استقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» تعزيزات جديدة الى مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سورية، وشن السبت هجوماً جديداً رغم غارات التحالف الدولي - العربي، في وقت اكد مسؤول كردي لقاء مسؤولين اميركيين في باريس وأنهم «في خندق واحد» مع التحالف. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى ان الطائرات الأميركية شنت الجمعة والسبت 15 غارة على مواقع «داعش» في سورية والعراق، موضحاً ان غارتين استهدفتا عناصر التنظيم قرب عين العرب ما ادى الى «تدمير موقعين». كما استهدفت غارة اخرى «معسكراً للدولة الإسلامية» في محافظة الرقة في شمال شرقي البلاد و»أوقعت فيه اضراراً». اما الغارات الأخرى، فقد شملت احداها منطقة قرب دير الزور في شرق سورية، وكان الهدف منها «عرقلة موارد تمويل تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر تدمير مراكز لإنتاج النفط ونقله وتخزينه». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان «عشرة مدنيين قتلوا في غارتين جويتين في سورية شنهما التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ضد داعش». وأوضح ان سبعة مدنيين قتلوا في غارة جوية استهدفت منشأة غاز قرب بلدة خشام في محافظة دير الزور. كما قتل ثلاثة مدنيين في غارة أخرى ليلة الخميس على محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد. وكان «المرصد» اكد ان «تنظيم «الدولة الإسلامية» استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفَي حلب (شمال) والرقة» شمال شرقي البلاد الى عين العرب. وأطلق عناصر التنظيم قذائف هاون على المركز الحدودي مع تركيا، وفق صحافية في وكالة «فرانس برس» على الحدود التركية. وأشار «المرصد» الذي يستند الى شبكة واسعة من الناشطين والشهود في مختلف انحاء سورية، ان 28 قذيفة هاون استهدفت الجمعة منطقة المركز الحدودي في شمال عين العرب. وأكد المسؤول الكردي المحلي ادريس نعسان الموجود حالياً في تركيا لوكالة «فرانس برس» ان التنظيم «استهدف المركز الحدودي والمباني المحيطة». وأضاف ان التنظيم «شنّ ليلاً هجوماً عنيفاً من شرق كوباني للوصول الى المعبر الحدودي، الا ان وحدات حماية الشعب الكردي ردت بقوة وصدته». وأشار نعسان ايضاً الى خمس غارات جوية شنتها مقاتلات الليل الماضي في شرق وغرب وجنوب عين العرب لدعم المقاتلين الأكراد. وأورد «المرصد» ان 35 عنصراً من «داعش» قتلوا في معارك وغارات الجمعة بينما قتل ثلاثة مقاتلين اكراد في المواجهات. وتشهد عين العرب منذ شهر هجوماً واسعاً يشنه عناصر «داعش» الذين اقتحموا المدينة في السادس من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، الا انهم لا يسيطرون سوى على نصفها، وفق «المرصد». ويشن التنظيم معارك على جبهات اخرى خصوصاً في دير الزور (شرق) وقرب حلب ضد القوات النظامية، وايضاً ضد الأكراد في الحسكة (شمال شرق) حيث يشن التحالف غارات جوية. ومنذ اواخر الشهر الماضي، شنت مقاتلات التحالف اكثر من مئة غارة في منطقة كوباني وحدها. وصرح الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الأميركية المكلفة الإشراف على الغارات الجوية في العراق وسورية: «اعتقد ان ما قمنا به هناك في الأيام الأخيرة مشجع. لقد راينا الأكراد يقاتلون ويستعيدون السيطرة على اراض وأعتقد اننا تمكنا من مساعدتهم من خلال شن غارات جوية محددة الأهداف في الأيام الأخيرة». إلا أنه اقر ان المدينة التي لا يزال مئات المدنيين عالقين فيها لا تزال معرضة للسقوط في ايدي «داعش». ورغم الأهمية التي اكتسبتها عين العرب في الأسابيع الأخيرة، الا ان الجنرال اوستن ذكر بأن العراق «هو الأولوية بالنسبة الى الولاياتالمتحدة». وإذا كانت الولاياتالمتحدة استبعدت ارسال قوات برية الا انها تسعى الى دعم الجيش العراقي والمقاتلين الأكراد في العراق والمقاتلين الأكراد في سورية. والتقى وفد اميركي في 12 الشهر الجاري، وفداً من «حزب الاتحاد الديموقراطي» بزعامة صالح مسلم، ابرز الأحزاب السياسية الكردية في سورية، وفق بيان صدر عن الناطق باسم الحزب. وأكد مسؤول في الحزب ان مسلم التقى المبعوث الأميركي الى سورية دانيال روبنشتاين. وكانت وزارة الخارجية الأميركية كشفت الخميس ان مسؤولين اميركيين التقوا للمرة الأولى اكراداً سوريين من «حزب الاتحاد الديموقراطي» الفرع السوري ل «حزب العمال الكردستاني» المصنف ارهابياً في تركيا. وقال خالد عيسى ممثل «الاتحاد الديموقراطي» في باريس ان «اللقاءات التشاورية بيننا وبين الولاياتالمتحدة ضرورية بخاصة في هذه المرحلة». وأضاف ان الولاياتالمتحدة «تقود تحالفاً دولياً لمكافحة للإرهاب في سورية والعراق، ونحن مع الحلفاء في الإدارة الذاتية (...) في الخندق الأمامي في مواجهة الإرهاب ومقاومة شعبنا في كوبانى خير دليل على ذلك». وأكد ان «اللقاء الأخير في باريس كان في جو من الصراحة المتبادلة، وكان ايجابياً»، مشيراً الى «تبادل وجهات النظر حول اهم المواضيع التي تتعلق بالشأن السوري والكردي». وأكد عيسى «التباحث حول خطر الإرهاب على شعوب شرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا الخطر». وأكدت واشنطن ان الاجتماع مع الحزب الكري لا سابق له رغم انه ليس منضوياً في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي ينضوي تحت لوائه «المجلس الوطني الكردي» بزعامة عبدالحكيم بشار نائب رئيس «الائتلاف». ويخوض الطرفان مفاوضات في شمال العراق. ولا تؤيد تركيا التي لا تزال ترفض التدخل في سورية رغم النداءات الملحة لحلفائها، مثل هذا اللقاء. اذ تخشى انقرة ان ينعكس دعم الأكراد في سوريا على مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» الذين يشنون تمرداً مسلحاً على اراضيها منذ 1984.