بكل لغات العالم قدمت مملكتنا الغالية نفسها في أبهى صورة، بمواجهة من العيار الثقيل جمعت كبير آسيا وزعيمها والعميد الاتحادي، وكلاهما من دون نقص قدم أحلى وأروع ما في جعبته، بداية من العميد الذي قدم شوطا مثاليا، ومن ثم كان الختام مثاليا مع الكتيبة الزرقاء التي رسمت لوحة فنية، تضاهي أقوى الرومنتادات العالمية، فشكرا من القلب لمن رسم الصورة البهية على محيا الكرة السعودية، ليرى العالم ما كانت تصبو اليه مملكتنا الغالية، والتي أكدت أن المستحيل ليس سعوديا. بالفعل ومن دون أدنى شك، فقد رسمت مواجهة الزعيم والعميد وشكلت الخريطة العالمية وأقوى اللقاءات من جديد، وهذا ليس جديدا، فالكرة في الماضي، كانت في معقلها إنجلترا، ومن ثم انتقلت إلى إيطاليا ومواجهات اليوفي وميلان، وبعدها إسبانيا في حقبة قريبة، وكلاسيكو الأرض بين الريال وبرشلونة، وفي السنوات الأخيرة عاد الإنجليز من جديد بعد توهج السيتي وليفربول، وكان القاسم المشترك في كل ما سبق، هو القدرة على استقطاب النجوم، ومن يتمتعون بالشعبية الجارفة، وهو ما نجحت فيه الأندية السعودية. وبالعودة للأداء الراقي لكتيبة العبقري البرتغالي خوسيه جيسوس، فإن البداية لم تكن مثالية، وسط غياب التركيز ووجود ثغرات استغلها بنزيما ورفاقه، ليصلوا إلى المرمى في ثلاث مناسبات، مقابل مرة واحدة للزعيم. وراهن جيسوس في الشوط الثاني على القوة الهجومية للزعيم، بعد دخول المزعج ميشائيل وكان للحارس ياسين بونو دورا مؤثرا في الحفاظ على شباك فريقه نظيفة، وهو ما منح اللاعبين في الخطوط الثلاث أريحية كبيرة، ليسجلوا الهدف تلو الآخر، حتى كان الفوز حليفا لكبير آسيا وعن جدارة واستحقاق. ختاما في هذه الجزئية لا يزال الدوري طويلا وملامح البطل لن تتشكل الآن، وإن كانت الثقة كبيرة في رجال الزعيم وقدرتهم على الامتاع في المواعيد الكبيرة، كما أنه من المؤكد أن المتعة الكروية قادمة ومنتظرة في الكثير من اللقاءات. أزمة بدون لازمة! لا يتوقف اتحاد الكرة الكويتي عن تصدير الأزمات والمشكلات للشارع الرياضي فبعد أزمة بث المباريات والتي لا تزال قائمة بحجة منح الأندية مزيدا من الأموال، صدر الاتحاد أزمة أخرى تتضمن تأجيل الدوري الممتاز والدرجة الأولى لأجل غير مسمى، وهو ما زاد من الإحباط للجماهير منذ بداية الموسم الحالي. ولا أعرف هل يعادي هذا الاتحاد نفسه، بتصريحات عدائية مع الشارع الرياضي، مع العلم أنه بقليل من الحكمة، كان يمكن تفادي هذه الأزمة بكاملها، فالدوريات في العالم كله متوقفة بسبب إقامة مباريات الفيفا، وهو ما ينطبق على الكويت التي لا تقف في معزل عن العالم، لذلك كان الأولى أن يلتزم الاتحاد بالإيقاف الموجود في الأساس برزنامة المباريات التي وزعها في بداية الموسم، على أن تستأنف المسابقات بعد ذلك في موعدها، وإذا استلزم الأمر التأجيل لأيام معدودة حال تعارض تواجد لاعب أو أكثر بالمنتخب الأولمبي في أسياد آسيا، كان الأمر سيكون مقبولا وبناء على موافقة رسمية من الأندية، وبالتالي كان الاتحاد سيتفادى الأزمة التي دخل فيها، والتي زادت من حالة الاحتقان الموجود في الشارع الرياضي ضده. أخيرا بات على الاتحاد الكويتي التعامل مع الأمور بما يصب في مصلحته وليس في مصلحة الأندية التي ستنجو بنفسها حال وقع الفأس في الرأس.