حث الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو القيادة الأوكرانية على القبول على التفاوض مع الجانب الروسي في بلاده. ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية (بيلتا) عنه القول: إن كل شيء جاهز في مدينة جوميل البيلاروسية لاستضافة محادثات سلام بين روسياوأوكرانيا، وبانتظار "قرار من القيادة الأوكرانية". وصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأحد، بأن وفدا روسيا وصل إلى بيلاروس، وأنه جاهز لإجراء محادثات مع الجانب الأوكراني. كييف ترفع قضية الغزو الروسي إلى «العدل الدولية».. وتطرد الروس من خاركيف ورد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتأكيد على الاستعداد للحوار مع روسيا، ولكنه رفض أن يتم إجراء الحوار في بيلاروس. وقال: "أوكرانيا مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا، ولكن في دولة لم تنطلق منها صواريخ ضد أوكرانيا". بدوره، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تحدث مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو. ولم يوضح زيلينسكي، عبر حسابه على موقع فيسبوك، أية تفاصيل. الأوروبيون يكثفون إمدادات الأسلحة لأوكرانيا وجاء المنشور المقتضب قبل دقائق من انتهاء مهلة أعطاها الوفد الروسي في بيلاروس للجانب الأوكراني لإيفاد وفد للمشاركة في المحادثات. من جهة أخرى، أعلن زيلينسكي الأحد أن أوكرانيا قدمت شكوى ضد روسيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لدفعها إلى وقف الغزو. وكتب زيلينسكي في تغريدة "يجب تحميل روسيا مسؤولية التلاعب بفكرة الإبادة الجماعية لتبرير العدوان". وأضاف "نطلب قرارًا عاجلًا يأمر روسيا بوقف النشاط العسكري الآن ونتوقع بدء المحاكمات الأسبوع المقبل". ولا تملك محكمة العدل الدولية التي تتخّذ من العاصمة الهولندية لاهاي مقرًا، تفويضًا لتوجيه اتهامات جنائية ضد القادة الروس الذين يقفون وراء الغزو المستمر منذ أربعة أيام، لكنها أعلى محكمة في العالم للبت في الشكاوى القانونية بين الدول بشأن الانتهاكات للقانون الدولي. وحاول الكرملين تبرير عمليته على أنها محاولة لمنع اضطهاد الأقلية الناطقة بالروسية في البلاد. لكن المجتمع الدولي دان الغزو بشدة باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتطوع العديد من المدنيين الأوكرانيين للدفاع عن بلادهم. من جهته، أعلن المسؤول المحلي في خاركيف أوليغ سينيغوبوف الأحد أن ثاني كبرى المدن الأوكرانية عادت إلى سيطرة القوات الأوكرانية، بعد ساعات قليلة من إعلانه وصول الجيش الروسي إلى وسط المدينة. وكتب سينيغوبوف عبر شبكات التواصل الاجتماعي "خاركيف تحت سيطرتنا التامة"، مؤكدًا أن عملية "طرد الأعداء من المدينة" جارية. وبحسب قوله، إن "العدو الروسي محبط تمامًا"، متخليًا عن مركباته ومجموعات من الجنود "استسلموا للجيش الأوكراني". وخاركيف التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة هي المدينة الرئيسية في شمال شرق أوكرانيا وتقع على مقربة من الحدود الروسية والأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك. وكان قد أعلن سينيغوبوف في وقت سابق الأحد أن الجيش الروسي وصل إلى وسط المدينة في اليوم الرابع من غزو موسكو للبلاد. وقرر الأوروبيون إرسال أسلحة لأوكرانيا من صواريخ وقاذفات صواريخ ورشاشات، بعدما امتنعوا لفترة طويلة عن ذلك، ولو أن إمداداتهم الأولى تبدو هزيلة بالمقارنة مع القوة النارية الروسية. في نهاية يناير، في وقت كانت روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، أثارت الحكومة الألمانية المتمسكة بموقفها التقليدي المعادي لتسليم أسلحة، انتقادات ساخرة بإعلانها تزويد كييف بخمسة آلاف خوذة عسكرية. لكن بعد ثلاثة أيام على بدء الغزو الروسي، تبدل الوضع، إذ كسرت ألمانيا محظورا بموافقتها على تسليم أسلحة إلى أوكرانيا، خارجة عن سياستها القاضية بمنع أي صادرات من الأسلحة الفتاكة إلى مناطق نزاع. وأجازت ألمانيا تسليم