قُتل 13 شخصاً منذ ليل الخميس جراء تصعيد عسكري شمالي سورية، بينهم سبعة مدنيين سقطوا في قصف مدفعي لقوات النظام وأربع فتيات قتلوا في ضربة تركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشهد المنطقة الحدودية مع تركيا منذ أيام توتراً على خلفية اشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، والقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها. وتوسع التصعيد ليطال قوات النظام المنتشرة في نقاط حدودية. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «أسفر قصف مدفعي لقوات النظام عن مقتل تسعة مدنين بينهم أطفال وإصابة 30 آخرين بجروح في سوق شعبي» في مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في ريف حلب الشمال الشرقي. وأعلن المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية فرهاد شامي في تغريدة أن «لا علاقة» لقواته بتلك الضربة. وهرع مواطنون وعناصر من الدفاع المدني إلى المكان المستهدف لإخلاء الجرحى، وفق مراسل وكالة فرانس برس الذي نقل مشاهدته لأشلاء وآليات خضار مدمرة وأطفال مصابين بجروح. واشتد القصف بين أطراف النزاع، خصوصاً بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية، بداية الأسبوع قبل أن يعود ويهدأ بعض الشيء. لكن الإدارة الذاتية الكردية أعلنت الجمعة أن قصفاً تركياً استهدف «مركز تعليم خاصاً للبنات» في قرية شموكة في ريف الحسكة (شمال شرق)، ما أودى بحياة أربعة «أطفال وإصابة 11 آخرين». وأكد المرصد مقتل «أربع فتيات» في القصف ليلاً، مشيراً إلى أن المركز هدفه تأهيل القصر الراغبين بحمل السلاح. وتكثف تركيا منذ الشهر الماضي وتيرة قصفها عبر مسيرات لأهداف في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، والتي تصنف أبرز فصائلها، وحدات حماية الشعب الكردية، مجموعة «إرهابية». والثلاثاء، استهدفت طائرة حربية تركية موقعاً لقوات النظام قرب الحدود، ما أودى بحياة 17 مقاتلاً، وفق المرصد، الذي لم يحدد ما إذا كانوا جميعاً من قوات النظام أو المقاتلين الأكراد، فيما أفاد الإعلام الرسمي السوري عن مقتل «ثلاثة عسكريين». وتنتشر قوات النظام في قرى حدودية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال وشمال شرق سورية، إثر اتفاقات برعاية روسية هدفها منع تركيا من شنّ عمليات عسكرية جديدة لطالما هددت بها المقاتلين الأكراد. ولم يحصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق محللين، على ضوء أخضر خلال قمة جمعته الشهر الماضي بنظيريه الإيراني والروسي للمضي في هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد. وشنت أنقرة منذ 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سورية، استهدفت أساساً المقاتلين الأكراد، ومكنتها مع فصائل موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة.