان، أن "محطة السويدية هي المنشأة الأكثر استراتيجية"، إذ أنها تُعد "مصدر تغذية لخطوط الكهرباء الخدمية" بما فيها المطاحن والمشافي. وطالت الضربات على المحطة أيضاً جزءًا من معمل الغاز التابع لها. واستهدفت المسيرات التركية الخميس محطات لتوليد الكهرباء، فضلاً عن محطات نفط ضمن الحقول المترامية بالقرب من الحدود السورية التركية. كما ضربت ثلاثة مواقع تابعة لقوى الأمن الكردية، وفق بيان صادر عنها. وأوضح سليمان، أن المسيرات التركية تسببت بأعطال في محطة تغذي أحياء في مدينة الحسكة وريفها، وأخرى تؤمن التيار لنصف مدينة القامشلي، كما تسبب استهداف محطة ثالثة بانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة عامودا الحدودية وريفها. وأضاف "الوضع معقد جدا، والبنية التحتية الكهربائية أساساً ضعيفة وهشة"، معتبراً أن تركيا تسعى "لزيادة معاناة" السكان و"خلق ازمات اجتماعية وخدمية". وأفادت مصادر صحفية عن اندلاع النيران وتصاعد الدخان الأسود الكثيف من محطتي نفط استهدفتا ليلاً. ومنذ ساعات الصباح، ينهمك رجال الإطفاء بإخماد النار. وقال محمّد الأحمد، أحد رجال الاطفاء، عند احدى المحطتين إنها "باتت خارجة عن الخدمة بنسبة 95 في المئة، بعدما توقفت الخزانات الرئيسة، والفواصل المسؤولة عن ضخ النفط عن العمل". فيما شوهد كميات من النفط الأسود تغطي الأرض تحت خزان مدمر تماماً. وتأتي الضربات التركية بعد هجوم نفذه شخصان الأحد استهدف مقر وزارة الداخلية في أنقرة أدى إلى إصابة شرطيين، وتبنّاه حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرّدا مسلحا ضد السلطات التركية منذ العام 1984. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: إن المنفذين "جاءا من سوريا وتدرّبا هناك"، الأمر الذي نفته قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف من فصائل كردية وعربية، على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني. وأعلن فيدان أن "كلّ البنى التحتية والمنشآت الكبيرة ومنشآت الطاقة التابعة (للمجموعات الكردية المسلحة) في العراقوسوريا هي أهداف مشروعة لقواتنا الأمنية". وتشنّ تركيا أساساً بين الحين والآخر ضربات بالطائرات المسيرة تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية. ومنذ العام 2016، شنّت تركيا عمليات عسكرية عدة في سوريا استهدفت بشكل رئيسي المقاتلين الأكراد الذين طالما أعلنت أنقرة سعيها لإبعادهم عن المنطقة الحدودية.