بدأت بالعاصمة التونسية اليوم أعمال المؤتمر العربي الحادي عشر لرؤساء أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ بمشاركة ممثلين عن مختلف الدول العربية بينها المملكة إلى جانب جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للهجرة. وتطرق الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمة ألقاها بافتتاح المؤتمر إلى الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وما تفرضه من أعباء متزايدة على أجهزة الأمن العربية بفعل الاضطرابات في ضبط الحدود وتأمينها ببعض الدول العربية. وأكد كومان أن الخطر الأكبر الذي يهدد دول المنطقة يكمن في تهريب الأسلحة والمتفجرات والاتجار بها واستخدامها في أعمال إرهابية داعياً إلى تعزيز التعاون العربي بين أجهزة أمن الحدود والمطارات والموانئ وأجهزة مكافحة الارهاب من أجل تعقب الأسلحة ومصادرتها وتبادل المعلومات بشأن مواصفاتها وأرقامها. وأوضح أن المنطقة العربية تمثل نقطة عبور للمخدرات من المناطق المنتجة إلى المستهلكة وأن حدود الدول العربية تمثل دوما مجالا لنشاط عصابات تهريب هذه السموم الفتاكة مشيراً إلى ظهور خطوط تهريب مروراً بدول الساحل الأفريقي ثم شمال إفريقيا الأمر الذي أدى إلى ازدياد نشاط عصابات تهريب المخدرات في الدول العربية وألقى أعباءً متزايدة على كاهل الأجهزة المعنية. وتحدث كومان عن التحديات التي تفرضها الهجرة غير الشرعية والاتجار بالأشخاص على الأجهزة المعنية مشيرا إلى أن بعض الدول العربية تمثل بلدان مقصد لعمليات الهجرة والبعض الاخر يمثل بلدان مصدرة وأغلبها تشكل بلدان عبور للمهاجرين إلى أوروبا. وأضاف أن الانفلاتات الأمنية في بعض الدول أدت إلى تفاقم الهجرة غير الشرعية وتهريب الأشخاص بصورة غير مسبوقة مبيناً أن عمليات تهريب السلع والبضائع تفاقمت مما يؤدي إلى ضرب الاقتصاد الوطني والإخلال بالنظام الجبائي وتعريض الأمن الغذائي للخطر. وطالب بالمزيد من اليقظة والحرص على تأمين الحدود والمنافذ بما يضمن مواجهة تلك التحديات ويقلل من الأخطار الناجمة عنها غير أنه شدد على ضرورة أن لا يتحول الحرص على تطبيق إجراءات تأمين الحدود والمنافذ إلى عائق دون ازدهار حركة السفر والسياحة في المنطقة. ورأى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن مراكز الحدود والمطارات تشكل مجالا مناسباً لتركيز مفهوم الشرطة المجتمعية عن طريق تعزيز المهام الاجتماعية والإنسانية لأجهزة الأمن عبر مساعدة المسافرين على انجاز الإجراءات غير الأمنية وتقديم الإرشادات اللازمة لهم وإحاطة المسنين وذوي الحاجات الخاصة بكل أنواع المساعدة بما يعزز العلاقة بين هذه الأجهزة والمسافرين ويسهم في مواجهة عمليات التهريب والتصدي للتهديدات الإرهابية. ويدرس المؤتمر على مدى يومين ملفات تتعلق بالتهديدات الارهابية لأمن الطيران المدني وسبل مواجهتها والتعاون الأمني ودوره في الحد من أعمال القرصنة البحرية وإجراءات تأمين البضائع والطرود البريدية في المنافذ المختلفة وتجارب الدول العربية في مجال مكافحة التسلل عبر الحدود. // انتهى //