يتحد العالم في محاربة المخدرات. حرب مشروعة ضد تجار المخدرات ومروجيها ومستخدميها، حرب لا مجال فيها للهدنة والتفاوض، حرب ضد أسلحة دمار شامل تستهدف العقول وتحيل حياة الإنسان والأسر إلى مأساة. المملكة السائرة بثقة وتميز في طريق التنمية الرائدة في برامجها ومشاريعها التي تساهم في تعزيز جودة الحياة، بادرت مؤخرا لوضع مزيد من الأنظمة والإجراءات لتعزيز حماية الوطن من خطر المخدرات عن طريق الوقاية والعلاج والتأهيل، وقبل ذلك عن طريق الأنظمة الصارمة. من أجل تعزيز وتقوية الجهود لحماية الوطن من المخدرات أطلقت وزارة الداخلية مؤخرا حملة (بالمرصاد) لتنفيذ ضربة تتلوها ضربات لن ينجو منها مروجو ومهربو المخدرات ومن يستهدفون مجتمعنا ووطننا كما قال بذلك وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف الذي أشاد بجهود رجال مكافحة المخدرات للتصدي لكل أساليب المهربين والمروجين والبائعين، رجال مكافحة المخدرات يستحقون الشكر والتقدير والاحترام على جودهم المخلصة. لقد تزايدت خطورة المخدرات وتنوعت أشكالها وصناعاتها وأصبحت سلاحا له بعد تجاري وسياسي لمهاجمة الأوطان وتدمير الشعوب، ومع تطور أساليب التهريب والترويج للمخدرات تستمر المملكة في تطوير أساليب التصدي لهذه الآفة الخطيرة بالطرق النظامية وببرامج الوقاية والعلاج والتأهيل من خلال عمل تكاملي لأجهزة الدولة المختلفة. في إطار الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات جاء قرار التحليل الإجباري لجميع موظفي الدولة اعتبارا من 1 / 1/ 1445. إن الحرب على المخدرات لها أبعاد تربوية واجتماعية وتجارية وسياسية، هذه الحرب التي تتطلب الصرامة في الأنظمة وتطبيقها وتتطلب أيضا إجراء دراسات علمية تأخذ في الاعتبار الأبعاد والعوامل ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة في انتشار المخدرات المهددة لسلامة وأمن المجتمع، كما تأخذ في الاعتبار أهمية مراجعة برامج التوعية وتقييم أساليبها ونتائجها، ومن الظواهر التي تحتاج إلى دراسة ظاهرة الاستراحات المتزايدة لمراجعة نظاميتها وتقييم ما يتعلق بالجوانب الأمنية، وكذلك دراسة مدى ارتباط الجريمة بتناول المخدرات. ومن العوامل المرتبطة بمكافحة المخدرات موضوع التوعية وتطوير أساليبها ودراسة إمكانية البدء بها منذ المرحلة الابتدائية، وتطوير برامج التوعية التي تستهدف الأسر للتوعية بأخطار المخدرات وكيفية تعامل الأسرة مع أحد أفرادها إذا كان مدمنا -لا سمح الله- ومن المهم في هذا المجال تكثيف وتطوير البرامج التي تستهدف الأسر لغرض التوعية، وإيجاد بيئة تربوية إيجابية تقوي العلاقات الأسرية وتزرع القيم الأخلاقية التي تعزز الاتجاهات الإيجابية نحو الآخرين ونحو المجتمع، وتكتمل هذه الجهود بمشاركة المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المختلفة وخاصة المؤسسات الإعلامية في موضوع التوعية. إن حملة (بالمرصاد) هي حرب وطنية ضد آفة خطيرة تهدد سلامة وأمن الوطن عبر استهداف الشباب لتدمير الأسر التي هي نواة المجتمع، هي حملة تأتي استمرارا وتقوية لجهود لا تتوقف لحماية الوطن والقضاء على هذا الخطر. هي حملة وطنية أمنية واجتماعية وتربوية تشارك فيها المؤسسات والأفراد كمنظومة متكاملة من المهم أن تأخذ في الاعتبار كافة الجوانب الاجتماعية والأمنية والتربوية المرتبطة بهذه القضية، وهكذا يتم تعزيز الحملة الوطنية بنظرة متكاملة تشمل تطوير أساليب الوقاية والتوعية وطرق العلاج وبرامج التأهيل مثلما تشمل الصرامة في تطبيق الأنظمة واللوائح التنفيذية المعتمدة من أجل وطن آمن نظيف بلا مخدرات.