استيعاب أكثر من 1000 مريض في مستشفيات إرادة وقريباً انتهاء مشروع سابك على مدى الأشهر التسعة الماضية تمكنت الجهات الأمنية السعودية من إحباط تهريب أكثر من 79 مليون قرص مخدر من مادة الإمفيتامين المخدرة وأكثر من 20 كيلو جرام من مادة الاميت إمفيتامين وأكثر من 10 كيلو جرامات من مادة الهروين المخدرة التي كانت تستهدف أبناء وبنات الوطن، وإلى جانب الجهود الأمنية الكبيرة التي تتخذها الدولة في حربها المستمرة على المخدرات تضطلع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بجهود عظيمة في بث برامج التوعية والوقاية لحماية النشء وكافة أفراد المجتمع من الانزلاق في براثن المخدرات. الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء خليفة بن علي الخليفة؛ أكد في حديث ل"الرياض" على أهمية برامج التوعية والوقاية مشيرا إلى أن الأسرة تمثل أهم الحصون في الحفاظ على أبنائها وحمايتهم من الوقوع في شرك المخدرات. أكثر من 122 ألف اتصال لمركز استشارات الإدمان ونحافظ على سرية البلاغات وكشف اللواء الخليفة عن عدد من البرامج التي تقدمها اللجنة الوطنية للمتعافين من المخدرات كالمقاعد الدراسية لمساعدتهم على العودة للحياة وشق طريق العمل بالإضافة لبرامج تدريبية ومقاعد دراسية بالتعاون مع القطاع الخاص. وأوضح اللواء الخليفة أن مراكز علاج الإدمان في المملكة تستوعب أكثر من 1000 مريض، وهناك خطط للعمل على توسعتها وتطويرها مشيرا إلى قرب انتهاء مشروع سابك المتضمن إنشاء مستشفى لعلاج الإدمان في الرياض، ومؤكدا تنامي الاهتمام والرعاية الصحية لعلاج المدمنين. وأكد أمين اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على استهداف شباب المملكة بالمخدرات من عصابات تهريب المخدرات، مشيرا إلى أن هذه الحملات تبوء -ولله الحمد- بالفشل أمام القدرات العالية للجهات الأمنية التي استطاعت أن تحبط معظم عمليات التهريب، وأضاف كما أن برامج الوقاية والتوعية التي تتبناها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تهدف لبناء حماية ذاتية داخل الأسر والأفراد. اللواء الخليفة كشف عن خطط لإدراج برامج توعوية بخطر المخدرات ضمن مناهج التعليم العام وذلك وفق المراحل العمرية لكل مرحلة دراسية مشيرا إلى ورود أكثر من 122 ألف اتصال لمركز استشارات الإدمان ومؤكدا المحافظة على سرية البلاغات. وتناول الحديث جملة من الموضوعات وفيما يلي تفاصيله: عصابات دولية * الاستهداف الواضح من مهربي المخدرات للمملكة، كيف تقرؤون أهداف من يقودون هذا الاستهداف؟ وماذا يريدون من وراء ذلك؟ * المملكة تواجه استهدافا من تجار المخدرات لعدة أهداف منها أهداف تواجهها معظم دول العالم بما فيها المملكة، ويتمثل ذلك في الهدف المادي. إلا أن المملكة مستهدفة من قبل عصابات تهريب المخدرات، في محاولة منها لزعزعة الاستقرار والأمن والنسيج الاجتماعي، واستهداف الشباب وصحتهم ليكونوا معاول هدم في الوطن بدل أن يكونوا مرتكزات بناء. وهو ما يبينه حجم الضبطيات من المخدرات والمؤثرات العقلية التي تعلن عنها وزارة الداخلية من حين لآخر، كدليل واضح على أن هناك حرباً شرسة ضد شبابنا ذكورا وإناثا، تواجه -ولله الحمد- بجهود ضخمة ومتواصلة من القطاعات الحكومية للحدّ من تهريب المخدرات وترويجها من خلال خطط أمنية وجمركية ووقائية. وتسعى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة بالأمانة العامة جاهدة إلى الحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي وقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في الجوانب الأمنية والوقائية والإعلامية والعلاجية والتأهيلية والعدلية والاجتماعية والتعليمية، وتضمين تلك الجهود والعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية وتفعيل دور الجمعيات الرسمية من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة، والعمل على توفير برامج الدمج في المجتمع للمتعافين من التعاطي، ودعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بمجال مكافحة المخدرات؛ ولتفعيل تلك الأهداف تمت الموافقة الكريمة على «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات» لتتضمن تحديد أدوار اللجنة والقطاعات الشريكة في سبعة أبعاد، تشمل تحليل مشكلة المخدرات وخصائصها، وتطوير الخطط الوقائية، والمشاركات العلاجية، وبرامج التأهيل وإعادة الدمج والتعاون الثنائي والإقليمي، ووسائل المكافحة. الوقاية والتأهيل * وما البرامج التي قدمتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لمساندة الجهات في التقليل من مخاطر تعاطي المخدرات؟ وما أبرز تلك الجهود؟ * تسعى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وفقاً لأهدافها واختصاصاتها التي ذكرناها إلى تنسيق جهود الجهات الحكومية الخاصة في مواجهة هذه الأزمة وتقليل الكميات المعروضة من المخدرات، وكذلك وهو الأهم خفض الطلب عليها من خلال البرامج الوقائية والتوعوية التي تساهم بها جميع الجهات ذات العلاقة فيما تسعى اللجنة الوطنية إلى وضع الخطط الاستراتيجية والمعايير المعتمدة لتقديم برامج الوقاية من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، كما تقدم بشكل مستمر الدورات التأهيلية للمختصين في سبيل إعدادهم لتقديم وإعداد البرامج الوقائية. الاستراتيجية الوطنية * وماذا حققت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات؟ * أسهمت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات في تحديد أدوار جميع القطاعات ذات العلاقة بمكافحة المخدرات وتنظيم وتنسيق جهود الجميع في سبيل الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع والوقاية من التعاطي، وكذلك تطوير البرامج العلاجية والتأهيلية لمن ابتلوا بتعاطي المخدرات ولها غايات سبع تهتم بتحليل مشكلة المخدرات وخصائصها في المجتمع، جمع ودراسة الأنظمة وقرارات مجلس الوزراء والأوامر السامية المتعلقة بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تطوير الخطط الوقائية، تطوير البرامج والخطط العلاجية والتأهيلية، التعاون الثنائي والإقليمي، تطوير وسائل المكافحة. نبراس * «نبراس » من المشروعات التي تنفذها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فما أهم برامج هذا المشروع للعام 2021 م؟ * ركز مشروع نبراس لعام 2021م على منهجية محددة تحت شعار نبراس رعاية ووقاية بدأناها برعاية النشء منذ الصغر ببرامج تعزز من قيمهم التربوية والدينية والشخصية والصحية والنفسية والاجتماعية والوطنية عبر وسائل حديثة توائم تلك المرحلة ومن ثم ركزنا على قياس وبناء مهاراتهم الحياتية في مرحلة من 9-12 سنة وبعدها ركزنا على تثقيف الأقران وكشف الشبهات وعوامل الحماية وعوامل الخطورة في مرحلة 13-15 سنة ومن ثم ركزنا على برامج الإنماء والاستيعاب وملء الفراغ في مرحلة 16 - 30، مع الأخذ بعين الاعتبار دور الجهات الشريكة والجهات ذات العلاقة من ناحية ومن ناحية أخرى دور الوالدين والمعلمين والإعلاميين والخطباء والمختصين للمساهمة في رعاية النشء والشباب ووقايتهم من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، نهتم كثيراً بأدق التفاصيل في بناء البرامج من حيث الفئة المستهدفة والوسيلة الملائمة والموضوعات المناسبة لكل مرحلة حتى يكون لدينا برامج مستدامة ذات تأثير حقيقي وملموس. علاج الإدمان * وما دور اللجنة الوطنية في تنفيذ الخطط العلاجية لعلاج الإدمان على المخدرات؟ * أهم أهداف اللجنة تحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، ويشمل ذلك ما يتعلق بتوفير الخدمات العلاجية والتأهيلية، حيث تعمل أمانة اللجنة جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة في هذا السياق، وهناك تنسيق مستمر مع وزارة الصحة حيال ملف العلاج والتأهيل وآليات تطويره؛ بما في ذلك فتح المجال للقطاع الخاص، كما أن معالي وزير الصحة أحد أعضاء اللجنة الوطنية، ويشارك عدد من المختصين في الوزارة بعضوية اللجان الفرعية لدى الأمانة في مجال العلاج والتأهيل والوقاية والدراسات والبحوث، ويحظى ملف تطوير الخدمات العلاجية والتأهيلية باهتمام إيجابي ومتنامٍ من وزارة الصحة. مشروع سابك * هل هناك مستشفيات جديدة ستضاف لعلاج الإدمان؟ وكم تبلغ الطاقة الاستيعابية الآن؟ * هناك سعي حثيث من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لزيادة الطاقة السريرية لعلاج الإدمان في المملكة على المستوى الحكومي، وكذلك القطاع الخاص، وهناك تقدم مستمر في هذا الملف وبإذن الله سيكون هناك توسع في الخدمات العلاجية المقدمة خلال الفترات القادمة، كما أن هناك زيادة مستمرة في السعة السريرية لمرضى الإدمان من قبل مجمعات ومستشفيات إرادة والصحة النفسية في وزارة الصحة، وهناك مشروع من شركة سابك لاقامة مشروع كبير لعلاج الإدمان وهذا المشروع على وشك الانتهاء، ومشروعات إنشاء المصحات لعلاج الإدمان ليست كأي مشروع عادي حيث تتطلب العديد من الضوابط والشروط الخاصة، وهناك تعاون مع وزارة الصحة لتشجيع المستثمرين والقطاع الخاص للاستثمار في إنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان. أما الطاقة الاستيعابية لمستشفيات إرادة فإنها تستوعب أكثر من 1000 مريض وموزعة على كافة مناطق المملكة. برامج التوعية * ما الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لسد القصور في بعض الجهات من ناحية التوعية؟ * تسعى أمانة اللجنة حالياً للتحول والتطوير لتنمية قدراتها بشكل مؤسسي لتواكب المستجدات والعمل وفق منهجية علمية وعملية تتناغم مع اتجاهات العديد من المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية (WHO) ومكتب الأممالمتحدة المعني بمكافحة الجريمة والمخدرات UNODC، وهناك الكثير من الجهود التوعوية التي تنفذها مشكورة العديد من القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها تلك الجهود، وضرورة توافقها مع الأسس العلمية، والتخطيط الاستراتيجي، وهو ما تسعى إليه اللجنة بشراكة بناءة مع القطاعات المعنية، من خلال مراجعة شاملة ومتكاملة للبرامج والمبادرات الوطنية الوقائية والتوعوية، كما قدمت أمانة اللجنة عددا من برامج بناء القدرات والتدريب المتعلق بكيفية التخطيط العلمي للبرامج التوعوية، مع مراجعة وتطوير السياسات ذات العلاقة، والعمل على تكامل البرامج التوعوية لدى القطاعات، والحد من الازدواجية، والاستمرار في تنظيم جهود تلك القطاعات الحكومية والأهلية في هذا المجال وتبادل الخبرات، ودعم وتطوير النشاطات والبرامج التدريبية الحالية، من أجل رفع كفايات العمل لدى المختصين والعاملين في مجال التوعية والوقاية معاً. مسوحات وطنية * وما أبرز الخدمات التي تقدم لدعم الباحثين والمختصين في مجال الوقاية من المخدرات؟ * دعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بمجال مكافحة المخدرات أحد أهم أهداف اللجنة الوطنية وفق تنظيمها، وأن من ضمن اختصاصاتها دعم المهتمين والمختصين وتوجيههم لعمل الدراسات والبحوث في مجال مكافحة المخدرات، وأمانة اللجنة تنظر لهذا الجانب كمحور أساس لا غنى عنه لصنع السياسات والاستراتيجيات والأنظمة والبرامج وتطويرها، حيث توجد إدارة متخصصة للدراسات والمعلومات في هيكلية الأمانة العامة، خصصت لها مبالغ سنوية من ميزانيتها للدراسات والأبحاث، كما أن لديها لجنة فرعية متخصصة في الدراسات والمعلومات، وسبق أن عملت اللجنة بشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية عددا من الأبحاث ذات العلاقة. وطموحات الأمانة كبيرة، وتتجه صوب تفعيل المسوحات الوطنية الدورية المتتابعة؛ لقياس حجم مشكلة المخدرات، وأبعادها الصحية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، والعمل على تحديد أسباب مشكلة المخدرات على المستوى الوطني، وليس على أعراضها وإفرازاتها فقط؛ وهو الأسلوب التقليدي الذي يُخطئ فيه كثير من الجهات عند تشخيص المشكلة من أجل علاجها؛ وكذلك وضع إطار عمل متكامل للمرحلة القادمة بالشراكة مع المراكز البحثية. الترويج عبر الإنترنت * هل لعبت الثورة التقنية والاستخدام الواسع للإنترنت دورا في انتشار المخدرات؟ * من دون شك للتقنيات الحديثة والتوسع في استخدام الإنترنت مزايا عديدة سهلت علينا جميعنا كثيرا من مشقات الحياة ولكن على صعيد آخر هناك بعض التأثيرات السلبية التي تتطلب منا وعياً في طريقة تجنبها وحماية أنفسنا وأبنائنا منها، ومن ذلك سهولة ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية عبر الإنترنت، ولكن الجهود الأمنية المكثفة لوزارة الداخلية ترصد وتتابع مثل هذه الأساليب وتستقبل البلاغات حيالها ليتم ردع من يروج ويستهدف أبناء وطننا بهذه الآفة. تضافر الجهود * في ظل الثورة التقنية والمعلوماتية هل هناك إعادة هيكلة للبرامج التوعوية الوقائية لزيادة ونشر الوعي لدى شباب الوطن؟ * اللجنة الوطنية تتبنى تقديم التوعية بطريقة منهجية ومبتكرة وجاذبة للفئة المستهدفة لتتغلب على التحديات التي تواجهها كافة الدول في برامجها التوعوية، وهو ما يستدعي من الأمانة والقطاعات المعنية تضافر جهودهم؛ واستمرار تطوير العمل التوعوي وفق الأسس العلمية ومعايير التميّز في العمل الوقائي، والتي تضمن بمشيئة الله الوصول للفئات المستهدفة بطريقة مقنعة ومؤثرة، كما تسعى للتناغم مع التوجه العالمي في برامج التوعية لمواجهة المخدرات والمتمثل في التركيز على ما يسمى بالمهارات الحياتية المؤثرة في السلوك الإنساني، كمهارات الرفض والقبول، والتفاوض والتواصل، والتفكير الناقد وحل المشكلات، وغيرها من المهارات التي تعزز لدى المراهقين والشباب من كلا الجنسين مهارات رفض وإنكار التعاطي. ولا شك أن استخدام الإعلام الرقمي بطريقة احترافية ليكون أداة رئيسة في تقديم التوعية، والتوعية باستخدام مفهوم «التعليم بالترفيه» حيث يتم دمج المفاهيم والمعلومات التوعوية عبر قالب ترفيهي قيمي مقنن من خلال الدراما أو التمثيل وغيره، وتلك الأساليب والمهارات تستدعي تأهيل كفاءات وطنية متخصصة في التخطيط والإشراف على برامج التوعية والوقاية لدى كافة القطاعات المعنية، لأن