تعقيباً على مقال الكاتب والإعلامي أ. محمد الحيدر الذي نشر في صحيفة "الرياض" يوم الجمعة 11 شعبان 1444ه 3 مارس 2023م بعنوان "الجمعيات.. نريد الكيف لا الكم". بداية نشكر أ. محمد الحيدر على مقاله الذي لامس فيه اهتمامات الجمعيات الخيرية، وحرصها على تجويد حياة المستفيدين، وقياس أثر ذلك ضمن مستهدفات الرؤية الوطنية 2030 التي دعت إلى نقل المستفيدين من الجمعيات والمنظمات الخيرية من الرعوية إلى المنتجة والمساهمة برفع نسبة الناتج المحلي. ونظراً لاهتمامي بالإعلام الخيري فهناك حقيقة يجدر الإشادة بها، وهي أن الكثير من الجمعيات الخيرية وبعيداً عن الرعاية التقليدية سعت لتحقيق هذا الهدف الأسمى فقدمت برامج تدريبية وتأهيلية وألحقت الكثير من المستفيدين بسوق العمل، ورعايتهم تعليمياً وابتعاث العديد منهم لمواصلة دراستهم في الخارج بتخصصات علمية يحتاجها سوق العمل، وعادوا بشهادات عليا وتقلدوا مناصب وظيفية مرموقة، إضافة إلى إطلاق المبادرات النوعية لتوظيفهم وتمكينهم. وتم قياس أثر ذلك بكل مصداقية وشفافية، وها هي قصص النجاح تتوالى وتتنامى عاماً بعد آخر، فعلى سبيل المثال لا الحصر فقد ألحقت جمعية إنسان لرعاية الأيتام خلال العام المنصرم أكثر من 600 يتيم ويتيمة بسوق العمل. وبلغ عدد المستفيدين من تمويل المشاريع أكثر من 100 يتيم ويتيمة لافتتاح مشاريع خاصة بهم. إضافة إلى إنفاق أكثر من 12 مليون ريال على برنامج الملك سلمان لتأهيل أبناء إنسان الذي يعد أحد البرامج الرئيسة، حيث تسعى الجمعية من خلاله إلى تدريب وتأهيل الأبناء وتمكينهم، وترسيخ أهمية العمل في نفوسهم ومساعدتهم في الحصول على فرص وظيفية بمختلف المجالات. وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم، وتحسين جودة حياتهم. وكذلك مؤسسة إخاء لرعاية الأيتام التي قامت بدورها حيث كشفت الإحصائيات عن تمكين أكثر من 2500 يتيم في مختلف مجالات التمكين خلال العام الماضي، وجمعيات أخرى لا يتسع المجال لذكرها أيضاً جسدت توجه الدولة نحو تحقيق الاستدامة وتمكين المستفيدين. أما ما تطرق إليه أ. الحيدر بخصوص زيادة عدد الجمعيات الخيرية في المملكة فقد أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مؤخراً صندوق دعم الجمعيات، وأحد أهدافه التمكينية زيادة عدد الجمعيات ودعم مشاريعها التنموية وتحقيق الاستدامة لها، وفق منهجية واضحة ورؤية هادفة. وفيما يتعلق بالحوكمة فقد أصبحت ديدن القطاع غير الربحي وهاجسه الأول حيث حرص القطاع على تحقيق الحوكمة وإضفاء الشفافية على مدخلاته ومخرجاته، وأصبحت أحد أهم المعايير التي سار عليها في كافة مجالاته، والمتابعة والإشراف من قبل الوزارة. ولعل أ. الحيدر يتفق معي في النمو المتسارع وخلال فترات قياسية للعمل الخيري في الممكلة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل إطلاق رؤية الوطن ونحن لا ندعي الكمال ولكن نسعى إليه. نقدر للكاتب الحيدر اهتمامه وحرصه على تنمية العمل الاجتماعي لما فيه خدمة أبناء الوطن. * مسؤول الإعلام في جمعية إنسان