لم يمنع جو بايدن بلوغه الثمانين عاما من ترشحه لولاية ثانية رغم هفواته الكثيرة، لرئاسة أكبر دولة في العالم في الانتخابات الرئاسية والتي ستعقد العام المقبل.. ويعد جو بايدن الرئيس الأكبر سناً الذي تم انتخابه رئيسا في انتخابات عام 2020، حيث سيحث الأميركيين للتصويت لمصلحة الديموقراطيين في انتخابات عام 2024 وإعطائه مفاتيح البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة (2029). ووفق الخبراء فإن بايدن يتحدى عمره، ويضع مستقبله السياسي على المحك مؤكدين أن طريق وصوله إلى الرئاسة مجدداً عام 2024 مليء بتحديات وألغام سياسية واقتصادية وعمرية كبرى، فإذا أعيد انتخابه كرئيس لأميركا، سينهي ولايته الثانية وهو في سن 86 عاما، فيما قالت مصادر أميركية ل"الرياض" إن ترشح جو بايدن يعني دق الإسفين الأخير في نعش الديموقراطيين، إلا أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير رفضت أي مزاعم تتعلق بقلق قيادات الحزب الديمقراطي بشأن عمر بايدن، كما نفت المعلومات التي تشير أن غالبية الناخبين في حزبه لا يريدون له الترشح لولاية أخرى، فيما قالت فوكس نيوز اليمينية إن جو بايدن يدخل انتخابات الرئاسة لولاية ثانية ونصف الناخبين يرفضون ترشحه بسبب عمره وهفواته المتكررة. ودخل بايدن، معترك السياسة منذ سبعينات القرن الماضي كعضو في مجلس الشيوخ، وبين عام 2009 و2017 تولى منصب نائب الرئيس السابق أوباما، وقد سبق له الترشح لمنصب الرئيس مرتين الأولى عام 1988 والثانية عام 2008، وقد فشل بكلاهما، غير أن الحظ حالفه وفاز في انتخابات 2020 ليتولى منصب الرئيس في يناير 2021. ولد بايدن وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية في 20 نوفمبر عام 1942، بمدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق بنسلفانيا، في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت أسرته للعيش في ولاية ديلاوير، وفي عام 1968، حصل بايدن على شهادة في المحاماة ليصبح بسرعة محاميا أمام المحاكم في وقت شهدت فيه الولاية سلسلة من أعمال الشغب والاعتقالات على خلفية مقتل مارتن لوثركينغ. وعندما كان في ال29، قرر أن يتخذ من السياسة دربا له واستطاع، بشكل مفاجئ التغلب على السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972 ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أميركي في التاريخ. وتوفيت زوجة بايدن نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أصيب ابناه صغيرا السن بو وهانتر بجروح، وبعد هذا الحادث المأساوي كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته، وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيه في المستشفى. وخلال ولايته الثانية كنائب للرئيس توفي ابنه بو الذي كان مدعيا عاما في ديلاوير، عام 2015 عن عمر46 عاما بعد صراع مع سرطان الدماغ، وظل بايدن عضوا في الكونغرس 36 عاما، وأضحى بايدن رئيسا للولايات المتحدة بعد فوزه على منافسه ترمب بالانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر 2020. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "بايدن أكبر سناً من أن يترشح لانتخابات العام المقبل، وإن الأميركيين يدركون ما لن يعترف به بايدن، وهو أن انتخاب رجل يبلغ من العمر 80 سنة وتنتهي ولايته الثانية عندما يبلغ 86 عاماً، عمل محفوف بالأخطار ويقترب من الأنانية وقد يكون خطأ تاريخياً". وركزت الصحف الأميركية الصادرة أمس معلقة على ترشح لولاية ثانية حول قدرات الرئيس الجسدية والذهنية مع بلوغه سن الثمانين عاما، غير أن ضعف المعسكر الديمقراطي وضعف تمثيل اليسار الأميركي مع بروز شخصيات صغيرة مثل روبروت كيندي جونيور أو الكاتبة ماريان وليامسون، كلها عوامل جعلت من ترشح الرئيس بايدن أفضل خيار في مواجهة محتملة مع العائد ترمب. وكتب بايدن على تويتر "كل جيل لديه لحظة يتعين عليه فيها الدفاع عن الديموقراطية. الدفاع عن حرياته الأساسية. أعتقد أن هذه لحظتنا. هذا سبب ترشيحي لإعادة انتخابي رئيسا للولايات المتحدة. انضموا إلينا. فلننجز المهمة. ويرغب جيل الشباب الديمقراطيين في رؤية قيادة شبابية لزعامة أميركا، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن 70 ٪ من الأميركيين بما في ذلك 51 ٪ من الديمقراطيين، إنهم لا يريدون أن يترشح بايدن للرئاسة في عام 2024، حيث ذكر نصف هؤلاء المستطلعين تقريبًا سنه كسبب رئيس، فيما قال 38 في المئة إنهم لا يريدون أن يترشح أي من الرجلين لمنصب الرئيس مرة أخرى، ويقول 28 في المئة إنهم يريدون ترشح ترمب لكن ليس بايدن، و20 في المئة يريدون بايدن وليس ترمب. ويبدو أن الأميركيين يميلون للتغيير في الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث أظهر استطلاع رأي نشرت نتائجه مؤخرا عدم تحمسهم للرئيس الحالي بايدن، ولا حتى للرئيس السابق ترمب. ورفض غالبية الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع الذي أجراه مركز "هارفارد للدراسات السياسية الأميركية،" ومركز "هاريس بول"، إمكانية إعادة المنافسة بين بايدن وترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن الاستطلاع وجد أن ترامب يقف على أساس أقوى مع قاعدته، ووفق الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة غالوب العالمية نهاية الشهر الماضي، والذي لم تختلف أرقامه كثيرًا عن الاستطلاع الذي أجرته بداية مارس حول أدائه بشكل عام فيما كشفت أرقام غالوب، المعنية بالاستشارات والتحليلات، أن نسبة الموافقة الإجمالية على بايدن لم تتجاوز 44 في المئة منذ أغسطس 2021، أي خلال عامه الأول في منصبه. وللفوز بولاية ثانية في عام 2024، يحتاج بايدن إلى الحفاظ على دعم مجموعات متنوعة من الناخبين الديمقراطيين، بمن في ذلك الليبراليون. وسيحتاج بايدن وفق المحللين الأميركيين إلى كسب أصوات المعتدلين الذين صوّتوا لصالح الحزب الجمهوري في الماضي، بما في ذلك فئة النساء والشباب الذين يرفضون رئاسة ترمب. ويراهن بايدن وفق صحيفة لوس اونجليس تايمز على إنجازاته في الولاية الأولي، وستكون خبرته التي تزيد على 50 عاما في واشنطن أكثر أهمية من المخاوف بشأن عمره، وهو يواجه طريقا سلسا للفوز بترشيح حزبه، مع عدم وجود منافسين ديمقراطيين جديين، لكنه لا يزال على استعداد لخوض صراع شاق للاحتفاظ بالرئاسة في دولة منقسمة انقساما مريرا. ويعد بايدن، البالغ من العمر 80 عاما، أكبر رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة، ومن المرجح أن يواجه تساؤلات حول عمره خلال الحملة الانتخابية.