قال مسؤولون أميركيون إن الولاياتالمتحدة تعتزم إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لمساعدتها في محاربة الغزو الروسي، في خطوة عارضتها منظمات معنية بحقوق الإنسان لكنها ستقدم للهجوم الأوكراني المضاد عامل قوة جديدا. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين، اشترطوا عدم نشر هوياتهم، إن من المتوقع الإعلان عن حزمة مساعدات الأسلحة، التي تشمل ذخائر عنقودية تطلقها مدافع هاوتزر عيار 155 مليمترا، على أقرب تقدير. وقال أحد المسؤولين إن هذا الإجراء قيد الدراسة الجادة منذ أسبوع على الأقل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن إدارة بايدن تبحث إرسال الذخائر المحسنة إلى أوكرانيا، ولكن فقط التي تقل معدلات الفشل فيها عن 2.35 بالمئة. وقال المسؤولون إنه بموجب حزمة المساعدات التي سيتم الإعلان عنها، والتي من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار، ستتلقى أوكرانيا أيضا ذخيرة لأنظمة هيمارس الصاروخية ومركبات مثل مدرعات برادلي القتالية وناقلات جنود مدرعة من طراز سترايكر. وستكون هذه الحزمة الثانية والأربعين التي توافق عليها الولاياتالمتحدةلأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022. كما تعتزم التشيك إرسال المزيد من المروحيات القتالية لأوكرانيا من مخزوناتها العسكرية. وأعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا عن أحدث مساعدات عسكرية لأوكرانيا الجمعة بعد مقابلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في براغ. وشكر زيلينسكي التشيك على دعمها لبلاده خلال الغزو الروسي العسكري الشامل. وذكر أن التشيك زودت أوكرانيا بمساعدات عسكرية كالتي قدمتها بعض الدول الأوروبية الأكبر بكثير. وتبرعت التشيك بعدد من مروحيات مي- 24 القتالية سوفيتية الصنع لأوكرانيا قبل أكثر من عام. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر فيالا أن مئات الآلاف من الطلقات ذات العيار الكبير سيتم إرسالها إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة. وذكر فيالا أن التشيك ستساعد في تدريب الطيارين الأوكرانيين على التحليق بطائرات إف- 16 الأميركية المتقدمة من خلال توفير أجهزة محاكاة الطيران. ورغم ذلك لا تملك البلاد فعليا أي طائرات إف -16. كما وقع مسؤولون تشيكيون وأوكرانيون على اتفاق بشأن قيام شركات تشيكية وأوكرانية بإنتاج أسلحة على نحو مشترك في المستقبل. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك امس إن بلادها تعارض إرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا وذلك بعد قول مسؤولين أميركيين إن واشنطن تعتزم تزويد كييف بالأسلحة التي تلقى تنديدا واسعا لتسببها في قتل وتشويه المدنيين. وتعارض منظمات حقوقية مثل هذه الخطوة، وقالت بيربوك إن ألمانيا تعارض ذلك أيضا بصفتها من بين 111 دولة عضوا في اتفاقية الذخائر العنقودية. والولاياتالمتحدة ليست طرفا في المعاهدة. ولدى سؤالها عما قاله مسؤولون أميركيون، قالت بيربوك للصحفيين في مؤتمر للمناخ في فيينا "تابعت التقارير الإعلامية. بالنسبة لنا كدولة طرف في اتفاقية أوسلو فالاتفاقية تنطبق في هذه الحالة" في إشارة لاتفاقية الذخائر العنقودية التي أتيحت للتوقيع عليها في العاصمة النرويجية في عام 2008. وتحظر الاتفاقية استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الذخائر العنقودية. وتوصل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء الجمعة إلى اتفاق لتعزيز إنتاج الذخيرة في الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة بناء ترسانات الأوروبيين ومواصلة تسليح أوكرانيا. وتبلغ قيمة خطة "دعم إنتاج الذخائر" هذه، 500 مليون يورو. وقالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي "هذا دليل آخر على التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم أوكرانيا". وقال وزير مالية أوكرانيا إن الإنفاق العسكري المرتبط بالحرب الروسية سيظل مرتفعا خلال العام المقبل وهو ما يؤكد حاجة الدول الحلفاء إلى توفير تغطية تأمينية ضد مخاطر للحرب للشركات العاملة في أوكرانيا بهدف المساعدة في جذب الاستثمارات إلى الدولة. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن الوزير سيرهي مارشينكو القول في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج الجمعة، "دون دعم دولي وبدون التأمين ضد مخاطر الحرب، لن نجذب الاستثمارات التي نحتاج إليها لإعادة الإعمار... نحتاج إلى الاستثمارات الآن ولا يجب الانتظار حتى تنتهي الحرب، لأننا بدون ذلك لن نحصل على الدفعة المطلوبة لتحقيق هذا الانتصار". وقال مارشينكو إن الإنفاق العسكري الأوكراني لن يتراجع في العام المقبل، مع فرصة محدودة لتقليص عجز الميزانية، رغم أن الحكومة تستطيع تحسين تحصيل إيرادات الدولة. وأضاف "نحاول القيام بواجبنا"، مشيرا إلى أن المتوقع نمو الاقتصاد الأوكراني بمعدل 3% خلال العام الحالي.