كييف ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستينغر وتسعة مدافع هاوتزر، على ما أعلنت الحكومة. كما أفادت ألمانيا عن إرسال 14 آلية مدرعة وعشرة آلاف طن من الوقود إلى أوكرانيا، وقال مصدر حكومي "يجري حاليا درس إجراءات دعم أخرى". كذلك أعلنت فرنسا مساء السبت أنها قررت تسليم المزيد من المعدات العسكرية الدفاعية لأوكرانيا. وأعلن قصر الإليزيه بعد اجتماع لمجلس الدفاع ترأسه الرئيس إيمانويل ماكرون، أنه "تقرر تسليم المزيد من المعدات الدفاعية إلى السلطات الأوكرانية بالإضافة إلى دعم بالوقود". وكانت هيئة أركان القوات المسلحة الفرنسية أعلنت في وقت سابق أنها "صادقت" على عمليات تسليم أسلحة دفاعية لكييف، بعدما طلبت أوكرانيا بصورة خاصة "وسائل دفاع جوي" ورقميّ، بحسب ما أوضح سفيرها في باريس. وبعدما انتقد لفترة طويلة عدم تحرك الغرب، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت ب"تشكل تحالف دولي قوي لدعم أوكرانيا، تحالف مضاد للحرب" وكتب على تويتر أن "أسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا". من جانبها، أعلنت بلجيكا السبت إمداد الجيش الأوكراني بألفي رشاش و3800 طن من الوقود، فيما أفادت وزارة الدفاع الهولندية أنها "أرسلت السبت قسما من المعدات الموعودة ولا سيما بنادق فائقة الدقة وخوذات". وفي رسالة إلى البرلمان الهولندي، كتبت وزارة الدفاع أنها ستؤمن "في أقرب وقت ممكن مئتي صاروخ أرض-جو ستينغر لأوكرانيا". جيوش أوروبية "فقيرة" وبعدما صادقت الجمهورية التشيكية على منح كييف أربعة آلاف قذيفة مدفعية، أعلنت السبت أنها سترسل "في الساعات المقبلة" لأوكرانيا ثلاثين ألف مسدس وسبعة آلاف بندقية هجومية وثلاثة آلاف بندقية رشاشة وعشرات البنادق الفائقة الدقة فضلا عن مليون رصاصة. من جهتها، أرسلت بولندا عشرات آلاف الذخائر إلى الدولة المجاورة. وأكد مكتب رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده سترسل "معدات دفاعية" ومساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، بعدما اتّهمت أثيناروسيا بقتل عشرة من أفراد الجالية اليونانية خلال الغزو. وأعلنت وزارة الدفاع البرتغالية أيضا أن لشبونة سترسل معدات عسكرية إلى أوكرانيا تشمل "سترات وخوذ ونظارات للرؤية الليلية وقنابل يدوية وذخيرة بمختلف العيارات". كما أكدت بأنها على استعداد لاستقبال "آلاف الأوكرانيين" الفارين من بلدهم. وأعلنت رومانيا أيضا أنها سترسل معدات بقيمة ثلاثة ملايين يورو إلى أوكرانيا. وقال المدير السابق للمدرسة الحربية الفرنسية فينسان ديبورت: "الصعوبة في المسألة هي أن لا أحد كان يصدّق" أن روسيا ستشن عملية غزو واسعة النطاق على كامل الأراضي الأوكرانية. وتابع أن "الكل يفعل ما بوسعه" الآن و"لا أحد يملك مليارات قطع السلاح الزائدة. كل الجيوش الأوروبية تعاني من نقص في التجهيزات" في وقت يشن مئتا ألف عسكري روسي هجوما على أوكرانيا مدعومين بصواريخ بالستية. وأوضح ديبورت "حين يتم إرسال ألفي بندقية رشاشة، فهي تُقتطع من مخزون البلد نفسه. الجيوش الأوروبية هي جيوش فقيرة. لا نملك المعدات، ولا المال". بمواجهة هذا الوضع الأوروبي، بإمكان الولاياتالمتحدة الأفضل تجهيزا عسكريا، أن تحدث فرقا، وهي أعلنت السبت إرسال مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار لتصل القيمة الإجمالية إلى "أكثر من مليار دولار من المساعدة خلال العام المنصرم"، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت. لكن الجنرال ديبورت لفت إلى أن "الطرقات مقطوعة تماما والمطارات تحت القصف. حين يكون لديك أسلحة في بالتيمور، لا يمكن القول إنها في كييف". غير أن دبلوماسيا غربيا في بروكسل بدا أكثر تفاؤلا الجمعة إذ قال ردا على سؤال حول هذا الموضوع إن "العديد من القادة الحلفاء" في الحلف الأطلسي يرغبون في تزويد أوكرانيا "قدر الإمكان" بمعدات عسكرية. وأضاف "من مصلحتنا أن نحاول إبطاء التقدم الروسي قدر المستطاع وجعل كلفته باهظة قدر الإمكان على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وكانت روسيا قد أعلنت أن قواتها أسرت 471 عسكريا أوكرانيا منذ اندلاع القتال في البلاد. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح الأحد أن الجيش الروسي تمكن منذ بداية عملياته في أوكرانيا من تدمير 975 منشأة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية، فيما يواصل تقدمه على عدة محاور. ومن بين المنشآت المستهدفة 23 نقطة تحكم ومركز اتصالات للقوات الأوكرانية و48 محطة رادار. كما تم تدمير 223 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و28 طائرة عسكرية على أرض مطاراتها، و39 قاذفة صواريخ متعددة، و86 قطعة من المدفعية والهاون، و143 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة. ولم تذكر الوزارة أيه تفاصيل عن قتلى القوات الروسية في العمليات. وخلال الأيام الماضية، قامت القوات الروسية بتطويق مدينتي خيرسون وبيرديانسك (الجنوب) بالكامل، وسيطرت على مدينة جينيتشيفسك ومطار تشيرنوبايفكا بالقرب من خيرسون. وفي ذات السياق، قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما لا يقل عن 64 مدنيا لقوا حتفهم وإن أكثر من 160 ألفا نزحوا عن بيوتهم بعد أن دخلت القوات الروسية أوكرانيا الأسبوع الماضي. وقال المكتب في تقرير عن الوضع الحالي تتحدث مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين عن وقوع ما لا يقل عن 240 إصابة بين المدنيين بما في ذلك ما لا يقل عن 64 قتيلا". وأضاف أن الأرقام الحقيقية ربما تكون أكبر من ذلك بكثير. وقال إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية أدت إلى انقطاع الكهرباء أو المياه عن مئات الآلاف. ولحقت أضرار بمئات المنازل أو دمرت بينما أدى قصف جسور وطرق إلى عزل بعض التجمعات السكانية عن الأسواق. ونقلت عن مفوضية اللاجئين قولها إن أكثر من 160 ألفا نزحوا عن بيوتهم في أوكرانيا وإن أكثر من 116 ألفا اضطروا للفرار إلى دول مجاورة. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اضطرت وكالات الأممالمتحدة والشركاء في مجال المساعدة الإنسانية لوقف عمليات المساعدة بسبب تدهور الوضع الأمني". وأضاف، أن "الأممالمتحدة وشركاءها يحتفظون بوجودهم في البلاد وما زالوا ملتزمين بالبقاء على الأرض وتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة ومخاطر الحماية بمجرد أن يسمح الوضع بذلك". من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، الأحد، إنه يتعين على اليابان مناقشة إمكانية تقاسم أسلحة نووية مماثلة لتلك الخاصة بأعضاء حلف الناتو، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وبحسب وكالة بلومبرغ للأنباء، تسمح ترتيبات المشاركة النووية لحلف الناتو للولايات المتحدة بالاحتفاظ بأسلحتها النووية في أوروبا ولكن تحت وصايتها. وقال آبي: "ربما لا يعرف الكثير من الأشخاص في اليابان عن هذا النظام". وتابع آبي، الذي أشرف على الزيادة المطردة في الإنفاق الدفاعي خلال فترة توليه رئاسة الوزراء التي انتهت في عام 2020: "لا ينبغي لليابان أن تتعامل مع المناقشات على أنها من المحرمات حول حقيقة كيفية الحفاظ على العالم آمنا". وقال آبي أيضا إن اليابان، التي عانت من ويلات القنابل الذرية في هيروشيما وناغازاكي في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، سيتعين عليها الحفاظ على هدفها المتمثل في القضاء على الأسلحة النووية. وتعتمد اليابان، المحصنة بدستور سلمي اعتمدته بعد الحرب، بشكل كبير على "المظلة النووية" الأميركية لردع التهديدات الإقليمية المتزايدة. وأضاف آبي: "من المهم إحراز تقدم نحو هذا الهدف، ولكن عندما يتعلق الأمر بكيفية حماية أرواح المواطنين اليابانيين والأمة، أعتقد أنه يجب علينا إجراء مناقشات من خلال وضع الخيارات المختلفة في الاعتبار بشكل كامل". خسائر لا تحصى ستتسبب بها الحرب الأوكرانية - الروسية (رويترز) تمكن الجيش من تدمير 975 منشأة عسكرية أوكرانية إلى اللحظة (أ ف ب)