يمتلك الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة جو بايدن، الذي ينصب رسمياً غداً (الأربعاء)، سجلا حافلا وتاريخا طويلا في العمل السياسي، استمر على مدى ما يقرب من نحو نصف قرن تقريباً. دخل بايدن العمل السياسي عضوا في مجلس الشيوخ عام 72 من القرن الماضي، عندما كان عمره 29 عاما فقط، واختاره أوباما ليكون نائبه في انتخابات 2008. ويفتخر بأنه سياسي مخضرم، ويعتبر مسيرته الطويلة في مجال السياسة نقطة قوته وليس ضعفا. ولد بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، إلا أنه انتقل مع عائلته إلى ولاية ديلاوير عندما كان يبلغ 10 سنوات فقط. تخرج في «جامعة ديلاوير» بشهادة في العلوم السياسية، كما حصل على شهادته في القانون من «جامعة سيراكوز»، بدأ عمله محاميا عاما قبل انتقاله إلى العمل السياسي. ودخل الرئيس المنتخب ب306 أصوات في المجمع الانتخابي عالم السياسة عام 1972، عندما أصبح «سيناتور» عن عمر يناهز 29 عاما فقط، ما جعله سادس أصغر سيناتور في تاريخ البلاد. عندما اختاره أوباما ليكون المرشح لمنصب نائب الرئيس في 2008، اضطر بايدن للاستقالة من عمله «سيناتور» وألقى خطابا ختم فيه مسيرة دامت عقودا. أما عن طموحه بالرئاسة فهو ليس بحديث، إذ ترشح بايدن للانتخابات للمرة الأولى عام 1988 عن الحزب الديمقراطي، ثم عاد وترشح عام 2008 لكن سرعان ما انسحب، وقبل عرض أوباما لمنصب نائبه. أما علاقته الوطيدة مع أوباما فهي واضحة منذ عملهما معاً في 2008 وحتى الآن، فعلى الرغم من أن أوباما لم يعلن تأييده لبايدن إلا بعد نجاحه بالانتخابات التمهيدية 2020، إلا أن الرابط القوي الذي يجمعهما أدى إلى كسب بايدن شعبية كبيرة بين الأقليات وخصوصا السود. ويعرف عن بايدن مقاربته غير العدائية لأعضاء الحزب الجمهوري، وأبرز مثال عن ذلك علاقته المقربة من السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، الذي كان منافس أوباما على الرئاسة عام 2008، إلا أن المنافسة واختلاف الآراء لم يؤثرا سلباً على علاقة بايدن بماكين. وكانت لاية بنسلفانيا، مسقط رأس الرئيس الجديد حاسمة في سباق 2016 لصالح ترمب، وراهن عليها بايدن كثيرا في سباق 2020.