لقد شهد العالم منذ الحادي عشر من سبتمبر العديد من التطورات والأحداث والتي من شدتها وقسوتها بتنا نترحم على «ما وصلنا إليه» وتبدلت «الكثير ممن حولنا» بسبب تنامي دور المنظمات الإرهابية على مستوى العالم، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومخرجاته الإجرامية مثل تنظيم داعش الذي فاجأ العالم بظهوره المخادع وتسويقه لما يسمى بدولة إسلامية، والعكس فهي جماعات وأذرع يهدد بها وينشر بها الرعب والموت بين الدول والشعوب. إن جهود المملكة والمجتمع الدولي ساهما في تلاشي دور التنظيمات الإرهابية العالمية ولكن ظهرت للعلن أشكال وألوان من الإرهاب العابر للحدود، بشكل مختلف تماما والذي تم التحذير منه منذ أكثر من عشرين عاما من قبل العديد من الباحثين والمختصين، حيث ترعى بعض الدول هذا النوع من الإرهاب الجديد وتتفاخر به وبما قد يتركه من أثر على الفرد والمجتمع وعلى رأسها الاتجار بالمخدرات والمنشطات مستهدفين أهم رافد اقتصادي وأمني واجتماعي، فئة الشباب. والجميع يرى ما تبذله المملكة في هذا الشأن من جهود جبارة وتسن التشريعات وتدعم كل الأجهزة الأمنية والجمارك في التصدي بكل حزم وقوة، ولا تتهاون في التصدي لأي محاولة لتهريب هذه الآفة والسموم أو التسلل عبر الحدود الطويلة سواءً المنافذ البرية أو البحرية أو الجوية، والمحصنة والمجهزة بكل الوسائل والتقنيات العالية والكوادر المدربة سواء البشرية أو الجهات المساندة الفنية، ولا ننسى شهداء الوطن الذين بذلوا وضحوا بحياتهم للتصدي للمجرمين والعصابات ومحاولاتهم للتسلل عبر الحدود. والهدف من هذه الاستماتة والإصرار ومحاولات التهريب ليكون عائد هذه التجارة، غير المشروعة المحرمة شرعا، تغذية للمليشيات والجماعات إرهابية، لتمويل جرائمها وإرهابها في المنطقة وعلى المستوى العالمي. حقيقة المملكة صمدت طوال العقود الماضية بكل ما منحها الله من قوة برجالها في التصدي لهذه الآفات والحرب الشرسة، ولن تستكين، وسوف تواصل وتستمر بكل حزم وإصرار في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لكل ما من شأنه الحفاظ على سلامة وصون مجتمعها، وبتكاتف كل الأجهزة الحكومية مع وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية وكذلك بمساندة توعوية مجتمعية، لهذا الخطر المدمر للإنسان. إن الحملة الأمنية التي نشاهدها لمكافحة المخدرات خطوة مهمة في توقيتها خرجت باستراتيجية وطنية فعالة وصارمة ومستمرة لمواجهة حرب مدمرة ضد مجتمعنا وشبابنا بعد تطور الإرهاب الذي بات لا يعتمد على ترويج المخدرات والمنشطات كمصدر مالي رئيسي له ولأذرعه في المنطقة التي نعيش فيها والتي تشهد توترا من جميع الجهات وعلى كافة الجبهات، وذلك لما حباها الله عز وجل من مكانة دينية واقتصادية، ليطور الإرهاب من أشكاله وألوانه مستهدفا أمن الفرد والمجتمع وبالتالي الإقليم كاملا. إن هذا النوع من الإرهاب كمن يدس السم في العسل، حيث لبس الإرهاب عباءة الإسلام تارة والانتماء لدول إسلامية تارة أخرى تقوم بشن حروب بالوكالة في المنطقة من نوع آخر ممثلة بالاتجار بالسلاح كنوع من أنواع الإرهاب الاجتماعي في المنطقة لتبقى في حالة توتر أمني خدمة لمصالح بعض الدول التي لم ولن تدخر جهدا لكل ما من شأنه إضعاف تماسك دول المنطقة. شكرا لرجال الجمارك، العين الساهرة في منافذ كياننا العظيم، وأجهزتنا الأمنية بكل قطاعاتها على كل ما يقومون به في حفظ حدودنا، وحفظ الله بلادنا وقيادتها الرشيدة وشعبها لتنعم بالأمن والاستقرار الدائم بإذن الله. *مستشار إعلامي