وجود مثل هذه الكفاءات المؤهلة تأهيلا عاليا يساعد بشكل كبير في تطوير البرامج التوعوية والتخطيط المبني على الأسس العلمية على المستوى الوطني، ومن ثم ضمان جودة مخرجات تلك البرامج، وهذا من التحديات التي تعكف أمانة اللجنة على تداركها، ولا يمكن للتوعية أن تسهم لوحدها في مواجهة المخدرات، فالأبحاث العلمية والتجارب الدولية وتوصيات المنظمات العالمية، تشير إلى أن مواجهة المخدرات تستدعي العمل وفق عدد من الاستراتيجيات الشاملة والمتكاملة، الأمنية والعلاجية والتأهيلية، والاجتماعية والعدلية والوقائية، والتي تتضمن في أحد أهم جوانبها التوعية. مركز استشارات الإدمان * ما أبرز الخدمات التي قدمها مركز استشارات الإدمان؟ وكيف يتم التعامل مع بلاغات الأسر الراغبين في علاج أبنائهم وذويهم؟ * المركز أحد المراكز المعنية بتقديم الاستشارات المتعلقة بالتعاطي والإدمان، وكيفية التعامل مع المدمن من قبل الأسرة لاحتوائه والدفع به نحو العلاج. بحيث يقوم المختصون (من الجنسين) في المركز بتقديم المشورة والتوجيه لكل حالة بما يناسبها، وبما يتوافق مع مستوى ونوعية المشكلة، إضافةً إلى تصحيح الأفكار الخاطئة لدى المدمنين أو أسرهم تجاه العملية العلاجية، وشرح المراحل التي يمر بها البرنامج العلاجي، وكذلك مساعدة الأسر على فهم ما يعانيه المتعافي والسبيل الأنجع بإذن الله لحمايته من الانتكاسة، ويتلقى اتصالات المواطنين والمقيمين لتقديم الاستشارات عبر الاتصال بالرقم (1955). سرية المعلومات * وما آلية استقبال البلاغات عن المدمنين أو المتعاطين؟ وكيف يتم ضمان سرية المعلومات؟ * سياسة العمل في مركز استشارات الإدمان تعتمد على السرية في تلقي المعلومات ولا يتم أخذ المعلومات إلا من القرابة من الدرجة الأولى. وفي حال تلقي اتصالات من أشخاص من غير الأقارب يتم أخذ رقم المدمن أو المتعاطي للتواصل معه وتقديم الاستشارات والدعم النفسي له ومساعدته. المراهقون * ما الشريحة الأكثر استهدافا من قبل تجار المخدرات؟ * يستهدف تجار المخدرات ومروجوها جميع فئات المجتمع دون استثناء، ولكن يتركز استهدافهم بشكل أكبر على فئة الشباب، وتحديداً بداية العشرينات لما تتسم به هذه المرحلة من رغبة في التغيير وحب المغامرة ولذلك نسعى لأن تكون جهودنا التوعوية على الجميع وخاصة هذه الفئة. تحصين المجتمع * مع التطور المستمر في أنواع المخدرات وأساليب التهريب.. كيف يمكن تحصين الأفراد والمجتمع ضد هذه الآفة؟ * حقيقة كما أسلفت هناك تسارع وتعدد مستمر لأنواع المواد المخدرة، وكذلك تنوع في أساليب التهريب فهذه حرب تخوضها المملكة ضد أعداء يستقصدون تدمير شبابها، ويمكن تحصين المجتمع من هذه الآفة بالمكافحة الأمنية التي لم تألُ الجهات المختصة جهداً في سبيل تحقيقها ولعلنا ندرك حجم وكمية المواد المخدرة المضبوطة بين فترة أخرى. ومن جانب آخر وهو الأهم يمكن تحصين المجتمع من خلال تنمية الوعي والرقابة الذاتية والوقاية المجتمعية ضد هذه الآفة لخفض الطلب عليها وبناء حاجز ذاتي لدى كل فرد منا ضد تعاطيها. حملات التوعية * هل تقوم المؤسسات الإعلامية بدور إيجابي في مواجهة ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية والحد من أخطارها في المملكة؟ ما رأيكم في مستوى الإعلام؟ * نؤمن بأهمية الإعلام كشريك رئيس لتحقيق أهدافه، وهو من أهم الأدوات البالغة الأهمية في التوعية وبناء التأييد والتأثير باتجاهات الرأي العام لمواجهة آفة المخدرات، ومن أهم أذرع العمل في مواجهة المخدرات والمؤثرات العقلية. والإعلام السعودي يُسهم بشكل جيد في ذلك من خلال البرامج الحوارية الصحية والاجتماعية؛ وتغطية الفعاليات ذات العلاقة وغيرها من الأنشطة، ومن الأهمية أن تولي المؤسسات الإعلامية اهتمامها بمشكلة المخدرات وأبعادها بشكل أوسع، والعمل على تقديم التوعية بطريقة احترافية متوازنة ومدروسة تتوافق مع خصائص الفئات المستهدفة، وبما يكفل عدم تحول الرسالة التوعوية إلى رسالة سلبية قد تحفز المراهق على تجربة التعاطي. وفي هذا الشأن ندعو المؤسسات الإعلامية لمزيد من الشراكة المبنية على تقديم المعلومة بطريقة مبتكرة وإبداعية غير تقليدية، والأمانة يسعدها تواصل المؤسسات الإعلامية في كل ما يحقق التوعية والحفاظ على أبناء وبنات الوطن. وكذلك الإعلام بوسائله ومنصاته المتعددة التقليدية والرقمية بما في ذلك منصات الإعلام الاجتماعي تعتبر سلاحا ذا حدين، فهو سلاح مهم في التوعية، لكنه يمكن أن يستغل سلباً كسلاح للترويج للتعاطي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من غير قصد، فعلى سبيل المثال ما يروج من نكات للمتعاطين والمدمنين التي تعطي صورة غير حقيقة للمخدرات، أو نشر مقاطع تعاطي الكحول أو المخدرات من خلال المسلسلات والأفلام، وهذه كلها من أساليب الترويج السلبي غير المباشر، حيث أشارت العديد من البحوث إلى أن ذلك يمكن أن يحفز على التعاطي وخصوصا من قبل المراهقين والشباب من كلا الجنسين. المناهج الدراسية * هل هناك توجه لإدراج برامج التوعية ضمن مناهج التعليم؟ * الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات تشمل برامجها إدراج مواد توعوية بخطر المخدرات ضمن المناهج الدراسية وذلك حسب المراحل الدراسية وأعمار الطلاب والطالبات وهناك ارتباط وتعاون كبير بين الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ووزارة التعليم وتم إقامة العديد من البرامج التدريبية التي استفاد منها المعلمون والمعلمات والمرشدون والمرشدات. المراهقون أكثر عرضة * هل هناك نسب كبيرة للتعاطي بين النساء في المملكة؟ وما دور الأسرة في حماية أبنائها؟ * لا توجد نسب محددة لتعاطي النساء وليس هناك فرق في التعاطي بين ذكر وأنثى أو صغير وكبير ويكون التعاطي حسب تعرض الفئات للآخرين لذلك الشباب والمراهقون ونتيجة تعرضهم لطبيعة التجمعات والاحتكاك مع اصدقائهم بعيداً عن مراقبة أسرهم ترتفع احتمالية الوقوع في شرك المخدرات عندهم أكثر من غيرهم، وبفضل الله في المملكة لا توجد مشكلة واضحة لتعاطي النساء كما أن ما يتم ضبطه من قضايا ليست مرتبطة بتعاطي مواد خطيرة، ولا شك أن الأسرة هي مصدر حماية الابن الأول ويجب عليها توعية الأبناء بخطر هذه المخدرات والمحافظة عليهم والإبلاغ عن أي ملحوظات تظهر في سلوك الأبناء وأخذ الاستشارة المناسبة فيها. قروض ميسرة * ما أبرز الخدمات التي تقدم للمتعافين؟ وهل لديكم نسب بمن عادوا للتعاطي بعد العلاج؟ * من الصعب تحديد نسبة من عادوا للتعاطي بعد التعافي واللجنة تقدم برامج عديدة للمتعافين ولتشجيع الراغبين في العلاج والإقلاع عن المخدرات ومنها حملات للحج للعمرة، وهناك برنامج لإقراض المتعافين عبر صندوق الدعم والتأهيل لمساعدتهم لإقامة مشروعات خاصة والعودة للعمل وهذا البرنامج سيتم إعادة تطوير اللوائح المنظمة له، كما أن هناك تعاونا مع القطاع الخاص لتوفير مقاعد دراسية في المعاهد ومراكز التدريب. الزميل عبدالله آل غرسان يتابع إنجازات مركز استشارات علاج الإدمان اللواء الخليفة يتحدث للزميل عبدالله آل غرسان